علّمتنا كربلاء كيف تنتصرُ الدماء
صفوة الله الأهدل
علّمتنا كربلاء أن الدم ينتصر على السيف، علّمتنا كربلاء كيف انتصرت دماء إيران على هيمنة أمريكا، علّمتنا كربلاء كيف انتصرت دماء حزب الله على “إسرائيل”، علّمتنا كربلاء كيف انتصرت دماء الحشد الشعبي على عناصر داعش، علّمتنا كربلاء كيف انتصرت دماء سوريا على مؤامرات الأعداء، علّمتنا كربلاء كيف انتصرت اليمن على ثلاثي الشر وشذاذ الآفاق، علّمتنا كربلاء كيف انتصرت دماء غزة وفلسطين على الصهاينة اليهود، علّمتنا كربلاء أن هذه الدماء انتصرت على كُـلّ الأدعياء كما انتصر الإمام الحسين.
إن الدم الذي سُفك في كربلاء لم يكن أي دم؛ بل كان أطهر وأشرف الدماء، دم الإمام الحسين وأهل بيته -عليهم السلام- بل دم رسول الله: “حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً” ودم خَاصّة الله وأوليائه، هذا الدم أبى صاحبه الضيم وقارع الظلم، وآثر مصارع الكرام على طاعة اللئام، واختار سِلَّةَ السيف على الذلة والاستسلام، وقدّم نفسه وأهل بيته قرابين لله في سبيل ذلك دون أي تردّد.
عندما كان يُنادي الإمام الحسين في كربلاء: “هل من ناصر ينصرني” أي ينصر الإسلام ومقدسات الأُمَّــة إلى يوم القيامة، “هل من ذابٍّ يذُبُّ عن حُرمي”؛ أي يحمي الحرمات الأعراض والدماء في كُـلّ زمن، “هل من مغيث يغيثني” أي يدافع عن المستضعفين في كُـلّ الأرض، لم يجبه أحدٌ في هذا العصر إلّا حركات المقاومة التي هبّت لتلبية ندائه ومبايعته، ولبسوا لامة الحرب؛ ليخوضوا غمارها ولو كلَّفهم الثمن بذل أغلى شيء يملكونه النفس والولد والمال، كما رأينا ذلك في أبطال محور المقاومة.