الحشودُ المليونية في صنعاء وعموم المحافظات.. الرسائلُ والدلالات
المسيرة- عباس القاعدي
تحمل المسيرات والحشود المليونية للشعب اليمني التي تخرج كُـلّ يوم جمعة الكثير من الرسائل والدلالات.
ومنذ عملية (طوفان الأقصى) في أُكتوبر من العام الماضي، اختار الشعبُ اليمني الوقوف مبكراً مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فكانت صنعاء هي أول عاصمة في العالم تخرج في مظاهرات مساندة ومؤيدة لـ (طوفان الأقصى)، ثم مع استمرار العدوان الصهيوني على القطاع لم تتوقف المظاهرات والوقفات الاحتجاجية على الإطلاق.
ويمتلئ ميدان السبعين بصنعاء كُـلّ يوم جمعة بالحشود المليونية، كما تمتلئ بقية الساحات في عموم المحافظات بحشود وحضور غير مسبوق، حَيثُ كانت مسيرة الجمعة الماضية، هي الأكبر والأعظم منذ بدء المساندة لإخواننا في فلسطين، حَيثُ تدل هذه المسيرات على أن الشعب اليمني، هو شعبٌ واعٍ يأتمر بأمر القيادة وهو على أتم الجاهزية للانخراط في كُـلّ خيارات التصعيد المرتقبة التي ستأتي رداً على تصعيد العدوان الأمريكي والسعوديّ ومرتزِقتهما من خلال فرض المزيد من القيود والإجراءات الاقتصادية.
وحدة وتماسك:
وفي هذا الشأن يقول عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء الدكتور عبد الملك عيسى: “إن الحشود الشعبيّة الكبيرة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وفي مختلف المحافظات تحمل الكثير من الرسائل من أهمها أنها تظهر الوحدة والتضامن الشعبي مع القيادة؛ إذ عكس هذا الحشد وحدة وتماسك الشعب اليمني في مواجهة التحديات والضغوط الخارجية، ويظهر دعم الشعب للحكومة والقوات المسلحة في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، وأن محاولة وضع الضغوط على المجلس السياسي الأعلى، قلبت السحر على الساحر وجاء الضغط عكسياً ضد السعوديّ والأمريكي الذي أصبح يبحث عن حَـلّ قبل التصعيد العسكري.
ويؤكّـد الدكتور عيسى أن “المسيرات التي جاءت بدعوة السيد القائد -يحفظه الله- رداً على الضغوط الاقتصادية، فقد اعتبر العالم أنها رسالة واضحة بأن الشعب اليمني لن يخضع للضغوط الاقتصادية، وسيظل صامداً ومتمسكاً بموقفه، مهما كانت الظروف الصعبة، وسيظل مناصراً للشعب الفلسطيني مهما كانت الضغوط”، معتبرًا أن ذلك يعد “إظهاراً للقوة الشعبيّة وَالكاريزما التي يتمتع بها السيد القائد من خلال دعوته للخروج المليوني في مختلف الساحات، فاستجاب الشعب له بهذه الحشود الضخمة”.
ويشير إلى أن “الحشود المليونية، هي رسالة إلى القوى الخارجية وخَاصَّة الأمريكي والسعوديّ بأن القيادة والجيش لديهم دعمٌ شعبيٌّ واسعٌ؛ مما يعزز موقفهم التفاوضي، ولن تكون هناك إملاءات خارجية فالشعب اليمني شعب حر”.
موقف وتفويض:
وفي السياق يقول أمين عام مساعد حزب الشعب الديمقراطي حشد، سند الصيادي: “إن الرسائل التي حملها المشهد الشعبي غير المسبوق في ميدان السبعين ومختلف المحافظات عديدة وذات أبعاد مختلفة، تمثلت في مدى تناغم القيادة الثورية مع الشعب اليمني، وحجم الاستجابة الشعبيّة لدعوات السيد القائد، وهو ما يدل على أن الشعب بات يسلم لقيادته، ويمنحها الشرعية الشعبيّة الكاملة ويشاطرها الوعي ذاته بحجم التحديات والمؤامرات”.
ويرى أن “الحشود المليونية كشفت مدى الثقة التي بات الشعب يوليها لهذا القائد المؤمن والحكيم والمحنك والشجاع، وهي ثقة تراكمت خلال سنوات العدوان على اليمن، ووصلت إلى ذروتها في معركة إسناد الشعب الفلسطيني”، موضحًا أن “تلك الحشود تؤكّـد للعالم أن الشعب اليمني على أتم الجاهزية للانخراط في كُـلّ خيارات التصعيد المرتقبة التي ستأتي رداً على تصعيد العدوان الأمريكي السعوديّ من خلال فرض المزيد من القيود والإجراءات الاقتصادية ضد شعبنا”.
وبحسب الصيادي فَــإنَّ “الشعب اليمني بخروجه المليوني قد قال كلمته، وأعلن موقفه من خلال تفويضه وتسليمه للقيادة والقوات المسلحة، ورفضاً لأية محاولات لإعاقة إسناده لغزة، وطرح على طاولة القيادة والجيش القرار في الرد على العدوّ السعوديّ، واختيار حجمه ونوعه وتوقيته ومكانه”، مؤكّـداً أن “الرسائل الشعبيّة باتت واضحة الدوافع والنتائج للعدوان الأمريكي السعوديّ الذي يعرف أكثر من غيره موقف الشعب وثباته واستعصائه، وكذلك يعرف مدى ثبات القرار الثوري، وتطور القدرات العسكرية وقدرتها على فرض المعادلة التي رسمها السيد القائد”.
جاهزية لكل الخيارات:
من جانبه يقول رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور خالد العماد: “إن الحشود المليونية في ميدان السبعين ومختلف الساحات، عبرت عن وعي الشعب اليمني وبسالته واستعداده للحرب، أَو أي تصعيد، كما عبرت عن حب الشعب لقائده والولاء له، وحب القائد لشعبه، فالشعب اليمني بخروجه فوض السيد القائد تفويضاً مطلقاً بأن يحدّد مسار وخيارات المواجهة مع دول العدوان الرعناء”.
ويؤكّـد أن “أمريكا والسعوديّة وحلفاء الصهيونية تضع لتلك الحشود المليونية ألفَ حساب، وأن الشعب اليمني هم أنصار الله، وأنصار رسول الله الذين لا تهزهم المؤامرات، بل تزيدُهم قوةً وتماسكاً وعنفواناً في وجه كُـلّ طغاة الأرض، وأن الشعب اليمني الشجاع الأبي الصابر مستعد لجميع الخيارات التصعيدية، وأن الشعب مستعدٌّ للحرب مع قيادته الثورية والسياسية فيما تراه مناسباً للرد على دول العدوان، ولن تخيفَه الضغوطاتُ والإجراءاتُ الاقتصادية العقابية ولا الحصار”.