فسادُ الصهيونية اليهودية في غزة خطرٌ على الإنسانية
ق. حسين بن محمد المهدي
إن ممارسات الصهيونية اليهودية في فلسطين أشدُّ ضررًا وأعظمُ خطرًا على النوع البشري كله من أي داء.
فالإنسان السوي لا يطيق مشاهدة ما تقوم به الصهيونية من قتل للشيوخ والنساء والأطفال الرضع في غزة ثم لا يتحَرّك له ضمير، ولا يقوم بعمل من شأنه رفع هذا الظلم وإزالته.
أين العرب وأين المسلمون مما يحدث في غزة؟
هل غلبوا على أمرهم؟ أم فقدوا رشدهم؟
وكيف جاز لهم السكوت على هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية؟
ولماذا يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه الموجة العارمة من الطغمة الآثمة اليهودية الظالمة، وكأنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً فيا لله العجب؟!
لقد استراحت الكثير من الدول الإسلامية إلى المدنية التي تعدت حدودها الطبيعية، وخرجت عن طورها الإنساني.
ونسيت القيم الإنسانية والإسلامية والأخلاقية كليًّا، وكفرت بها صراحة حينما تغافلت عما يجري في فلسطين من الجرائم والإبادة للشعب العربي الأبي الفلسطيني المسلم.
لا سبيل لسلامة هذه الأُمَّــة وعزتها وإنقاذها من هوس الصهيونية اليهودية وبشاعتها إلا بالعودة إلى الدين وإعلان الجهاد على هؤلاء اليهود الذي أكثروا من الفساد؛ فقد فرض الله الجهاد ورغَّب فيه، وجعله عنوانًا للخير والعزة والفلاح (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ)
لقد فرض الله الجهاد، وحث على القتال وعلى الثبات فيه، وحسبك قوله تعالى: (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)
لقد أعلن القرآن النفير العام، وندّد بموقف القاعدين الجبناء، فقال سبحانه: (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شيئاً وَاللَّهُ عَلى كُـلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
لقد وعد الله المجاهدين بالظفر والنصر فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)
وقال: (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخرة وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
فإذا كنتم تخشون القتلَ والموتَ؛ فقد وعد الله من يقاتل بالحياة الدائمة (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
فلماذا تكتبون الذلةَ على أنفسكم وعلى أمتكم بالبُعد عن الله والتخاذل عن نصرة إخوانكم في غزة؟!
وكيف يركن الموحِّدون إلى الظلمة والمفسدين ويستجيبون لهم؟ فمن منعك من الخير حرمك، ومن أعانك على الشر ظلمك.
ولكم في قائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وفي حزب الله وأنصاره قُدوة حسنة الذين رفعوا راية الجهاد عالية خفاقة وساهموا في نصرة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل.
المعاونة في نصرة الحق ديانة وعز وشرف، والمعاونة في مؤازرة الباطل خيانة ودناءة، فتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان؛ ففلسطين تناديكم فأين العروبة والإسلام (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعينُ الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).