صنعاءُ تضعُ الرياضَ أمام عواقب التورط في التصعيد الأمريكي: عودةُ الحجاج المحتجزين في السعوديّة بعد تحذيرات حاسمة من القيادة الوطنية
المسيرة | خاص:
وصلت مساءَ أمس الجُمُعة، طائرةُ الحجاج اليمنيين الذين احتجزهم النظامُ السعوديُّ؛ تنفيذًا لتوجيهات أمريكية؛ بهَدفِ ابتزاز صنعاء، وذلك بعد تحذيرات تلقتها الرياض من القيادة الوطنية.
واستقبل مطار صنعاء الدولي، أمس، الطائرة التي تقل الحجاج اليمنيين الذي منعتهم السعوديّة من العودة بعد إكمالهم مناسك فريضة الحج، واستخدمتهم كورقة ابتزاز ضد صنعاء، بالاشتراك مع حكومة المرتزِقة؛ تنفيذًا لتوجيهات أمريكية تأتي في سياق محاولة ثني صنعاء عن موقفها المساند لغزة.
وكان مرتزِقة العدوان قد أقرُّوا في وقت سابق على لسان الناطق باسم إدارة اليمنية في عدن المحتلّة بأنه تم احتجازُ الحجاج للضغط على صنعاء؛ مِن أجلِ التنازل عن الطائرات المدنية الموجودة في مطار صنعاء، وترافق ذلك من قيام السعوديّة بإغلاق رحلات المطار لأكثر من أسبوع.
ويأتي ذلك في سياق التصعيد الأمريكي الذي يهدف للضغط على صنعاء في المِلفات الاقتصادية والسياسية؛ مِن أجلِ إجبارها على وقفِ عملياتها المساندة لغزة.
لكن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وجَّهَ في خطابه الأخير رسائلَ تحذيرٍ مبطَّنةً للسعوديّة بشأن احتجاز الحجاج، فيما أكّـدت مصادرُ خَاصَّةٌ لـ “المسيرة” أن الرياضَ تلقت تحذيراتٍ أكثرَ صراحةً في هذا السياق؛ الأمرُ الذي أجبرها على إطلاقِ الحُجَّاج المحتجزين في النهاية.
وجاء إطلاق الحجاج المحتجَزين مع نهاية مهلة غامضة كان متحدث القوات المسلحة قد أعلنها يوم الثلاثاء الماضي، حَيثُ كشف عن مهلة مدتها ثلاثة أَيَّـام، لم يحدّد موضوعها، لكنه صرح مساء أمس أنها “تمت بفضل الله”، وقد رأى محللون أن المهلة كانت ممنوحة للسعوديّة؛ مِن أجلِ إعادة الحجاج؛ وهو ما من شأنه أن يؤكّـد تلقِّيَ السعوديّة تحذيراتٍ حاسمةً بهذا الخصوص.
وتضع قضية إعادة الحجاج المحتجزين النظام السعوديّ مرة أُخرى أمام خطورة التورط في التصعيد الأمريكي ضد الشعب اليمني، ومدى جدية ومصداقية تحذيرات القيادة وتأكيداتها على أن صنعاء لن تكون مقيدة في الرد؛ وهو ما يؤكّـد مرة أُخرى للسعوديّة أن المخرج الوحيد أمامها هو التوقف عن الاستجابة للتوجيهات الأمريكي والمضي في إبرام اتّفاق سلام عادل.