وسط خلافٍ حاد يعصف الأوساط الصهيونية.. “أبو سلمية” يتنفَّسُ الحريةَ بعد 7 أشهر من الاعتقال والتعذيب
المسيرة | متابعة خَاصَّة
خروجُ شخصية بحجم الدكتور محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء بغزة، بعد 7 أشهر من الاعتقال الوحشي، وحديثه بهذا الثبات والصمود؛ يعكس بشاعة الجرائم الوحشية ضد المعتقلين الفلسطينيين والتي يتحمل مسؤوليتها المنظمات الدولية والولايات المتحدة الأمريكية التي ما زالت تدفع الاحتلال لارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين، الذي يعتمد في هذه الإبادة على الإدارة الأمريكية التي توفر حماية غير محدودة له، كما يعد فرصة أمام المنظمات للتحَرّك بشكلٍ سريع؛ مِن أجلِ إيقاف هذه الوحشية بعد أن وصل صدى صوته لمن تبقى لديه ذرة ضمير وإنسانية.
انتقادات واسعة للحكومة الإسرائيلية وتبادل اتّهامات بعد الإفراج عن “أبو سلمية”:
لقد أحدث قرار الإفراج عن “أبو سلمية”، ضجة واسعة في الأوساط الإسرائيلية، وأدى إلى تبادل الاتّهامات بين مسؤولين في الحكومة وقيادات عسكرية ومعارضين، وأثار انتقادات واسعة وسط مطالبات بإقالة المسؤول عن اتِّخاذ هذا القرار.
رئيس ما يسمى تحالف أَو معسكر المعارضة “بيني غانتس” قال: إن “الحكومة ارتكبت خطأ عملياتياً وأخلاقياً عندما أفرجت عمن وصفه بمانح الرعاية للقتلة يوم السابع من أُكتوبر، والمساهم في إخفاء المختطفين”، مُضيفاً، أن “هذه الحكومة لا تستحق إدارة الحرب وعليها الاستقالة”، مطالباً بإقالة من اتخذ قرار الإفراج عن أبو سلمية على الفور.
ومن جانبه وصف ما يسمى وزير الأمن الإسرائيلي “إيتمار بن غفير” الإفراج عن أبو سلمية، وعشرات ممن وصفهم بالمخربين، بالإهمال الأمني، وَأَضَـافَ، أن على رئيس الحكومة أن يوقف وزير الدفاع “يوآف غالانت” ورئيس الشاباك عن اتّباع ما سماها سياسة مستقلة تتعارض مع سياسة “الكابنيت” والحكومة.
وزير ما يسمى “وزارة الشتات” “عميحاي شيكلي” أشار إلى أنه “طلب من “غالانت” توضيحات بشأن الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي”، ومتسائلاً: “كيف يتم الإفراج عن مدير مستشفى قُتل فيه مختطفون إسرائيليون وعملت قيادة حماس داخله؟”، حَــدّ زعمه.
وأمام السجال الواسع بشأن قرار الإفراج عن “أبو سلمية”، سارع مكتب رئيس وزراء الكيان “بنيامين نتنياهو” إلى القول: إن “الأخير أمر بفتح تحقيق فوري في الموضوع”، مُشيراً إلى أن القرار جاء بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في سجن مركز “سدي تيمان” جنوبي فلسطين المحتلّة.
أما ما يُعرَفُ بجهاز الأمن العام “الشاباك” الذي وُجِّهت إليه المسؤولية، فقال: إن “الإفراج عن مدير مجمع الشفاء كان؛ بسَببِ الاكتظاظ في السجون”، مُشيراً إلى أنه تم التحذير من هذه القضية لفترة طويلة.
وسارعت مصلحةُ السجون الإسرائيلية إلى النفي أن يكون الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي؛ بسَببِ اكتظاظ السجون.
“أبو سلمية” عند خروجه: تركنا خلفَنا آلافُ المعتقلين والكثير استشهدوا خلال التحقيق
في هذا الإطار؛ أكّـد مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية أن “الكثير من الأسرى استشهدوا في أقبية التحقيق”، وقال: “تركنا خلفنا آلاف المعتقلين لدى الاحتلال”، مُضيفاً، أن “الأطباء والممرضين الإسرائيليين يضربون ويعذِّبون الأسرى الفلسطينيين ويتعاملون مع أجساد المعتقلين كأنها جمادات”، ومُشيراً إلى أن “كل أسير لدى الاحتلال فقد نحو 30 كيلوغرامًا من وزنه مع منع الطعام والتعذيب”.
وقال مدير مستشفى الشفاء: “لم يوجه الاحتلال لي أية تهمة رغم محاكمتي 3 مرات، وذلك يعني أنه اعتقلني لأسباب سياسية”، مؤكّـداً تعرضه لتعذيب شديد وأن “الاحتلال يقتحم زنازين الأسرى ويعتدي عليهم بشكل شبه يومي”.
ولفت أبو سلمية إلى أن معتقلي غزة لم يلتقوا محامين ولم تزُرْهم أيةُ مؤسّسة دولية، ومستغرباً من “حديثِ أطراف في الحكومة الإسرائيلية عن عدم معرفتهم بخروجي من المعتقل، وقد خرجت بطريقة رسمية”.
وحول ظروف اعتقاله من غزة، قال: “تم اعتقالي من قافلة إنسانية كانت تعمل على نقل الجرحى من مجمع الشفاء عبر معبر نتساريم”، مضيفاً: “تم تقديمي لأربع محاكماتٍ دون تهمة، كما تعرَّضتُ لتعذيبٍ شديدٍ شبه يومي وكسر في إصبع الإبهام بسجون الاحتلال”.
وفيما يتعلق بتدمير مجمع الشفاء، وصف أبو سليمة ما فعله جيش الاحتلال، بأنه محاولة لإنهاء عمل المنظومة الصحية في غزة، لافتاً إلى أنه خلال أشهر قليلة سيعود مجمع الشفاء الطبي للعمل مجدّدًا.
وأفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نحو 50 أسيراً من قطاع غزة، بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، المعتقَل منذ نوفمبر الماضي.
وشدّد أبو سلمية، في أول تصريح له بعد الإفراج عنه، على أنّ “وضع السّجون مأساوي وصعب جِـدًّا، والأسرى القدامى والجدد يمرّون بأسوأ ظروف منذ نكبة 1948م، وحتىّ الآن، حَيثُ يعانون من نقص في الطّعام والمياه وهناك إهانة جسديّة”، داعياً إلى أن “تكون هناك كلمة حاسمة للمقاومة والشّعوب العربيّة؛ مِن أجلِ حرية الأسرى”.
وكانت القوّات الإسرائيليّة قد اعتقلت “أبو سلمية” وعدداً من الأطباء والممرّضين، بعد حصار وقصف أعقبه اقتحام مجمع الشّفاء، الّذي يُعدّ أكبر مستشفى تخصّصي في قطاع غزة، بزعم وجود مسلّحين وبنى تحتيّة لحركة “حماس” داخل المستشفى.