نصيحة لحكام السعوديّة: احذروا فالسيد إذَا قال فعل وأنتم تعلمون
عبدالخالق القاسمي
ليس مقالاً بقدر ما هو نصيحة، عليكم أن تستمعوا جيِّدًا للسيد القائد حفظه الله، فهو يستعين بالله بعد الصبر على الأذى، ويتحَرّك معتمداً على الله في كُـلّ الظروف سواء أقل الناصرين أم كثروا، توفر السلاح أم لا.
وقد جرَّبتم حنكة وشجاعة ابن علي طوال سنوات من العدوان الذي ابتدأتموه ظلماً وتغطرساً، فصبره أربعينَ ليلةٍ قبل الرد عليكم ونصحه لكم آنذاك لم يكن ضعفاً منه وإنما لإتمام الحجّـة، ولأن أعداءه الحقيقيين في شعاره.
ولكن كانت مشيئة الله أن يتخذ قرار مواجهة تحالفكم.
أما الآن وقد قطعنا شوطاً طويلاً في سبيل إنهاء العدوان، عليكم ألا تتدخلوا مع الأمريكي خدمة للإسرائيلي، وَإذَا كنتم تجهلون فاعلموا بأن هذا القائد العظيم ابتدأ الصهاينة والأمريكان بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات والعمليات البحرية قبل القول أَسَاساً، وأنتم قد جربتم وقع ضرباته على أرامكو والمواقع العسكرية، فعليكم أن تتعاملوا مع التحذير بكل جدية ولأسباب منطقية.
أولًا- لأَنَّ الوضع العسكري والأمني والاجتماعي بالنسبة لصنعاء قد تغير كليًّا إلى الأفضل مقارنة بالأعوام الأولى من العدوان.
– فالقدرات العسكرية اليمنية تقدمت كَثيراً إلى درجة امتلاك صواريخ فرط صوتية وصواريخ بالستية بعيدة المدى وزوارق مسيّرة وغير ذلك.
– والجانب الأمني أصبح أكثر تنظيماً ومحصناً من الاختراق إلى حَــدّ كبير، وإنجازاته معروفة على كُـلّ المستويات، في الحد من الجريمة وضبط العناصر المطلوبة والممنوعات، وأصبح لديه جهاز استخبارات تعرفون قدراته جيِّدًا وغير ذلك.
– ومجتمعياً ازداد أبناء اليمن التفافاً حول هذا القائد العظيم خُصُوصاً بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، ففي حين اتخذتم الصمت موقفاً تحَرّك السيد -يحفظه الله- بكل شجاعة، وتحَرّك معه معظم أبناء اليمن إن لم يكن الكل، وتجند الآلاف في الآونة الأخيرة تحت رايته ضد أعداء الأُمَّــة أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، وبالطبع يعلم الجميع بأن تحَرّككم لاستهداف صنعاء اقتصاديًّا وإدارياً وإعلامياً في هذا الظرف العصيب مَـا هو إلا طاعة للأمريكي والإسرائيلي، وبالتالي ستكون العواقب عليكم وخيمة.
والأمريكي أحرص على توريطكم في جولة حرب جديدة مع اليمن حتى يخفف الضغط العسكري على الملاحة الإسرائيلية والمرتبطة بـ “إسرائيل” في البحار.
وأقول لكم بأن تحذير السيد من باب تفويت الفرصة على اليهود، ولكن إن لزم الأمر فالشعب اليمني طوع أمره، نصرة للفلسطينيين والمعركة المقدسة أولاً ونصرة لنفسه واستحقاقاته ثانياً.
أما القائد وكما أسلفنا فلا يعير الأرقام أهميّة إلا من باب الأخذ بالأسباب، وإلا فلو لم يكن كُـلّ ما ذكرنا حاضراً على سبيل المثال لما تغير الحال أبداً، وسيتكل على الله في حال إصراركم على خدمة اليهود بالتضييق على اليمنيين ويقاتلكم جميعكم، مرتزِقة ومنافقين وأئمة كفر.
أما وقد تهيأ له كُـلّ ذلك فما أكتب لكم نصيحة تجاهلها يعني الندم.
ثانياً- لأَنَّ موقفكم ضعيف على عكس صنعاء تماماً، فبنك أهدافكم فارغ وكل ما بجهدكم قمتم به، والتحالف المعلن في 2015 تفكك وأصابه الصدأ، وخسرتم الكثير من مناصريكم نتيجة الضرب بالدِين عرض الحائط في كثير من قراراتكم من عند الأذان إلى حفلات المجون واستقطاب المغنيات اللواتي يشتمن الذات الإلهية وحفلات الهالوين الشيطانية وعروض الملابس الداخلية النسائية وغير ذلك الكثير مما يجعل المنخدعين بكم في بادئ الأمر يعدلون عن موقفهم المناصر لكم.
أيضًا وكما هو ملاحظ غادر الكثير من المعارضين السعوديّين البلاد ومنهم من وصل إلى اليمن وفيهم الكثير من المؤثرين.
وبدون شك هناك الكثير من الشيعة في المناطق الشرقية ممن يريدون أن يقدموا موقفاً؛ مِن أجلِ إخوانهم في غزة، والفرصة المناسبة لهم هي في حال عدم تعاطيكم بجدية مع تحذيرات السيد حفظه الله.
كما أنه وبحسب المعلن لديكم مشاريع تنموية وخطط اقتصادية أنفقتم عليها مليارات الدولارات ولا زلتم تنفقون وجميعها أهداف جديدة للجيش اليمني.
وعلى الرغم من أن المصائب ستنهال على رؤوسكم نتيجة السابق، وستصبحون بدون فائدة حتى بالنسبة للأمريكي، قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- لن نسكت على خطواتكم الرعناء الغبية وسنقابل كُـلّ شيء بالمثل البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالموانئ، ولتحدث ألف ألف مشكلة.
والجملة الأخيرة جاءت ليقطع الطريق أمام الكل، أمام من يغرر بكم من المرتزِقة في صفوفكم ويقلل من أهميّة تحذير السيد، وأمام من قد يهول في أوساطنا بخصوص ما سيحدث في حال بدأ الرد عليكم.
لتحدث ألف مشكلة لسنا نبالي، وسنتخذ قرار تأديبكم بكل عزم وإصرار.. والعاقبة للمتقين.