السيد القائد.. رسائلُ بلُغةِ النار
عبد القوي السباعي بالروح الإيمانية اليمانية الثورية، مضت مشاعل الثورة ترسم الحاضر بدماء الرجال وَتضحياتهم الخالدة، وخلفهم كُـلّ حرائر وأحرار الشعب اليمني بمختلف أطيافهم ومناطقهم؛ انتصاراً للأهداف الجامعة الذي تحَرّكت لأجلها ثورة الـ21 من سبتمبر، وَعلى رأسها الحفاظ على استقلال وسيادة اليمن والدفاع عنه، وحماية أراضيه، وصون مقدراته وثرواته من السلب والنهب والفساد، من خلال بناء وتطوير منظومة الحكم الرشيد وتنظيم مخرجاتها نحو الاستقرار وخدمة الشعب. وفي خطابه بمناسبة العام الهجري الجديد 1446هـ، أطل علينا السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- كاشفاً عن تحضيراتٍ من المؤكّـد أنها ستحدّد ملامح الوجه الجديد لليمن العزيز والحر، حتى وإن بدت هذه المتغيرات صعبة في الوقت الحالي، لكنها ليست مستحيلة أمام ما نشهده من تحولاتٍ كبرى، وما نمتلكه من مؤهلاتٍ ونجاحاتٍ وانتصاراتٍ غير مسبوقة، وفي كُـلّ المستويات وعلى كافة الأصعدة. ولعل إجراء إصلاح شامل لمنظومة الحكم في اليمن من شأنه تعزيز سلطتها وتوسيع خدماتها، قد تأخر ما يقارب العام، إلا أن المبادئ التي وصفها السيد القائد بأنها إشارات للعالم أجمع تؤكّـد أحقية الشعب اليمني نيل هذا الاستحقاق، وفيما لا يسعني في هذا المقال سرد مجمل ما جاء في هذا الخطاب، غير أن المتتبع له يلتقط العديد من الرسائل التي وصفها مراقبون بأنها جاءت بلغة النار والبارود. ورأى المراقبون أن المعادلات الجديدة التي رسمها السيد القائد مشدّدًا على “حق اليمن في الرد بالمثل”، فيها من التصعيد والتحدي ما يؤكّـد فرض معادلة جديدة، يضطر النظام السعوديّ معها للتخلّي عن أوراقه من المرتزِقة؛ لأَنَّ الواضح أن المملكة السعوديّة وجدت نفسها أمام هذا الاختبار الصعب في بناء تحالفاتها المقبلة، فإما الركون إلى حلفائها المحليين، أَو الاستمرار والعودة مع المعسكر الأمريكي الغربي، الذي تجرع من الجبهة اليمنية هزيمة تلو أُخرى وفشلًا إلى فشل. وبالتالي لم يعد بيد هذا التحالف استغلالُ الوقت في المماطلة أَو التنصل في أكثر من ملف، في ظلّ استمراره للتحشيد المشبوه، وتواصل برامج الاستهداف، ما يثبت أن النظام السعوديّ وحلفاءه لا يرغبون في السلام الفعلي، كما تأكّـدت صوابية تمسّك القيادة وتصميمها للتوصل إلى حَـلّ شامل، ووقف برامج العدوان وفكّ الحصار، وما دون ذلك؛ فكل الاحتمالات مطروحة على الطاولة. وفيما رسائل السيد القائد تؤكّـد قدرة اليمن على مجابهة كُـلّ التحديات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي يسعى التحالف القديم الجديد لفرضها على دولة ذات سيادة من خلال الاستهداف لها بشكلٍ أَو بآخر، فكل الإشارات التي يمكن التقاطها من هذه الرسائل، هي أن اليمن بعد تحقيقه توازن قوة الردع العسكرية قادر على حماية القوة الاقتصادية وغيرها، فمن امتلك قوة الإرادَة والتصميم والجرأة خلال تسع سنوات مضت قادر على تحقيقها في أي وقت ونحو أي اتّجاه. وَفي دروب هذه المبادئ التي شهد العالم أجمع التضحيات الجسام، التي سطّرها المجاهدون بدمائهم الزكية في سبيل الله وللدفاع عن مظلومية هذا الشعب في وجه طغاة العالم؛ ما يجعلنا نقف شامخين أمام كُـلّ معتدٍ نجرعه الهزائم النكراء، ونلقنه دروساً قاسية لن ينسى بلاغتها وبأسها القوي على حاضره ومستقبله المتهالك.