قائدٌ وشعب
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
لا يمكنُ لأمة أن تغيِّرَ واقعَها إلَّا بوجود قيادة واعية تحظى بثقة الشعب، تخطِّطُ للمستقبل وتنفذ في الواقع دون تردّد أَو خوف، وهذه الثقة من الصعب منحُها لأي شخص دون اختبار في الواقع وتحتاج إلى مواقفَ حقيقية وحاسمة في القضايا الكبرى التي تمُرُّ بها البلاد، ونحن في اليمن في ظل قيادة السيد عبدالملك الحوثي، قد منحناه الثقة المطلوبة والتفويض الكامل في المواجهة الكبرى التي تخوضها اليمن ضد أمريكا وأذنابها؛ نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني في المواجهات التي يخوضها ضد الكيان الصهيوني في غزة، ولم يمنح الشعب اليمني القائد هذه الثقة إلَّا بعد أن خبره في المواقف الصعبة ووجده أنه صاحب القول والفعل، وأن القرار الذي يتخذه مهما كان في ظاهره من التباس هو الذي أوصلنا إلى بر الأمان، وفي ظل هذه القيادة أصبح الشعب اليمني يشعر بالفخر والاعتزاز ويشار إليه بالبنان وأصبح معروفاً على مستوى العالم بأنه الذي واجه أعتى قوة عالمية دون خوف أَو تردّد.
وفي ظل الضغط الكبير الذي يواجه اليمن اقتصاديًّا وسياسيًّا من قبل السعوديّة التي حرَّكت مرتزِقتها لاتِّخاذ قرارات خاطئة في حق الشعب اليمني لإجبار هذا الشعب على التراجع عن مواقفه المساندة للحق الفلسطيني؛ خدمةً لأمريكا و”إسرائيل”، وهذه الضغوط مرفوضة من الشعب والقيادة.
وكان القائد قد قام بتحذير هؤلاء الأعداء في عدة خطابات، ولم تلقَ هذه التحذيرات أية استجابة، فانتقل إلى التهديد لعل وعسى أن يعيَ السعوديّ -ومن ورائه الأمريكي- خطورة الوضع وأن يتم التراجع عن القرارات المجحفة في حق الشعب اليمني، ولكن يبدو أن سيد القول والفعل سوف يمضي في طريقه دون تردّد لرفع الظلم عن هذا الشعب الأبي، وسيعلم الأعداء أي منقلب سينقلبون، خَاصَّة بعد خروج الشعب في مختلف الساحات لتفويض القائد.
والشعب اليمني في ظل هذه الظروف يطالب القائد بالمضي في طريقه لإجبار الأعداء على عدم اتِّخاذ أي إجراء يصعِّب عليه حياته، وأن يتراجعوا عن القرارات السابقة التي تم اتِّخاذُها في حق البنوك وفي حق سفر المواطنين من مطار صنعاء، والشعب اليمني يعي أن الأعداءَ لا يمكن أن يتراجعوا إلَّا أمام القوي، واليمنُ -بفضل الله- أصبح يملك من القوة ما يكفي ليعيشَ حُرًّا.