اعترافٌ أُورُوبي يكسرُ التكتُّمَ الصهيوني بشأن العمليات اليمنية العراقية في البحر المتوسط
المسيرة | خاص:
على الرغم من الرقابةِ الإعلامية الشديدة التي يفرضُها العدوُّ الصهيوني بشأن تأثيرات العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، بدأت بعضُ التأثيرات بالظهور بشكل واضح، مؤكّـدة وقوع الهجمات التي يتكتم عليها العدوّ، وتسبُّبَها بتأثيرات على حركة وارداته.
وفي هذا السياق، نشرت منظمة “يورو جروب أنيمالس” الأُورُوبية لحماية الحيوانات، قبل أَيَّـام بيانًا، ذكرت فيه أنه في الأسبوع الأخير من يونيو “تعرَّضت سفينة نقل الماشية (شورثورن إكسبرس) التي كانت قادمًا من الاتّحاد الأُورُوبي إلى ميناء حيفا، لهجوم بطائرات بدون طيار”.
وأشَارَت إلى أن السفينة “كانت تحمل حوالي 12 ألفَ حيوان حي”.
ويعتبر هذا اعترافًا هو الأولُ من نوعه بوقوعِ هجوم في البحر الأبيض المتوسط، حَيثُ يتكتم العدوّ بشكل كامل على الهجمات في هذه الجبهة؛ خوفًا من تأثيراتها الكبيرة على آخر منفذ بحري له.
وكانت القوات المسلحة أعلنت في 23 يونيو تنفيذَ عمليتَينِ مشتركتين مع المقاومة الإسلامية في العراق، استهدفت إحداهما السفينة (شورثورن إكسبرس) في البحر الأبيض المتوسط وهي في طريقها إلى ميناء حيفا بعدد من الطائرات المسيَّرة، بحسب بيان نشره العميد يحيى سريع يومَها.
وقال بيان المنظمة الأُورُوبية إنه “على ضوء هذا الهجوم وبالتعاون مع أربع منظمات دولية لحماية الحيوانات، تم إرسال خطاب إلى مفوضة الاتّحاد الأُورُوبي للصحة والسلامة الغذائية، دعونا فيه إلى التعليق العاجل لجميع شحنات الحيوانات الحية من الاتّحاد الأُورُوبي إلى موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط طالما استمرت الأعمالُ العدائية في المنطقة”.
وتسلط هذه الدعوة الضوء على تأثيرات كبيرة تنطوي عليها العملياتُ اليمنية والعمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق على واردات العدوّ الصهيوني التي تأتي عبر البحر الأبيض المتوسط، علمًا بأن هذا الأخير هو الطريق البحري الأخير الذي يعتمد عليه العدوّ بعد إغلاق البحر الأحمر؛ فالدعوة إلى وقف شحنات المواشي إلى موانئ فلسطين المحتلّة هي نموذج لردود مماثلة قد تلجأ إليها شركاتٌ وجهات أُخرى مع استمرار الهجمات على السفن المتجهة ميناء حيفا.
وكانت وسائل إعلام العدوّ الصهيوني قد كشفت الأسبوع الماضي عَمَّا قالت إنه “سُمِحَ بنشره” بشأن مخاوفَ كبيرة لدى الاستخبارات “الإسرائيلية” من وصول العمليات اليمنية إلى البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن الاستخباراتِ تعتبرُ وصولَ صاروخ يمني إلى هذه المنطقة بمثابة “كارثة” حقيقية على كيان الاحتلال.
ومنذ بدايةِ العمليات البحرية اليمنية توقَّفت العديدُ من شركات الشحن عن الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة على البحر الأبيض المتوسط، وعلى رأسها ميناء حيفا، وأصبحت تفرغ حمولاتها في موانئ يونانية وتركية، حَيثُ يقوم العدوّ الصهيوني باستئجار شركات شحن جديدة من هناك لنقل البضائع إلى حيفا بتكاليفَ إضافية كبيرة، لكن مع انطلاق المرحلة الرابعة من التصعيد أصبحت هذه الشركات الوسيطة أَيْـضاً معرَّضةً للاستهداف على امتداد منطقة العمليات اليمنية؛ وهو الأمر الذي يشكِّلُ مأزٍقًا كَبيرًا للعدو الصهيوني الذي يبدو أنه لجأ إلى التكتم الكامل على عمليات البحر الأبيض المتوسط؛ لكي يحاول التغطية على الخطر التي تواجهُه الشركاتُ المتعاملةُ معه.