الأمين العام لمجلس الشورى القاضي علي عبد المغني في حوار لـ “المسيرة”: القبضُ على شبكة التجسُّس الأمريكية الإسرائيلية إنجازٌ على صعيد الأمن القومي ويعكسُ مستوى المهارة والحِرفية للأجهزة الأمنية

المسيرة- حاوره أيمن قائد:

وصف الأمينُ العام لمجلس الشورى، القاضي علي عبد المغني، الإنجازَ الأمنيَّ التي تحقّق مؤخّراً والمتمثلَ بتفكيك شبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية، بالإنجاز الكبير والحقيقي على صعيد الأمن القومي اليمني.

وقال في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “شبكةَ التجسُّس كانت تمثّل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار المجتمعي، ونشاطُها كان يُلحِقُ الضررَ بحياة ومعيشة المواطنين”، مُشيراً إلى أن “الإنجاز يمثل حجرَ الزاوية للانطلاق اليمني الثوري الحر في مجال تحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر الخالدة، وأنه يعكس مستوى المهارة والحرفية التي تميزت بها الأجهزة الأمنية”.

إلى نص الحوار:

 

– كيف تنظُرُون إلى إعلان الأجهزة الأمنية تفكيك شبكة مرتبطة بالـ CIA في اليمن؟

يعكسُ إعلانُ جهاز الأمن والمخابرات تفاصيلَ حدثٍ غير مسبوق يحكي عن تفكيك “شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية”، بأنها كانت مرتبطةً بشكلٍ مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وعبرها هذه الشبكة ارتبطت بالموساد الإسرائيلي، ومزودة بتقنيات وأجهزة ووسائل وبرامجَ وأساليب مكنتها من العمل السري على مدى عقودٍ من الزمن، خلالها نفّذ عناصرُها أدواراً تجسسية وتخريبية في مؤسّساتٍ رسميةٍ وغير رسمية، بعد أن تم تدريبهم استخبارياً وتزويدهم بالتقنيات اللازمة لتنفيذ أنشطتهم بكل يُسْرٍ وأريحية في عموم الجمهورية اليمنية وفي كُـلّ المجالات تقريبًا.

وأجزم بالقول إن كُـلّ ذلك كان على مرأى ومسمع الأنظمة والحكومات المتعاقبة التي كانت متواطئة إلى حَــدٍّ كبير مع كُـلّ السياسات التي كانت تنتهجها أمريكا عبر سفارتها في صنعاء.

 

– برأيكم ما هي المعطيات التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز؟

هذا الإنجاز غير المسبوق؛ ما كان له أن يتحقّق لولا ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م، التي أخرجت السفارة الأمريكية من اليمن، بكل قذاراتها التي ظلت عالقة في البيت اليمني لعقود، وعلى الرغم من بقاء بعض تلك الشوائب متخفيةً وتمارس أنشطتها كالمعتاد، أَو بدرجةٍ أقل، إلا أن التعاون والجهود المشتركة بين جهاز الأمن والمخابرات والجهات الأمنية الأُخرى، وَأَيْـضاً الحاضنة الشعبيّة، وفي أكثر من اتّجاه، ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، وما سبقه من إنجازات؛ ما يعكس مدى الرغبة والاندفاع الرسمي والشعبي في التعاون وبذل الجهد لاستئصال كُـلّ أشكال التبعية والارتهان ومكافحة كُـلّ عناصر التجسس والتخريب والفساد والإفساد، وتجفيف منابع كُـلّ ما يتهدّد اليمن الأرض والإنسان.

 

– كيف تفسِّرون سعادةَ اليمنيين بهذا الإنجاز الهام؟

القبض على هذه الشبكة، وتفكيكها ونشر اعترافاتِها للجمهور الداخلي والخارجي، يُعد إنجازاً حقيقيًّا على صعيد الأمن القومي اليمني؛ كونها كانت تمثل تهديداً مباشراً للأمان والاستقرار المجتمعي، وكان عملها يمس بالمؤسّسات والهيئات الحكومية، ونشاطها يُلحِقُ الضرر بحياة ومعيشة المواطنين.

ولو تأملنا سعادة الجماهير اليمنية بهذا الإنجاز والمتابعة المُستمرّة لتفاصيله؛ كونهم هم المستهدَفون منها على مدى عقود، وضرر هذه الشبكة مس حياة ومعيشة كُـلّ المواطنين على اختلاف انتماءاتهم، وَأَيْـضاً ما يجعل هذا الإنجاز ذا أهميّة كبيرة على الصعيد الإقليمي والدولي، يمكن ملاحظته إذَا ما أُخذت اعترافات عناصر الشبكة بعين الدراسة والفحص من قبل دول الإقليم والعالم الحر، فيما يتعلق بعمل وبرامج وسياسات السفارة الأمريكية أَو الإسرائيلية في بلدانهم.

 

– ما أهميّة هذا الحدث ودلالة إعلانه في هذا التوقيت؟

هذا الإنجاز يمثل حجرَ الزاوية للانطلاق اليمني الثوري الحر في مجال تحقيق أهداف ثورة الـ21 من سبتمبر الخالدة، كما أنه يعكس مستوى المهارة والحِرفية التي تميزت بها الأجهزة الأمنية اليمنية، بدءاً من تتبع وملاحقة وكشف هذه الشبكة؛ وانتهاء بالقبض عليها وطريقة وتوقيت الإعلان ونشر تفاصيلها من خلال اعترافات عناصر الشبكة أنفسهم، وهذا يعكس مدى القدرة الأمنية اليمنية وتفوقها على مواجهة التهديدات والتحديات المستقبلية؛ أياً كان حجمها وميدانها، وبما يسهم في ترسيخ السكينة العامة وتعزيز الأمن والاستقرار، واقتدارها مستقبلاً في ضمان عدم تكرار مثل هذه الشبكات، ومواجهة كافة التهديدات السرية التخريبية في اليمن والمنطقة ككل.

 

– هناك من يقلِّلُ من أهميّة هذا الإنجاز، أَو يشكك فيه، على اعتبار أن اليمن كانت تدار أَسَاساً من قبل السفارة الأمريكية؟

بالطبع الكل كان يعرف جيِّدًا أن اليمن كانت وعلى مدى عقود تدار من قبل السفارات (الأمريكية -البريطانية –السعوديّة)، وكانت الأنظمة والحكومات المتعاقبة لا تَبُتُّ في أمر إلا بالرجوع إلى تلك السفارات وخَاصَّة الأمريكية، لكنها في الوقت نفسه كانت تخشى على نفسها من النقمة الشعبيّة؛ إذَا ما ظهر للعلن أنها تمارس خيانة البلد بصورةٍ مباشرة، وبالتالي كان لتلك الشبكات أدوارٌ في هذا الشأن، وَإذَا ما انكشفت بعض خلاياها في أي مرفق من مرافق الدولة؛ نظراً لهامش الحرية الموضوع للصحافة والأحزاب، كانت الحكومات تتعامل مع الأمر بكل تكتم وتحل المسائل بعيدًا عن الإعلام، وانتقادات بعض الوطنيين من أحزاب معارضة، حتى ينتهيَ الموضوعُ ولو تطلَّبَ تصفيةَ مَن يحاول النبشَ في الموضوع.

 

– لماذا تسعى بعضُ الأطراف الأممية للزج بنفسها في هذه القضية؟

طبعاً وتحت عنوان الاتصال غير المشروع أَو التخابر مع دولة أجنبية نصت الموادُّ من (24 إلى 30) من قانون الجرائم والعقوبات اليمني الصادر بالقرار الجمهوري رقم (12) لسنة 1994م، بشأن الجرائم والعقوبات على ما يلي، مثلاً المادة 28: (يُعاقَبُ بالإعدام، كُـلُّ من سعى لدى دولة أجنبية أَو أحد ممن يعملون لمصلحتها أَو تخابر معها أَو معه وكان من شأن ذلك الإضرار بمركز الجمهورية اليمنية)، إلى آخر ذلك؛ وبالتالي فالإعدامُ هو المصيرُ المحتوم قانونياً والمنتظر لكل عناصر الشبكة؛ وهذا الأمر أزعج كَثيراً أمريكا وأذنابها، وباتوا يشنون حملات تشويه وحرف مسار للقضية؛ بهَدفِ الحفاظ على هيبتها أمام عملائها من الخونة والجواسيس ومستقبلهم المحتوم.

تستهدف شبكات التجسس المؤسّسات لأسباب متعددة، ومنها على سبيل المثال، جمع المعلومات الاستخباراتية؛ إذ تعتبر المؤسّسات مصادر غنية للمعلومات، يمكن للجواسيس الاستفادة من البيانات المخزنة في مكاتب الحكومة، والشركات، والمؤسّسات الأُخرى لتحقيق أهداف مشغليهم، وَأَيْـضاً التأثير على السياسة والقرارات؛ إذ يمكن للتجسس على المؤسّسات أن يساعد في تحديد السياسات والقرارات الحكومية والاقتصادية، وقد يكون له تأثيرٌ على العلاقات الدولية والتوجّـهات الاستراتيجية، كما أن اعترافات عناصر الشبكة واضحةٌ بالقصد التخريبي والتأثير على الأمن والاستقرار، وتمكّن للجواسيس أن يستخدموا المعلوماتِ المجمَّعةَ للتأثير على الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلد، وهذه الأنشطة تعتبر غير قانونية وتشكل تهديدًا للأمن القومي والدولي؛ وهو ما تحاول أمريكا استعاضةَ دور الأمم المتحدة في المطالبة بهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com