إياكَ أعني واسمعي يا جارة.. أبو جبريل في خطاب التحولات الاستراتيجية: (سنقابِلُ كُـلَّ شيء بمثلِه)
د. علي محمد الزنم*
تابعنا بشغف خطابَ التغيير في الداخل والخارج وفرض المعادلات التي لا تقبل التأويلَ والمهادنة أَو البقاءَ في المناطق الرمادية، التي لم يعد يعرفُها اليمنُ منذ التحولات الكبرى، الذي يبحرُ بها قائدُ الثورة وسيدُ القول والفعل عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كان قولَ الفصل وصادمًا لكل من تسوِّلُ له نفسُه المساسَ بمصالح الشعب اليمني والإضرار بمعيشته واقتصاده وأمنه واستقراره وتقييد حرية السفر من خلال إغلاق المطارات والتجارة من خلال إغلاق الموانئ اليمنية، وأجاب القائدُ على تساؤلات كُـلّ اليمنيين الحائرين في بلدهم والمعانِين من ضيق العيش وتعقيدات الحياة التي تشتد يوماً بعد يوم؛ بسَببِ الحصار والعدوان الذي فرض على الشعب اليمني منذ عقد من الزمن، والجميع يتساءل: هل من أفق لوضع حَــدٍّ لهذه المعاناة التي تشتد ضراوة على حياة اليمنيين؟ وظل الجميع بين خائف من السؤال؛ تجنُّبًا للتشكيك بولائه لوطنه أَو اتّهامه بالطابور الخامس أَو من المرجفين في الأرض ومن هذا القبيل التي يطلقها البعض عند الحديث عن الأوضاع المأساوية التي خلّفها العدوانُ والحصار وقلة فرص العمل وعدم صرف المرتبات، كُـلّ ذلك نتاج للممارسات من قبل معاول الهدم والتضييق على الشعب على أمل إذكاء الفتنة وتأليبه على النظام القائم، لكن سقطت كُـلّ تلك الأماني بصبر وجَلَدِ وتحمُّل كُـلّ تبعات العدوان من قبل أبناء الشعب اليمني، الذي آن الأوان أن يلتفت إليه بجدية للتخفيف ولو تدريجيًّا من الظروف الصعبة التي عاشها وما يزال في سنوات العدوان التي ستغرب حتمًا بإذن الله، وما دام هنا القائدُ أبو جبريل الذي وجّه أمس أقوى خطاب، يعد خطابَ التحولات الجذرية وبالذات في السياسة الخارجية والتعامل مع شذاذ الآفاق المنضوِينَ تحت عباءة أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” وأصبحوا أدوات رخيصة ينفذون أجندة عميلة وخبيثة بحق شعوب المنطقة المقاوِمة للظلم والهيمنة الأمريكية.
خلاصة ما أريد أن أقوله: إن الوضع الداخلي وتحسينه كان منتظِرًا قولَ الفصل من القائد الشجاع الذي يقودُ أعظمَ معركة في التأريخ المعاصِر ضد الصهاينة المحتلّين وداعميهم.
وها هو اليوم على طريق فكفكة الأسحار والطلاسم التي اعتمدت السعوديّة على وضعها لرسم مشاهدَ مأساوية في حياة الشعب اليمني وظنوا بأن السكوت سيطول على أفعالهم الشيطانية كنقل البنك المركزي ومحاصرة المصارف والبنوك والتحويلات وتشديد الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة، والدفع بمرتزِقتهم لعدم التعاطي بإيجابية مع الملفات الإنسانية كالأسرى والمخفيين قصرًا وفك الطرقات بين المحافظات وغير ذلك.
وهنا جاء التحذير الذي أصاب القيادةَ السعوديّة والإماراتية ومرتزِقتهم بالدهشة بل والصدمة من هول ما سمعوه من تحذير مَن إذَا قال فعل.
وإليكم عباراتٍ ستُكتَبُ بماء الذهب وفي السِّفْرِ الخالد لتاريخ الأمم الحرة والأبية والتي لا تقبل بالضيم أبدًا ومهما كان الثمن.
السيد القائد قال: (الضغطُ بنقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، ولا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة).
وقال: (النظام السعوديّ أقدم على هذه الخطوة خدمة لـ “إسرائيل” وطاعة لأمريكا).
وأردف قائلاً: (وجّهنا النصائحَ والتحذيرَ عبر كُـلّ الوسطاء؛ ليتراجع السعوديّ عن هذه الخطوة الحمقاء لكنه ما يزال يماطل).
السيد القائد: (بعد خطوة نقل البنوك اتجه السعوديّ إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيق).
وقال: (التصريحات التحريضية من الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني للسعوديّ استمرت مع مطالبته بإغلاق الميناء).
ثم أعلن وبصوتٍ تسمعُه الدنيا بأكملها: (سنقابِلُ كُـلَّ شيء بمثلِه: البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء).
هكذا نريد أن يسمعَ الشعبُ اليمني بأنه في مقدمة اهتمامات القيادة وأن القادم سيكون أفضلَ بكثير.
وهنا فصل الخطاب حين قال السيد القائد:
(لن نسمحَ بالقضاء على شعبنا وإيصالِه إلى مستوى الانهيار التام؛ كي لا تحصُلَ مشكلةٌ، فلتحصُلْ ألفُ ألفِ مشكلة).
وعلى القيادة السعوديّة أن تضعَ ألفَ خَطٍّ تحتَ هذه العبارات الواضحة التي لا لبس فيها ولا غموض.
وعليه؛ مِن أجلِ الشعب اليمني كُـلّ شيء يهون، هنا تحذير إما أن نشبع سويًّا أَو نجوع سويًّا، وقد تنقلبُ المعادلة إذَا لم تدرك مملكة الرمال جديةَ ما قاله أبو جبريل، وقد تتحول الأحوال من حال إلى حال.
(إياكَ أعني واسمعي يا جارة) وكفَى.
* عضو مجلس النواب