فصائلُ الجهاد والمقاومة لا تزالُ تدَّخرُ العديدَ من وسائلها واستراتيجياتها القتالية لمراحلها المتقدمة
المسيرة | خاص
تواصلُ فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية استهدافَ مستوطنات “غلاف غزة” بالرشقات الصاروخية المركَّزة، على الرغم من مرور 269 يوماً على معركة (طوفان الأقصى)، كما تستمرُّ في تصديها واستدراجِها للقوات المتوغلة من جيش الاحتلال إلى منازلَ مفخخة قبل تفجيرها وإيقاع أفرادها بين صريعٍ ومصاب، لتثبت أنها وبعد 9 أشهر، ما زالت تحقّق المعجزات وتفعل بالاحتلال ما فعلت من استهداف عن بُعد أَو من مسافة صفر.
في التفاصيل؛ بثت كتائب القسام مشاهد من تصدي مقاتليها لعمليات عسكرية إسرائيلية في حي الشجاعية بمدينة غزة، أَو مدينة رفح؛ في رسالةٍ مفادها أن أركان المقاومة وقدراتها تتطور وما زالت هي صاحبة الكلمة الفصل في الميدان، وأنها لا تزال تدخر العديد من وسائلها القتالية لمراحلها المتقدمة، والتي بات من المتوقع أن الضفة المحتلّة على موعدٍ بالالتحام بالطوفان.
وأبدعت المقاومة في تنفيذ استراتيجياتٍ عسكريةٍ قتالية متعددة أبرزها “فخاخ العسل”؛ حَيثُ أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، أنّ مجاهديها تمكّنوا من استدراج قوة إسرائيلية إلى منزل مفخخ تم استخدامه في عملية القنص الأخيرة شرقي مدينة رفح، وفور دخول جنود الاحتلال إلى المنزل تم تفجيره وإيقاع أفراد القوة بين صريعٍ وجريح.
في السياق، اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بانهيار المبنى المفخخ في رفح على الجنود الإسرائيليين، مؤكّـدة وقوع عدد من الجرحى من بينهم جراحهم بليغة، مشيرةً إلى أنّه “جرى نقل الجنود الجرحى بالمروحية إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع”.
بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت مستوطنات “كيسوفيم” و”العين الثالثة” و”نيريم” و”صوفا” و”حوليت” في “غلاف غزة”، برشقات صاروخية مركزة.
وأشَارَت إلى استهدافها جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وذلك بوابل من قذائف الهاون النظامي، كما نشرت السرايا مشاهدَ من دَكِّ مجاهديها لجنود وآليات الاحتلال في محور التقدم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
من جهتها، تبنت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استهداف قوات الاحتلال في منطقة “كف المشروع” شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بقذائف “الهاون”.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها استهدفت تحشدات قوات الاحتلال في قاطع رفح، محيط القرية السويدية، برشقة صاروخية وقذائف “الهاون” النظامي من عيار (60).
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت عن “صلية غير عادية” أطلقت نحو “غلاف غزة”، تضمنت نحو 20 قذيفة صاروخية، مؤكّـدةً دوي صفارات الإنذار في العين الثالثة بـ “غلاف غزة” و”كيسوفيم”.
بدوره، أقرّ “جيش” الاحتلال بمقتل جندي وإصابة آخرين بجروح خطيرة خلال اشتباكات مع المقاومة جنوبي قطاع غزة، حَيثُ اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل جندي في الكتيبة 931 التابعة للواء “ناحال” وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وَأَضَـافَ، أن الضابط القتيل هو “الرقيب أوري يتسحاف حداد” من “بئر السبع” (21 عاماً) من الكتيبة “931” لواء “المظليين”، وأكّـدت وسائل إعلام عبرية، إصابة 10 جنود في قطاع غزة ينتمون إلى المدرسة الدينية “إيتمار”، مشيرةً إلى مقتل جندي وجرح 10 بينهم 3 بحال الخطر، وذلك في انفجار فتحة نفق في غزة صباح الاثنين.
إلى ذلك، تشير المعطيات الميدانية إلى أنّ عمليات المقاومة تتركز على مشاغلة قوات الاحتلال في محور “نتساريم” الذي يفصل شمال قطاع غزة ووسطه عن جنوبه، مؤكّـدةً أنّ المقاومة أدخلت تكتيكات جديدة في عملياتها ضد الاحتلال، بما في ذلك استخدام قنابل وصواريخ إسرائيلية لم تنفجر.
وكما يبدو أنّ الاشتباكات العنيفة في حي الشجاعية في مدينة غزة وجنوبي القطاع (رفح – الشابورة)، تشير إلى أن المقاومة قد أعدّت نفسها جيِّدًا لحرب استنزاف مع الاحتلال، والقادم كبير إن استمر العدوّ الصهيوني بإجرامه، فليس أمامه إلا الانسحاب من غزة وإيقاف إطلاق النار، بحسب ما تراه مراكز بحثية عبرية.