السعوديّة -بحربِها اقتصاديةً وعسكريةً صهيونيةً- الخاسرُ الأكبر
نبيل علي الهادي
في الحقيقة أن الحربَ التي تذهب لها السعوديّة ليست حربَها.
لسبب واحد أن السعوديّة سوف تطلق الأسرى، وتصرف المرتبات، وستدفع التعويضات وكل ما يتعلق من استحقاقات ناتجة عن عاصفة الحزم.
فإذا كانت ستفعل ذلك الآن وتدفع كُـلّ ما تم الاتّفاق عليه قبل الحرب المرتقبة أَو بعدها؛ فما الداعي للذهاب للحرب المرتقبة؟! وهنا يكمن السر.
السعوديّة تريد إنهاء المِلفّ اليمني، ولكن أمريكا وبريطانيا الملعونة و”إسرائيل” والشركات العالمية العابرة للقارات تريد أن تنهي مِلَفَّ الصراع والحرب الخاص بالبحر الأحمر والمحيط الهندي، خُصُوصاً بعد وصول ضربات اليمن إلى الأبيض المتوسط.
الغرب المجرم بقيادة أمريكا حاول أن يعمل تحالفات، لكنها كانت تنتهي بالفشل؛ لأَنَّ القضية التي يهاجم بها اليمن السفن والقطع البحرية لأمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، أتت في سياق الرد على الإبادة الجماعية التي تحصل في غزة.
وكانت الجيوش ترفض مواجهة اليمن، وخُصُوصاً مرتزِقة الانتقالي في الجنوب، وَالإخوان المسلمين في مأرب، وطارق عفاش في الساحل الغربي.
إذ من الصعب تحريك الجنود اليمنيين المغرر بهم في سياق الدفاع عن “إسرائيل”.
فذهبت أمريكا وبريطانيا الملعونة و”إسرائيل” إلى تصعيد الملف السعوديّ، وذهبت للضغط بالملف الاقتصادي؛ مِن أجلِ إثارة أنصار الله، وإثارة اليمنيين، وهكذا تذهب السعوديّة والإمارات إلى تحريك القوى العسكرية في الجنوب، وتحريك الإخوان في مأرب والعفافيش في الساحل الغربي.
وهذا يجعل الغرب يضع كُـلّ ثقله في هذه المعركة الفاصلة، كما أنه سيحرك أوراقه الأمنية الداخلية في نفس المدن التي تحت سيطرة سلطة صنعاء.
أمريكا وبريطانيا الملعونة و”إسرائيل” تعتبر السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب ضرورة وجودية، وهذا الموقع يمثل الرئتين التي يتنفس بها الغرب.
الغرب اكتشف أنه لا يساوي شيئًا بدون السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب.
ويخسرون الحرب ويفشل المخطّط، وهذا الذي سيحصل، وإن شاء الله سيحدث للغرب وأذيالهم من عربان الخليج ما لم يخطر على البال.
على إخوتنا في الجنوب ألّا يقبلوا بأن يكونوا كبش الفداء؛ فهم خاسرون أنفسهم مهما كانت نتائج الحرب.
ولله عاقبة الأمور، والعاقبة للمتقين.