ستنتصر دماء الشعب الفلسطيني كما انتصرت دماء كربلاء
سُكينة يحيى المتوكل
نعم فكل ما يحصل الآن في غزة، وما نشاهد ما يعانيه الشعب الفلسطيني كُـلّ هذه الجرائم البشعة، والمجازر اليومية التي تحصل، وكل ألم كبير يعيشهُ الشعب الفلسطيني بكل صبر، وثبات هو إعادةٌ لفاجعة كربلاء، وقد نسميها كربلاءَ عصرنا الآن كُـلّ ما يحدث في القطاع مَـا هو إلا من عمل أشرار خلق الله ولكن باختلاف الزمان، والمكان، إفسادهم، وإجرامهم وضلالهم، والذي يريدون أن تُخيّم الأُمَّــة بالظلام، والفساد، والعبث في الأرض.
في كُـلّ مرةٍ في العاشر من محرم نُحيي ذكرى فاجعة كربلاء لنستلهم، ونأخذ العِبر، والدروس، نقتدي، ونتأسى بالإمَـام الحُسَين سبط رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- لنكونَ واعين، ويتجلى لنا مدى أهميّة عاشوراء، ونهضة الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- لنقف أمام الله بالموقف الصحيح الذي علينا من باب انتمائنا للإسلام، ومن واقع الشعور بالمسؤولية.
ولكن هذا العام نحييه ببثٍ مباشر، كُـلُّ شيء ينعاد أمامنا كُـلّ الظلم، والتجبر، والطغيان، والإجرام نراه في القطاع وسبق ورأيناه في اليمن ولكن ليس بحجم العدوان على غزة، ونرى كُـلّ خِذلان، وسكوت مخزٍ، نراه لمعظم الدول التي أصبحت ذليلة على يد من ضُرِبت عليهم الذلة، وهم بمقدورهم التحَرّك، والدعم، والوقوف إسنادًا لغزة، ولكنهم كالطبيب الفاشل هم هؤلاء نفسهم من خذلوا الإمَـام الحُسَين، وكان موقفهم موقف السكوت الفاضح لهم.
أمريكا و”إسرائيل” هي بنفس التصرفات، والعناوين، والمجالات الفاسدة التي ظهر بها يزيد وبنو أمية في إفسادهم، وضلالهم..!
الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بامتداده الأصيل للدين الذي يحفظ الإسلام والدين كما هوّ؛ فأهل بيت رسول الله هم الامتداد الحقيقي لهُ، رغم محاولة بني أمية طمس الدين بكله فعندما قام الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، ونهض ضد حركة النفاق وَبني أمية التي كانت حربًا بين الإسلام والكفر، والحق والباطل تحَرّك أهل الباطل بشتى المجالات، والسياسات الظالمة لمواجهة ثورته التي تعمل على إفشال استهدافهم للأُمَّـة وإحياء معالم الإسلام الحقيقية.
أمريكا، و”إسرائيل”، ومن تحالف معهم، وكل علماء السوء الذين يدّعون العولمة، وفي الواقع هم فاشلون لا يعلمون شيئاً، وإنما هم في الحقيقة يعملون خدمة لـ “إسرائيل”، وطاعةً لأمريكا؛ بتشريعهم للانحراف، ولكن بأشكال مبطّنة فينحرفون بالأمة كيفما يشاؤون، ونتيجة هذا الانحراف الولاء، والتبعية للأعداء، والتطبيع مع الأمريكي، والإسرائيلي؛ ليسعوا في طمس الإسلام، وغياب الدين عن الناس أَو تحريفه كيفما يشاؤون ليتمكّنوا من فرض سيطرتهم على الأمه، والانحراف بها.
كل ما يسعى له أعداء الله في كُـلّ زمان، ومكان ليضلوا الأُمَّــة، وينحرفون بها لتكون أُمَّـة ذليلة خانعة واقفة موقف الخضوع، والاستسلام، وتقبل سيطرة الأعداء، وإذلالهم، وإهانتهم واستعبادهم، ولكن أمتنا الإسلامية، واليمن خَاصَّة بمواقفه التي يصدرها وثباته وصلابته وقوة الإرادَة لديه يقف موقف القُدوة بالإمَـام الحُسَين، وأهل البيت في تحَرّكهم، ورفضهم للباطل من باب الجهاد في سبيل الله، والوقوف موقف الحق، والاستبسال، ومن باب المسؤولية التي تنسجم مع انتمائهم الإيماني؛ لأَنَّهم يعلمون أن غير هذا الخسارة في الدنيا والآخرة..!!
على كل من لا يزال يقفُ موقفَ السكوت أن يراجع نفسه، وليعلم أن الرجوع إلى الحق أفضل من التمادي في الباطل، ونكرّر لتترسخ في عقول الناس؛ عن معاناة الشعب الفلسطيني وحجم المأساة الكبيرة عليها قد أُعيدت عاشوراء من جديد فصبر نسائهم يجسد صبر زينب -عليها السلام-، وأطفال غزة كـ عبدالله بن الحسين، ومهما زاد طغيان ثلاثي الشر في القطاع فكل دم سُفك منهم سينتصر كما انتصرت دماء كربلاء بإذن الله.