جواسيس أمريكا خلف القضبان
هــدى أبو طـالـب
خفايا وأسرار تكشفها الأجهزة الأمنية وتضبط خلية إجرامية تشتغل في مجال التجسس والعمالة والخيانة لصالح أمريكا من أكثر من 37 سنة ضربت البلد وسيادة اليمن أرضاً وشعباً، سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وعسكريًّا، والأقذر من ذلك نشر الفساد الأخلاقي.
فعندما أعلنت قناة المسيرة أنه سوف يتم عرض مشاهد اعترافات لعدد من الجواسيس ترقبنا ذلك، وعند المشاهدة والاستماع كانت الصدمة كبيرة على مستوى الوعي العام للجمهور اليمني، كُـلّ هذا حدث ومن أكثر من ثلاثة عقود من الزمن وهم يمارسون مهنة التجسس لخدمة أمريكا وتحت إشراف الدولة وزعيم الدولة المقتول علي عبدالله صالح وزمرته من بيت الأحمر من يسهلون لهم إجرامهم وَأَيْـضاً يقدمون لهم الخدمات، ودسهم في جذور وعمق مؤسّسات الدولة وفتح لهم كافة المجالات باسم خدمة البلد وخلفه التدمير الشامل الذي شكل خلخلة وزعزعة لأمن واقتصاد البلد، اشتغلوا في مجال السياسة وكان السفير الأمريكي هو الآمر والمتحكم في مصير شعبنا اليمني، وزعيم البلاد مُجَـرّد دمية متحَرّكة ينفذ مخطّطات أمريكا.
لقد أشعلوها حروب قبلية وقتل واختطاف واغتيال شخصيات ابتداءً من الرئيس السابق إبراهيم الحمدي وما بعده، وَأَيْـضاً افتعال حرب عدن صيف 1994 ومعها ست حروب في صعدة، واستشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، وعدم استقرار الأمن العام وَدمّـروا البُنى التحتية ابتداءً من تدمير الجيش اليمني وزَجّه في حروب داخلية ثم تمَّ قتله بعمليات إرهابية وتفجير المؤسّسات العسكرية للبلد وإضعاف مُقدَّراته.. كُـلّ ذلك؛ مِن أجلِ تسهيل دخول أمريكا لليمن العزيز لتقوم بالتحكم مباشرة والسيطرة من خلال مسميات شتى منها مكافحة الإرهاب، والجميع يعلم بأن أمريكا أم الإرهاب.
عمل الجواسيس على عدة محاور منها:
الجانب التعليمي وخلق بيئة غير قابلة للتعلم وعدم الاستيعاب إلا لما تهدف له مصالح أمريكا لتمد بساطها.
الجانب الزراعي وتسميم البيئة بالمبيدات المحرمة، حتى النحل لم يسلم منهم وفرقوا ما بين الذكر والأنثى لإضعاف إنتاج العسل اليمني.
الجانب السياسي فقد زجّوا البلاد والعباد في حروب داخلية وبث الشائعات والتفرقة بين المذاهب والأحزاب وداخل أوساط الدولة والمجتمع يعني سياسة (فرق تسد).
الجانب الاقتصادي ونقل المرتبات حتى شفرات البنك المركزي تم نقلها وتسليمها للعدوان إلى عدن، وتسليم رقاب الموظفين اليمنيين للعدو الأمريكي من خلال استلامه مرتبه عن طريق البنك في عدن ويتم استغلاله لتنفيذ مخطّطهم وإلّا يتم تصفيته.
وكذلك الجانب الثقافي بتشكيل منظمات خارجية شأنها الأول هو التجسس وَنشر الفساد الأخلاقي من خلال عملها المسمى بالإنساني، وفتح معاهد مثل (المعهد الأمريكي للغة -يالي) ونشر كتيبات تعبر عن المثليين والحرية الشخصية من خلال الميول الجنسي بشكل مباشر وغير مباشر، وتسفيرهم للخارج لتلقي ثقافة الشذوذ الجنسي ونقل هذه الثقافة لأبنائنا وبناتنا داخل الجامعات والمعاهد وتدريسهم عليها لخلق بيئة فاسدة لا قيمة لها تضرب القيم والمبادئ الإيمانية والأخلاقية للإنسان اليمني، كما ربت على ذلك أمريكا بعض الشعوب العربية وترويضها لتقبل ثقافة الانفلات والمسخ الأخلاقي؛ فما نشاهده الآن في السعوديّة من الفساد وتقبل النظام السعوديّ ذلك وجعل شعبه يتقبل ذلك باسم الانفتاح والترفيه وكان اليمن تحت هذا المخطّط القذر التي تسعى إليه أمريكا لضرب الشعوب والهيمنة عليها وإفسادها حتى تصبح أُمَّـة مضروبة ممسوخة مدنسة لا تمتلك طهارة النفس.
هناك أشياء كثيرة تم كشفها ولم يسعن الوقت لأكتبها، صدّق أَو لا تصدق، شاهد الاعترافات للجواسيس تثبت حقيقة ما نقول، أشياء لا يستوعبها العقل ويشيب لها الرأس، وكل هذا يحصل في اليمن، الهدف هو خنق وإجبار الشعب اليمني واستعباده.
ومن بين الجواسيس من أصبح عمره يناهز السبعين وما زال يمارس مهنة الخيانة والعمالة وبيع وطنه وعرضه ولم يرحم كبر سنه وشيبته.
والآن أمريكا تعقد جلسة عاجلة لأمر هام تطالب القيادة اليمنية بتسليم جواسيسها اليمنيين؟! للأسف هل هي رحمة بهم؟ وحبًا لهم أم حرصًا عليهم!
وعلى ماذا يدل مطالبتها بتسليم جواسيسها؟
أم أنها لا تريد أن يكشف ما تبقى من أسرارها، أَو أنه سيتم التخلص منهم، كفاهم فضحاً وتكشفاً!
وأخيرًا نقول إنَّ اليمن يمان والحكمة يمانية، اليمن نفس الرحمن، وسيبقى اليمن أصل العرب حراً عزيزاً، لن يذل ولن يهان أَو يستعبد.
ونود أن نوجه التحية والشكر والعرفان لقيادتنا الحكيمة المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- ولجيشنا واللجان الشعبيّة وللأجهزة الأمنية التي كشفت وضبطت عملاء أمريكا وجواسيسها ونبارك لهم هذا العمل المبارك، الذي يعد ضرب أمريكا من جذورها إلى فروعها ودك رأس أمريكا وإفشال مساعيها الهدامة.