تحذيراتُ القائد

سند الصيادي

لم تكن تحذيراتُ ونصائحُ السيد القائد عبدِ الملك بدرالدين الحوثي التي وجَّهها لكُلِّ الدول العربية والإسلامية من مغبة أن يتورَّطوا مع الأمريكي لاستخدام بلدانهم للاعتداء على اليمن، محضَ تسطيحاتٍ أَو تنبُّؤاتٍ بمواقفَ غيرِ محتملة، بل إنها -أيْ التحذيرات- تأتي في ظل مسعىً أمريكيٍّ حقيقي إلى جَــرِّ تلك الدول إلى مصيدة التورُّط في حرب اليمن.

من يقرأ واقعَ الفشل الأمريكي “العريض” في معركة البحار مع الإرادَة اليمنية بعد سبعة أشهر من المكابرة، ومن يحيط علمًا بخيوط وَأساليب وأدوات الولايات المتحدة في إذكاء الصراعات سيعرفُ حقيقةَ الخطة التالية التي تُحضِّرُ لها في هذا السياق؛ إذ إن التحَرّكات الأمريكية في الآونة الأخيرة تكشف عن تحضيرات تجري على قدم وساق؛ لتوظيف ما تبقى في جعبتها من سهام صوب الإرادَة والقوة اليمنية؛ بغية إحداث خلخلة في مداميكها الصُّلبة.

قالها السيد القائد صراحةً، وهو الذي يقرأً الأحداثَ برؤية إيمَـانية نافذة، ولطالما خَبِرْنا مصاديقَها خلالَ العقود الأخيرة: “الأمريكي يسعى لتوريط الآخرين؛ ليقاتلوا بدلاً عنه، أمامَ ما أصبح يعانيه تجاهَ حاملات طائراته، ويسعى لتوريط النظام السعوديّ للتصعيد في المجال الاقتصادي”، وعلى هذا السياق من التصعيد تحدث القائد عن دوافع هذا النظام لعرقلة عودة بقية الحجاج اليمنيين إلى صنعاء.

إلى جانب هذه الإجراءات العدائية ثمة أشكالٌ أُخرى لم يهمل ذكرَها القائدُ، على سبيل المثال محاولاتُ أمريكا الحثيثة لإقناع بعضِ الدول ومنها عربية ومجاورة بفتحِ مجالها لتنفيذ غارات معادية ضد اليمن.

كانت التحذيراتُ واضحةً من التورُّط في أي مسار عدائي، وقبل أن يكونَ أيُّ فعلٍ مسانِدٍ لأمريكا المسانِدةِ للعدوِّ الإسرائيلي، عاراً عظيمًا ومركَّبًا، خُصُوصاً في ظل المواجَهةِ مع هذا العدوّ، وموقِفًا مُخْزيًا وعدوانيًّا، وخيانةً لله وارتدادًا على النهج الحَقِّ، فَــإنَّ القائدَ لا يتوقفُ عند هذا الوعظ من الارتدادات المعنوية والدينية التي ستلحقُ بهذه الأنظمة إنْ فعلت أَو استمرَّت في أفعالها، بل إن الورطةَ ستكونُ آنيةً وعاجلةً، وَعلى يدِ الشعب اليمني وقواته المسلحة، تفاصيلها مؤجلة إلى خطاب قريب ومنتظَر.

غير أن القائدَ قد أدان هذه الأنظمةَ بما هو أَشَدُّ وأخطرُ وَأخزى، تخاذُلها قبل تواطؤها، وأبعد من ذلك تصنيفها المُستمرّ للمجاهدين في فلسطين ولبنان واليمن بالإرهاب، أما إرهاب العدوّ فصفحتُه بيضاءُ لدى وجوهها المعيبة والسوداء، ولطالما جلد القائدُ ضمائرَ هذه الأنظمة الميتة ونخوتَها المفقودة وَكرامتها المسكوبة تحت أقدام الغُزاة المدنَّسة، وَلقد أسمع لو نادى أحياءً، وأيةُ حياة باتت لدى أُولئك في ظل ما يحصل في فلسطين من جريمة إبادة جماعية لشعبٍ مظلوم ومسلم، ومسلسل دموي إجرامي بشع لا مثيلَ له، والإنسانية التي تُصلَب وَتُهدَرُ وتستباحُ بلا أدنى اعتبار؟!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com