أُعجُوبةُ البِحار التارِيخِيةُ.. تَقهرُها الضرباتُ اليمنية
منتصر الجلي
الشهر العاشر للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة بالتحديد، من الإبادة الإسرائيلية الأمريكية لأبناء قطاع غزة، آلاف المجازر، آلاف الجرحى، آلاف الجثث الممزقة، والأشلاء المقطعة، آلاف التصريحات القاتلة للضحية، المساندة للمجرم، آلاف المواقف العربية العبرية المتكهنة للسحر الأمريكي أن ينقذ شعب غزة وهو من يقتله، وهكذا دواليك..
صمت غبي، وزعماء العرب، وقادة ومسؤولون منهم، أمسوا وأضحوا في صف الجلاد الإسرائيلي، على الضحية، يحل الشهر 10 والمجازر لم تنتهِ بعدُ، والعدوّ يكثّـف جرائمه، متجاوزاً بذلك القوانين المُدعاة في كوكب الأمم المتحدة الوهمي، العاجز، الضعيف.
لم يتبق أي أُسلُـوب أَو وسيلة إجرامية إلا واستخدمها كيان العدوّ ضد الأطفال والمسنين وأهالي غزة جميعهم، آخرها استخدامه الإجرامي للأسرى الغزيين كدروع بشرية، في سابقة حرب لم تشهد لها العالمية نظيراً سوى لدى نازية الحربين العالميتين.
أمام كُـلّ هذا، تواصل الجبهة اليمنية إلى تحقيق النصر الموعود للشعب الفلسطيني، من خلال التصعيد الكبير والمهم والبارز الذي يُمكن لقارئ الأحداث أن يرى التطور النوعي والاستراتيجي للجبهة اليمنية، رغم محاولات الأعداء من أبواق الأمريكي في البلدان العربية التقليل من فاعلية وتأثير هذه الجبهة العظيمة، في ظل تطور استراتيجي تسليحي أدهش الصديق وأذل العدوّ.
عربدة أمريكية خنقت البحار شرقاً وغرباً، جرَّاء الموقف اليمني بداية إعلان القوات المسلحة اليمنية دخول معركة (طوفان الأقصى)، بشكلها الفعلي والمباشر، من حظر البحرين العربي والأحمر عن الإسرائيلي، والعمليات المشتركة لقوات البحرية الأمريكية التي وصفتها بـ” حارس الازدهار” تلك الغطرسة المقيتة، رافقها الحشد للقوات الأُورُوبية والغربية على حَــدّ سواء، غير مدركين ما ينتظرهم في قاع البحار.
أشهر معدودات؛ إذ العالم يشاهد “حارس الازهار” المولود ميتاً يصير إلى حارسٍ لأشلاء وجثث تلك السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والشركات التابعة لها، نفِقَت عشرات السفن في قاع البحر، ومنها ما احترقت والبعض أصابها شلل الوصول والاعتذار عن السير من جديد في جحيم البحار اليمنية، فغاصت وماتت.
حالة من الهيستريا التي أصابت قادة وضباط السفن الحربية الأمريكية الذين أصبحت شهاداتهم اليوم وثيقة صارخة عن البأس اليماني الحقيقي، الذي تلقوا منه قطرة فقط في عمق البحار.. شهادات تنقلها للعالم وكالات أجنبية كبرى، تثبت بحق الدور البارز والمهم لقلب الطوفان الفلسطيني النابض والمُستمرّ، شهادة تجسد عظمة المسؤولية والتربية الجهادية في مضامينها الدينية والإيمانية لشعبنا اليمني في ظل الثقافة القرآنية والقيادة الصادقة.
فِرار المدمّـرة الأمريكية والتي عُرفت “بأعجوبة البحار” على مدى عقود من الزمن نرى اليوم تلك المدمّـرة وأمام العالم عجوزاً شمطاء تغادر حاملة لفائف ممزقة من دهر الغطرسة الأمريكية على العالم وشعوب عالمنا الإسلامي بالأخص.
ترحل المدمّـرة العجوز وهي تجر أذيال الخيبة عن أن تحقّق أهدافها الإجرامية على شعبنا اليمني، كُسِرت أشرعتها وبان عيبها على ألسُن قادة بحريتها؛ كونها عفا عليها الزمن لا تستحق تكاليف العودة لموطنها حتى.
لم تكن وعود القيادة اليمنية للقوات الأمريكية حينذاك في مطلع عملياتها الإجرامية تجاه شعبنا وقصف اليمن بالطائرات الأمريكية، محض هُراء أَو تراجع ضمني وَالتفاف مؤقت، بل كانت وعوداً انطلقت من ثقة وقدرة واقتدار، رافق ذلك التطور المتنامي لقواتنا المسلحة، على مختلف التشكيلات التصنيعية العسكرية والتي شهدنا آخرها زورق (طوفان المدمّـر) المُسيِّر، أمام هذه التطورات اليمنية المتسارعة والتي تثبت بحق الإرادَة الصادقة لهذا الشعب وقيادته في الوقوف مساندة لإخواننا في قطاع غزة.
الانسحاب المُذل لحاملة الطائرات الأمريكية هو اعتراف بالقدرات العسكرية اليمنية الضاربة في قاع البحار، والتي بلغ عدد السفن المستهدفة ما يزيد عن 160 سفينة، هذا الرقم المهول، في غضون ما يقارب الـ 9 أشهر جدير بالعالم الغربي ودول عالمنا العربي والإسلامي، الخانعة أن تُبصر بحق هذه القدرة والكفاءة العالية للقوات المسلحة اليمنية.
دور اليمن الإقليمي قلب طاولة الحسابات الأمريكية والإسرائيلية، وأعاد موازين القوى إلى نصابها، بعد أن ظلت المسرحية الأمريكية أُكذوبة هوليود أمام العالم.
كما يرى مراقبون أن التراجع الأمريكي هو شهادة عن القوة اليمنية والسيطرة اليمنية الفاعلة للبحار، في ظل لعبة الأدوات التي يستخدمها الأمريكي والإسرائيلي، للضغط على صنعاء في التخفيف من مواقفها الرائدة.
تلك الأدوات في طليعتها السعوديّة التي ما فتئت اللعب على فوهة النار، عبر ملفات لا تقبل المساومة كالملف الاقتصادي والحصار الجوي للطيران، وغيرها من اللعب على المكشوف في وضح النهار.