مسيراتُ الوفاء والعطاء
عبدالسلام عبدالله الطالبي
قائدٌ عظيمٌ واثقٌ بالله ومتوكلٌ عليه تحَرّك وكُلُّه ثقةٌ بنصر الله وتحقيق مصاديق وعوده بأنه “سبحانَه وتعالى” ينصُرُ مَن نصره من عباده في كُـلِّ زمان ومكان.
قائدٌ عظيمٌ عَـــزَّ له أن يقبَلَ بالصمت ليعيشَ بمعزِلٍ عما يرتكبُه الأمريكيُّ والإسرائيلي من جرائم إبادة بحق إخوتنا الفلسطينيين المظلومين، في مشهد تتقطع عليه القلوب أسىً وحسرةً، والله المستعان.
قائد عظيم كان هو وشعبه المعطاء والوفي المجاهد في طليعة الشعوب المناصرة والمتضامنة تضامُنًا كليًّا قولًا وعملًا مع القضية الفلسطينية التي تخلت عنها الغالبية الكبرى من الدول العربية والإسلامية!
قائدٌ عظيمٌ رَضِعَ الحكمةَ والشجاعة من آبائه وأقرانه من إخوانه وأجداده الميامين من أهل بيت النبوة ومعدنِ الرسالة “عليهم السلام” وُصُـولاً إلى جده الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- وصي رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” وخليفته من بعده.
قائد عظيم حظي بالحفاوة والمكانة الرفيعة ليقول له شعب الإيمان والحكمة: فوَّضناك يا قائدَنا في ما أمرتنا به، وواللهِ لو خضْتَ بنا البحرَ لخُضناه معك، ولَبَّيْك وسعدَيْك يا حفيدَ الأوصياء والأتقياء.
لينتفض الشعب بأكمله في خروجه الأكبر إلى ساحات الحرية والعزة والكرامة، معبِّرًا عن رفضه القاطع لكل من يحاول أن يثنيَه عن موقفه العظيم والمسؤول عن الوقوف والمناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، ومحذرًا كُــلَّ مَن تسوِّلُ له نفسُه استخدامَ أَو ممارسة أية ضغوطات قد يحاول الإقدام عليها؛ خدمة للمشاريع الاستكبارية والاستعمارية وفي مقدمتهم الأمريكي الذي تعوَّد على الزج بالنظام السعوديّ للتحَرّك في وجه الشعوب الحرة التي تأبى الضيم وَلا تقبل بالذل والاستكانة والخزي والعار دون اتِّخاذِها أيةَ مواقفَ مشرِّفة.
قائدٌ عظيمٌ دحض ذريعةَ كُـلّ من يتواطأ ويساند ما يقومُ به الإسرائيلي من مجازرَ هي الأبشعُ في ضراوتها بحق شعب أعزلَ يتفرَّجُ عليه العالم وهو يُقتَّلُ شَــرَّ تقتيل على أيدي الطغاة والمستكبرين.
ليعلنَ مع شعبه العظيم والمعطاء الذي تربَّى على روحية العطاء والوفاء في كُـلّ ميادين المواجهة، حَيثُ أعلنت جماهيرُ الشعب اليمني في خروجها الذي يعد هو الأكبرُ من نوعه عن الجاهزية التامة للإقدام على خطوات تصعيدية قد لا تخدم عواقبها الأطرافَ المعنية بتلقِّي الصفعات اليمانية التي لن ترحم من تسببوا فيها وأقحموا أنفسهم في خدمة الإسرائيلي وفرضوا على اليمن التعاطيَ معها.
فماذا بعد الحق إلا الضلال أيها المتواطئون مع المشروع الأمريكي والإسرائيلي!
ألا يخزيكم ما تشاهدونه من جرائمَ بحق أبناء غزة يوميًّا على وسائل إعلامكم أم أن اهتمامكم بحفلات العُهر والمجون هي شغلكم الشاغل في ظل كُـلِّ ما يحصل من جرائم!
الرسالة واضحة، والصمتُ لن يطولَ، والخطوات ستكبُرُ، والسخط سيتنامى ويعظُمُ، والأوضاع ستزدادُ سوءًا، والمصالح التي تسعَون إلى تعطيلها ستتعطَّلُ أمامها مصالحُكم، وعليكم أن تستوعبوا الدرسَ جيِّدًا.
اتركُوا اليمنَ وشأنَه ونحن بالله أقوى، وواقعُ المعادلة قد تغيَّر وأنتم تعلمون.
وسيعلمُ الذين ظلموا أيَّ منقلَب سينقلِبون، واللهُ المستعان.