سقطرى ما بين صرخات الاستغاثة وويلات الاحتلال
نعمة الأمير
شهدت سقطرى الجزيرة المحتلّة من قبل النظام الإماراتي وميليشياته أنواعًا من الصلف والجور المتصاعدان ضد أبنائها.
منذُ أن وجد المحتلّ موطِئ قدم في هذا الأرخبيل والسكان يعانون أشد المعاناة؛ فهُــوِيَّتهم اليمنية تُسلب وحقوقهم تُنتهك، فالفساد الأخلاقي يستشري شيئاً فشيئاً متفشيًا في أوساط سكان الجزيرة، تحت رعاية وتسهيلات إماراتية، فقد أصبحت الجزيرة وجهةَ الشواذ جنسيًّا وملتقى هوامير ورؤساء العصابات الدولية ومروجي وسماسرة الاتجار بالبشر والمخدرات؛ لما تحظى به الجزيرةُ من عُزلة عن العالم وافتقارها للخدمات الأَسَاسية كالاتصالات والانترنيت الكفيلة بفضح التحَرّكات المشبوهة، فقد وجد فيها مثل هؤلاء المكان الأنسب.
وما كان من الاحتلال إلَّا أن يفكّك اللُّحمة الشعبيّة وزرع الخونة في أوساط السكان لاستشعار كُـلّ صحوة والتعامل معها بالقمع من قبل ممن جنَّدهم الاحتلال، أعطاهم مناصبَ تحت إدارة المحتلّ.
رغم المحاولات المتعددة من المواطنين، لاستنكار ما يحصل، إلَّا أن مصيرَهم الزجّ في السجون والتعذيب، المعاناة مُستمرّة وفي تزايد، فقد مورست ضدهم أنواع الانتهاكات السافرة، أصبحت أراضيهم وجهةً لممارسي الطقوس الغريبة والشيطانية المخالفةِ لديننا ومعتقداتنا، تحت مسميات عديدة، كباحثين ومستكشفين للأحياء البحرية وَأَيْـضاً علماء ما وراء الطبيعة وكذلك السياح، إلَّا أن الأمر مخالفٌ لكل هذا تماماً، فعند التواجد الأجنبي في الجزيرة تكون حركةُ السكان محدودة ومحظورة، حتى إنهم يحظون بحراسة مشدّدة.
مما يجلب الحيرة والتعجب عن كُـلّ ما يحدث في جزيرة سقطرى وَمصير ساكنيها، فقد خرجوا عن صمتهم، متجاوزين كُـلّ الصعوبات؛ ليضعوا حداً لكل ما يحدث، إلَّا أنهم يتعرضون لحملة واسعة من الاعتقالات.
أليست سقطرى تستحق بأن تُغاث، وأن يوضع حَــدٌّ لكل ما يحصل هناك، حتى وإن كان بالشيء اليسير والكشف عن كُـلّ هذا؟!