ملامـحُ المعـركة بيـن “إسرائيلَ” وحزبِ الله
رفيـق زرعـان
شمـال فلسطين المحتلّة يشتعـل بمسيـّرات لبنـان وصواريخـه الفتـاكة والمدمّـرة والجبـهة الداخلـية للعدو الإسرائيلي تتفكـك وتتخلخـل وقـريبًا سيزداد عدد الهاربين الإسرائيليين من شمال فلسطين المحتلّة بشكل كبيـر، وفـي المقـابل تظهـر جبهـة لبنـان الداخليـة أكثر تماسكـاً وإصرارًا علـى مواصـلة معركة الإسناد لأهل غزة، بل ذهب حزب الله إلى أبعد من ذلك وصعّد عملياته المساندة لغزة كمًّا ونوعًا ولن يتوقـف إلا بتوقف العـدوان الإسرائيلـي على قطـاع غزة.
فيـما يتعلـق بالـرد علـى عمليـات الاغتيال التـي ينفـذها العدوّ الإسرائيلي ضد قـادة حزب الله التي كان آخرها اغتيال الحـاج (أبـو نعمـة) فقـد وجهت المقاومـة اللبنانيـة صفعة قوية لـ “إسرائيل” وأمطرتها بمئـات الصواريخ والمسيـّرات، وهـذه العمليـة ستجعل “إسرائيل” تعيد حساباتهـا قبـل التـورط في الحـرب على لبنـان، ولكـن تأرجح المعركة بين الـرد والـرد المضاد وخروجها عن إطارها المحدّد (إسناد غزة) ينبئ باندلاع حرب مفتوحة وشاملة سيكون لحزب الله اليد العليا فيها.
وفي حال نشوب هذه الحرب سيكون من الصعب إيقافها والتحكم بمجرياتها وستكون تداعياتها كبيرة جِـدًّا.
أهمُّهـا:- تثبيت معادلات ردع جديدة بين لبنان و”إسرائيل” وكذلك خسارة العدوّ الإسرائيلي لهذه المعركة؛ فمن فشل في حسم معركة صغيرة في قطاع غـزة المحاصر منذ ما يقارب عقدين، وبـدا مهـزوماً بعـد انقضـاء تسعـة أشهر للمعـركة كيـف سيكون حاله؟ وحال جيشـه في مواجهة حزب الله؟! وستكون هذه الهزيمة مقدمة للهزيمة الكبرى وزوال الكيـان المؤقـت بإذن الله.