لا تعترضوا قافلتنا
زياد الحداء
عندما بلغ إجرام الصهاينة ذروته ووصل إلى مرحلة يعجز عن وصفها اللسان وتعجز الأعين عن مشاهدة تلك المناظر البشعة، التي هي وصمة عار في جبين البشر جميعاً، باختلاف دياناتهم ولغاتهم وَأجناسهم والتاريخ والمراحل الزمنية التي وُجدوا فيها؛ لأَنَّ ما يقوم به العدوّ الإسرائيلي من مجازر بالآلاف يوميًّا لم يحصل له سابقة ربما في تاريخ البشرية.
كان الأولى بالأمة الإنسانية اليوم بأكملها أن تقوم بوقف هكذا جرائم، وأن تأخذ بيد المظلوم وَتقطع يد الظالم بحكم الانتماء البشري والترابط الوجداني بين البشر، عوضاً عن العالم العربي الذي تربطه بهذا الشعب أواصر الأخوة في الأرض والدين واللغة والتاريخ والمصير، لكن الواقع شيء مغاير وشيء يدعو إلى الدهشة والذهول والصدمة؛ فبدلاً عن النهوض بالمسؤولية والوقوف مع المظلوم ونصرته لإحقاق الحق كان موقف الكثير من أبناء البشر قاطبة والعرب خَاصَّة من المنزوعين من إنسانيتهم وأخافهم بل وَجمدهم الفكر الصهيوني المتغلغل في العالم على مدى سنوات طويلة من الزمن، استطاع هذا الفكر أن ينزعُ المبادئَ الفطرية والدينية عن الكثير من الأمم فلم يعودوا يلتفتون لما يحصل من وحشية وإسراف في القتل والظلم والبغي على من يعيشون معهم حتى لو كانوا من أبناء دينهم، بل لا ينتبه البعض لما يطاله هو من الاستهداف والاستغلال.
ولم يقتصر الحال بالبعض من المسلمين والعرب خَاصَّة على مُجَـرّد السكوت وعدم التدخل لإنقاذ شعب فلسطين الأعزاء والتنصل عن مسؤوليته في ذلك، بل إنه يسعى وبكل حماقة إلى منع أي أحد يسعى لذلك، كما هو حال النظام السعوديّ العميل الأحمق وما يقوم به من استهداف للشعب اليمني المناصر لفلسطين.
هذا النظام الأحمق والغبي بكل ما تعنيه الكلمة لم يكتفِ بتفريطه وخِذلانه للشعب الفلسطيني -بالرغم مما يتعرض له من بشاعة في الاستهداف وإسراف كبير جِـدًّا في القتل والظلم- بل يسعى لمنع من يقدم المساعدة لمقاومة غزة وشعبها والتصدي لكل مجهود من شأنه التخفيف عن مأساة إخوتنا في فلسطين، ولا غرابة في ذلك فهذا هو دوره الذي كتب له منذ نشأته في الحفاظ على مصالح الغرب الكافر وعلى رأسها الكيان اللقيط.
لكن ما لا يعرفه ولا يفهمه النظام السعوديّ بشكل صحيح أنه وباستهدافه للشعب اليمني إنما يحفر قبره بنفسه؛ فهذا الشعب -بالرغم من أنه شعب يحب الخير ويحمل إرادَة الخير لكل من حوله- إلَّا أنه طوفان لا عاصم منه إن ثار ولا يمكن السيطرة عليه خَاصَّة حينما يقوده كرار من آل محمد فحينها لن يستطيع أحد مهما كانت قوته ومهما كانت أوراقه أن يكبح جماحه أبداً.
هذا الشعب بقيادته لا يريد أن يؤذي أحداً والدليل نصح القيادة المتكرّر للنظام السعوديّ والصبر للآن على كُـلّ ما قد فعله بهذا الشعب لعقود من الزمن، بالرغم من حقارة هذا النظام وفجوره في خصومته ما يزال القائد ينصح ويحذر وينذر؛ لأَنَّه لا طاقة لكم يا نظام العهر والفجور بيمن الإيمان وشعب البأس الشديد وستكون خسارتكم خسارة كبيرة لا تتصورونها أبداً، ابقوا في رقصكم واسترسلوا في فجوركم وبغيكم أفضل لكم من الدخول في موقف لن تتحملوا تبعاته عليكم.
ألا يكفي ما ألحقتموه بشعب الجزيرة العربية من ضرر حتى تقوموا بهذا التصرف المتهور الذي لا تعرفون أين تتجهون من خلاله، هذا الشعب اليمني يتكلم أمامكم بلسان قائده المفوض بهذا الطوفان الهادر من أولي البأس الشديد: بأن (إيقاف العمليات المساندة لغزة أبعد عليكم من عين الشمس، وأن أي استهداف أَو حماقة ضد هذا سيتم التعامل معه في سياق هذه الحرب)، فهل لديكم القدرة على الخوض في هذا؟!
لا تصدقوا للأمريكي الفاشل…، هو لن يحميكم، لم يستطع حماية نفسه ولا مصالحه؛ لذلك إذَا أردتم السلام لأنفسكم فلا تعترضوا قافلتنا.