القوةُ المؤمنة في تحدّي الشيطان الأكبر
رقية فؤاد
لطالما قامت حروب عالمية في مختلف العصور خرج منها كُـلّ الأطراف بخسائر هائلة وإن ربح أحدها، ومع استمرار جشع الإنسان وبعده عن الغاية من خلقه تزداد مكائده وخبثه ليصل – بأية طريقة كانت – للسيطرة والفساد، ولا يتوقف هنا بل يستمر بخبثه لإفساد كُـلّ صالح حتى لا يطلع فجر ويجد من يلومه، ومقابل هذا تظلم شعوب وأمم ولا تجد من يغيثها وينصرها وتدفن قضيتها معها.
وفي حين أن هذه الأطراف بغايتها الواحدة في السيطرة والنفوذ والمال تشكل طرف الشر يوجد في الجانب الآخر طرف يعاديهم لتصلح الأرض وسكانها -وإن كان خمد هذا الطرف لعقود من الزمن بفعل فاعل- لكن هناك من يثور ويجدد العهد من جديد ويرفض الظلم والذل، وواقعنا خير مثال.
ففي اختلاف الطامعين والقتلة تتوحد غايتهم باستعمار الأراضي العربية ونهب ثرواتها وإخماد الدين الإسلامي حتى لا يطلع من الشعوب إلا من يؤيدهم، لكن هيهات بوجود خير أُمَّـة، فلسطين اليوم كسابق زمانها مطمع اليهود والغزاة، دامية مظلومة وصرخات شعبها مكتومة، لم تصل لخير بنصر أحد لها بل هناك من يساعد في نهش لحمها!
ما عدا الأحرار الثوار في وجه الطغيان من يشكلون اليوم قوة عظمى بتوحدهم واتّكالهم على الله، قادة محور المقاومة في مختلف البلدان وأخيرهم اليمن وشعبه، وبعض الشعوب.
تتكاتف الجهود لنصرة الشعب المظلوم وتتكثّـف المراحل لتغرق “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا في مختلف البحور، ففي اليمن وابتداءً من البحر الأحمر وخليج عدن ووُصُـولاً إلى ميناء حيفاء بالتعاون مع المقاومة الإسلامية في العراق يستمر اليمن قيادة وجيشًا وشعبًا في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن المظلومين في غزة، وغيرهم في لبنان والعراق من يترصدون للعدو ولن يألوا جهداً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنهم.
هذه الانتصارات ما كانت لتكن إلا لارتباط أصحابها بالله واتّباع منهجه بالتوحد والعمل الدؤوب لتشكيل قوة عظمى تواجه الشيطان الأكبر؛ ولهذا الارتباط ونصرة المظلومين ثمار رجعية عدة تتشكل في الحكمة والتوفيق بكشف مخطّطات الشيطان، ففي الوقت الذي يعاني فيه شعب اليمن من العدوان لتسع سنوات وحصار مطبق تكشف أكبر خلية أمريكية إسرائيلية تعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود على تدمير اليمن من الداخل بصوت خفي ناعم لا ضجيج له!
واليمن بعد أن كان في عهد العملاء ذليلاً؛ اليوم تهابه قوى الاستكبار وتحسب لكلام قادته ألف حساب، وإن كان تغريدة بكلمتين!
هكذا هو العدل الإلهي وهكذا يجب أن تكونَ كُـلّ الشعوب والقادة أحرار لا يهابون سوى الله وعليهم التوحد حتى لا يُستبدلوا، ويشكلون سداً في مواجهة الظالم والدفاع عن المظلوم، ومن هنا سيتحقّق النصر والحرية لكل أحرار الأُمَّــة ولن يكون للشيطان وحزبه سبيلاً على الذين آمنوا.