8 يوليو خلال 9 أعوام.. 45 شهيداً وجريحاً وتدميرٌ للمنازل والمدارس والمشافي والمزارع بغارات العدوان على عمران وشبوة ومأرب
المسيرة: منصور البكالي
في مثل هذا اليوم 8 يوليو تموز خلال العامين 2015م، و2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازلَ ومدارسَ ومشافيَ ومزارعَ، وسياراتِ المواطنين في مأرب وعمران، وشبوة.
أسفرت غارات العدوان عن 16 شهيداً و29 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير عشرات المنازل، والممتلكات الخَاصَّة والعامة، وحالة من الخوف والهلع في نفوس الأهالي في الأحياء والقرى المجاورة، وموجة تشرد ونزوح قسري نحو المجهول، ومضاعفة معاناة المواطنين يوماً تلو آخر.
وفي ما يلي أبرز جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
8 يوليو 2015.. 27 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لمنزل مواطن وسط سوق بعمران:
في مثل هذا اليوم 8 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن يحيى الزايد وسط سوق شعبي بمنطقة خيوان مديرية خمر، محافظة عمران.
أسفرت غارات العدوان عن 10 شهداء و17 جريحاً، وحالة من الرعب والخوف والهلع في نفوس الأهالي وموجة نزوح وتشرد نحو الأحياء المجاورة.
وقعت الغارات واهتز الحي بالانفجارات، ففزع النائمون أطفال ونساء وكبار مسنون لم يأتهم النوم بعد، منزل بكامله اهتد على من بداخله، كما اهتدت سقوف وجدران ونوافذ وأبواب المنازل المجاورة على رؤوس ساكنيها، الكل في مشهد واحد يصرخون ويستغيثون ويهرعون من غرف نومهم ومجالس راحتهم، هذا يتفقد أطفاله وزوجته، وأم تحصي أطفالها وتتحسس وسط ظلام الليل رؤوسهم، هنا الدماء والأشلاء والجثث، والجرحى تحت الأنقاض، وفوق الدمار وعلى حيطان وأحواش المنازل مزقتهم الغارة، ورفعت أجسادهم نحو السماء بانفجارها، فعادت جثث وأشلاء وأجساد هادمة، بلا أرواح، من حالفه الحظ كانت الغارة على مقربة منه تحول من نائم سليم معافى إلى جريح بجراحات غائرة، أما من سلم وكان بيته بعيداً من المنزل المستهدف فالخوف والهلع أخذ منه ومن أطفاله وعائلته، وأخرجهم مسرعين خشية من تكرار الغارات.
الأهالي يرفعون الأنقاض وينتشلون الأشلاء والجثث من بين الدمار، فهذا يرفع الأثقال والأحجار والركام وآخر يجمع الأشلاء، والجثث، إلى زاوية بها قليل من الضوء يتم التعرف فيها عن من تم إخراجهم من بين الأنقاض، ومن هو باق.
من بين الجثث رأس مسن بلحيته البيضاء، تظهر بنورها، وسط الدمار والظلام الدامس، فيهب المنقذون لانتشالها، بل وعلى بعد عدة أمتار كانت تقع غرفة الأُم وأطفالها الرضع، ظهرت جثث أطفال مضرجين بالدماء، غارت الشظايا في نحر أحدهم حتى كادت تحز رأسه، وهو في حجر أمه لم يكمل أخذ وجبة الرضاعة.
ذات الغارة التي فطمت الرضيع قبل موعده أزهقت روح أمه معه، و8 أرواح من إخوانه وأقاربه، حكم عليهم العدوان بالقتل، جوراً وظلماً، فكان تشييعهم في موكب جنائزي حزين.
المسعفون في طريقهم صوب المشافي المجاورة، وأُمهات لا يزلن يتفقدن أطفالهن، ومقتنياتهن الثمينة، ليأخذنها في رحلة نزوح ليلية بغير موعد مسبق.
ليلاً وقعت الغارة، وذبحت الأسرة، وأرعبت وهجرت ونزحت أسر مجاورة، وأصحاب محلات تجارية وسط سوق خيوان، تضررت محالهم واهتز وجدانهم، دون ذنب لهم غير أن منزل المواطن يحيى الزايد الذي استباحت الغارات دماء أطفاله، مجاور لهم، وأجهزت على كامل الأسرة 10 شهداء، و17 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء.
عمليات الإنفاذ تواصلت إلى ساعات متأخرة من تلك الليلة، وكل الأهالي وأصحاب المتاجر يعيشون لحظات رعب وترقب لمعاودة الغارات، واستهداف المسعفين.
حالة من السخط والغضب تملأ قلوب أبناء خيوان، وعمران قاطبة، وكلّ أحرار الشعب اليمني، تجاه من أمر بشن الغارات على رؤوس الأبرياء، فهذا وذاك وآخرين توجّـهوا فورًا إلى مراكز التدريب والإعداد وكل حامل جعبته وبندقيته، وما يدخر من المال، متحَرّكاً للجهاد في سبيل الله، ومن لم تسعفه قدراته على ذلك قدم قوافل المال رفداً للتصنيع الحربي، ولرجال الرجال في الجبهات.
مذبحة بيت الزايد واحدة من آلاف جرائم الإبادة الجماعية للعدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني، طوال 9 أعوام، ودليل على ازدواجية المعايير الأممية والدولية الإنسانية والحقوقية والقانونية على حدّ سواء.
8 يوليو 2015.. 18 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان سيارتين في الطريق العام بمأرب:
في مثل هذا اليوم 8 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارتين تقل مواطنين على الطريق العام بمديرية حريب القراميش، محافظة مأرب.
أسفرت غارات العدوان عن استشهاد 6 مواطنين وجرح 12 بينهم نساء وأطفال، وحالة من الخوف والرعب في قلوب المارين على الطريق ذاتها، وفي نفوس أهالي القرى والمناطق المجاورة لمكان الغارات، وتدمير السيارتين بالكامل.
الموت في طريق العزاء:
في ظل العدوان السعوديّ الأمريكي تعددت أشكال وطرق القتل وتفنن العدوّ في تنويعها وتقديمها لقتل الشعب اليمني، فغارات تقتل الأهالي تحت أسقف منازلهم، وأُخرى في مزارعهم، وأُخرى، في أسواقهم ومدارسهم أَو مساجدهم ومحلاتهم التجارية، وصالات العزاء والأفراح.
ولكن هذه المرة سبق للعدو أن ارتكب مجزرة مروعة بحق أسرة بينها وبين شهداء غارته الأخيرة علاقة مصاهرة ونسب، فكانت غارات العدوان للمعزين في مجزرة اليوم الأول بالمرصاد، لتقتلهم قبل وصولهم إلى العزاء، كما هو حال هذه المجزرة، التي وقعت على سيارتين محملتين بالمعزين كانوا في طريقهم إلى أحد أنسابهم في منطقة أُخرى.
سلاح الموت والقتل سلطه العدوان في الطرقات ووقت النوم وفي أي وقت يراه مناسباً لقتل أكبر عدد ممكن، فعلى طريق نقيل شجاع بصرواح مأرب كان الأهالي يمشون بموكب عزائهم نحو منطقة أُخرى، لكن غارات العدوان حدّدت مكانهم وحرفت مسار رحلتهم من العزاء إلى جنات الخلود لمن استشهد منهم، وإلى أسرة وغرف المستشفيات لمن هو جريح.
طفلة في عمر الزهور ألبستها والدتها فستانها الجديد المدخر ليوم العيد، كانت في كامل فرحتها وزينتها، لكن غارات العدوان، لم تسمح لها بذلك فقتلت أبوها وأمها وجرحتها، أخوها الأصغر منها ذو الـ5 أعوام، شوهت الغارات وجه وجعلته يبكي دماً ودموعاً في آن واحد، الدموع تخرج للألم واليتم وفراقه وحرمانه من والديه، والدم؛ بسَببِ الشظايا التي توزعت على وجهه وخدشت جماله ووسامته.
ثاني أَيَّـام عيد الفطر المبارك، كانوا في طريقهم لعزاء أقاربهم، قطعوا لأشلاء!! فصار العزاء عزاءين، هنا أحد الجرحى يقول: “أنا وأخي وعيالنا ومكالفنا وأبي وأمي وعمي وعمتي كنا فوق السيارات نازلين نجابر في عزاء أحد الأقارب، وقد كنا في ثلثي النقيل، وَإذَا بضربة الطيارة، فوقنا”.
كانوا في طريق العزاء، فأراد العدوّ إلا أن يكونوا من المعزى عليهم من غيرهم، وتكون مصيبتهم في طريقهم ويأخذون حصتهم من غارات العدوان، ويذيقهم القتل والتنكيل، وييتم أطفالهم ويثكل نسائهم، ويحاول قطع أصلابهم.
جريمة العدوان بحق موكب المعزين في حريب القراميش، واحدة من آلاف جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام متواصلة.
8 يوليو 2017.. العدوان يستهدف مستشفى ومدرسة ومنازل ومزارع المواطنين بشبوة:
في مثل هذا اليوم 8 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل المواطنين ومزارعهم ومدرسة النقوب التعليمية ومشفى جنة بمديرية عسيلان محافظة شبوة.
أسفرت غارات العدوان عن دمار هائل في عدد من منازل الأهالي، ومدرسة النقوب، ومستشفى عام قيد الإنشاء، ومزارع الحي، وحالة من الخوف الهلع في نفوس الأطفال والنساء.
غارات العدوان قصفت الحي ودمّـرت المساكن وشردت الأهالي، مجبرين، بسلسلة غارات سعوديّة أمريكية، إماراتية، تعدد المتضررين والمشردين من منازلهم، وشمل هذا العدوان مراعي الأبل، والمواشي والأبقار.
هنا مدرسة النقوب كانت مجمعاً تربوياً يضم مختلف المستويات لمئات الطلاب والطالبات، الذين حرمهم العدوان من حقهم في التعليم، أمام منظمات حقوق الإنسان والطفولة.
كما هو حال المشفى قيد الإنشاء، حرمان لكل أبناء مديرية عسيلان من الخدمات الصحية والرعاية الطبية، لمرضاهم وجرحاهم وأطفالهم ونسائهم، إضافة إلى تشريد عشرات الأسر التي تدمّـرت منازلها، وتحطمت مزارعها.
استهداف غارات العدوان لمنازل المواطنين ومدارسهم ومشافيهم ومزارعهم جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف الأعيان المدنية التي يتواجد السكان فيها بأعداد كبيرة، وتهدف لمجازر وحشية وإبادة جماعية بحق الأطفال والنساء تحت أسقفها، وواحدة من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام.