الحاجة إلى المعرفة القرآنية لمواجهة العدوّ الحقيقي للإسلام
شاهر أحمد عمير
نحن في، أمس الحاجة إلى المعرفة الحقيقية، معرفة قرآنية بحتة، كي يتسنى لنا معرفة العدوّ الحقيقي للإسلام. الله تعالى يقول: “الله أعلم بأعدائكم”. بمعرفة العدوّ من خلال القرآن، نستطيع فهم طبيعة الصراع معه في جميع المجالات: الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية، الأخلاقية، الإنسانية، العسكرية، والأمنية. القرآن الكريم يشخص العدوّ الأمريكي والإسرائيلي بشكل واضح، مما يجعلنا ندرك أن هذه القوى تعمل على تدمير الإسلام من جذوره.
الاستعداد لمواجهة العدوّ هو جزء أَسَاسي من هذه المعرفة، كما يقول الله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”. هذه الآية تحمل في طياتها معنى شاملًا للقوة، ليس فقط القوة العسكرية، ولكن أَيْـضاً القوة الثقافية، الاقتصادية، والاجتماعية، حتى نكون على استعداد كامل لمواجهة التحديات التي يفرضها علينا العدوّ.
في ظل هذه الأجواء، ونحن نقترب من ذكرى استشهاد الإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، يجب أن نستذكر قيم التضحية والعدل التي جسدها بدمه الطاهر. الإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- لم يكن فقط رمزاً للمقاومة، بل كان تجسيداً حيًا لنهج جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. كربلاء كانت درساً عميقاً في التضحية والفداء؛ مِن أجلِ الحفاظ على القيم الإسلامية في وجه الظلم والاستبداد.
النتيجة المنطقية لهذا التوجّـه هي الحاجة إلى قيادة حكيمة ورشيدة، مصطفاة من الله، تكون ورثة كتابه وأعلام دينه، الثقل الأصغر وترجمان كتابه. يجب أن نكون على بصيرة ووعي تام حتى لا نكون سهماً بيد قاتل الحسين، نمزق الكتاب والعترة. علينا أن نتعلم من تاريخ كربلاء وأن نستفيد من دروسه في عصرنا الحالي.
السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، يعتبر مثالاً لهذه القيادة الحكيمة التي تستمد قوتها ومعرفتها من القرآن الكريم، وتعمل على إعداد الأُمَّــة لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها. إن تضحيات الإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- تلهمنا بالشجاعة والعزم لنحافظ على نهج الإسلام الصحيح، وبتوجيهات السيد القائد، نستطيع أن نواجه الأعداء بكل قوة وعزم، محافظين على تراثنا الديني وقيمنا النبيلة. هذا النهج هو ما سيقودنا إلى النصر في مواجهة أعداء الإسلام، تماماً كما قاد الإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- الأُمَّــة إلى طريق الحق والعدل بدمه وتضحيته.