عملياتُ اليمن القادمة.. نطاقاتٌ أوسع ومدياتٌ أبعد
المسيرة – محمد الكامل:
تواصلُ القواتُ المسلحةُ اليمنية عملياتِها العسكريةَ ضد العدوّ الصهيوني؛ حتى وقفِ الحصار والعدوان الغاشم على قطاع غزة.
وتؤكّـد القوات المسلّحة اليمنية أنها ستعملُ على اتِّخاذ ما يلزم من خطوات وإجراءات، وبحسب إمْكَانيّاتها وقدراتها على الانتصار الفعلي لدماء الشعب الفلسطيني، ورداً على ارتكاب العدوّ الصّهيوني المزيد من المجازر في غزة، مجددة التأكيد أنها لن تتردّد في توسيع عمليّاتها العسكريّة ضدّ العدوّ الإسرائيلي، ومن يقف خلفه، حتى وقفِ العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.
وخلال أكثر من خطاب له، ركز السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- على تطوير صنعاء لقدراتها العسكرية -كماً ونوعاً- في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني، والذي يعكس مستوى التطور والقدرات اليمنية العسكرية لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط، وتضرب أهدافاً متحَرّكةً للعدو الصهيوني، أَو الأمريكي والبريطاني في حال توسّعت المعركة، لا سِـيَّـما أن القوات المسلحة اليمنية لم تعلن عن كُـلّ أوراقها، فلا تزال الكثير من المفاجآت في جعبة القوات المسلحة اليمنية، ولم يتم استخدامها بعد.
ويرى عدد من العسكريين والسياسيين أن توسع العمليات العسكرية اليمنية يأتي رداً على المجازر الصهيونية في قطاع غزة، لا سِـيَّـما أن التخاذل العربي والإسلامي شجَّعَ العدوّ الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم، على مرأى ومسمع العالم.
توازنات عالمية جديدة:
وحول توسع العمليات العسكرية اليمنية بعد مجازر الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، يقول المتحدث باسم الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، الدكتور عارف العامري: إنه “في ظل انتصار اليمن للدم الفلسطيني، وتصعيد الكيان الغاصب وأمريكا لجرائم الإبادة الجماعية، والتهجير الذي يرتكب بحق إخواننا في غزة، صار لزاماً علينا مواجهة التصعيد بالتصعيد، وتمسكنا بالوازع الديني، والأخلاقي، والإنساني، الذي يدفعنا إلى تطوير قدراتنا العسكرية، والعمل على المزيد من التنسيق مع فصائل وحركات المقاومة، لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة، تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة”.
ويؤكّـد العامري في تصريح خاص لـ “المسيرة”، أن “توجيهات السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- بتوسيع القوات المسلحة اليمنية، نطاق حصارها للملاحة الصهيونية، ليشمل أهمَّ الممرات البحرية في العالم، بدءاً من البحرَينِ الأحمر والعربي، وباب المندب، والمحيط الهندي إلى البحر المتوسط، لا يمكن أن يكونَ حَدَثاً عابراً في مخيِّلة القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية؛ لما له من وقع بالغ على مافيا الإجرام الصهيوني الغربي المهيمنة على القرار الدولي، وحضورها العسكري والاقتصادي على امتداد المعمورة”.
ويشير إلى أن “الأمريكي لقي ما لقيَ من هوان وإذلال من هجمات أبطال القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها الهجومية في البحر؛ ما حدا بها لسحب قطعها العسكرية البحرية، ومدمّـراتها وبوارجها وقواتها؛ حفظاً لما تبقى لها من ماء الوجه؛ وخشية أن تصاب أشهر مدمّـراتها في مقتل، ثم لا تقوم لها قائمة”.
ويضيف أن “إعلان القوات المسلحة توسيع نطاق العمليات العسكرية، جاء رداً صريحاً من اليمن، على ما يُرتكَب من جرائم ومجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني، ومناصرته في محنته التي خذله فيها معظم الأنظمة العربية الرسمية، وهو ما يدل على خضوع وخنوع حكام العرب للقرار الأمريكي الذي يفرض هيمنته على تلك الأنظمة وحكامها”.
ويؤكّـد أن “التصعيد اليمني في الوصول إلى البحر المتوسط، وحدود أُورُوبا، بعمليات أحادية، أَو مشتركة، يمنح اليمن خَاصَّة، ومحور المقاومة بشكل عام، القدرة على فرض صياغة التوازنات العالمية من جديد على امتداد الخارطة، بل وَيمنحها الحق بالمشاركة في تقرير مصير مستقبل النظام العالمي القائم ذي القطب الواحد”، مُشيراً إلى أن “هذه المرحلة بالذات من التصعيد، تستنهض واقع الأُمَّــة العربية والإسلامية مما أصابها تحت أنقاض اليأس والسُّبات المرير؛ بفعل الخيانات المتراكمة والمتعاقبة، واستغلال هذه الفرصة سيغيّر واقعَ الأُمَّــة، ويعيد حضورَها وتأثيرها الوجودي، في مصاف الأمم القوية المالكة لقرارها السيادي وتقرير مصيرها، دون تدخل أَو فرض أجندات غربية”، متابعاً بالقول: “ولن يكون هناك حدود لأمنها القومي والاستراتيجي، إذَا ما تمسكت بالنهج القرآني والعترة الشريفة وحق شعوبها بالعيش حياة كريمة”.
ويوضح أن “أهم ما يمكن ملاحظته في التصعيد اليمني لمساندة غزة، كموقف عزيز شريف بمراحله الأربع، أن اليمن قشع كُـلّ الخطوط الحمراء والصفراء التي وضعها من ينصّب نفسه شرطياً للعالم طوال عقود، وأن اليمن قد غادر من باطن القوقعة والجغرافية والأجندات التي رسمتها محدّدات الغطرسة ومعاهدات الانبطاح التي جيء بها على ظهر المشهد في أعقاب الحرب العالمية الثانية”.
ويضيف أن “اليمن اليوم يقول كلمته الفصل في الميدان، فارضاً سلطته، حاملاً الراية الحسينية المقدسة، بنقش في صدور عالية الهمة، ملبين لنداء الواجب والحق، متقدمين على كافة أنظمة العالم العربي والإسلامي، أصحاب المواقف الهزيلة”.
توسيع جغرافيا العمليات:
وفي السياق يؤكّـد الباحث في الشؤون العسكرية، زين العابدين عثمان، أن “توسيع عمليات قواتنا المسلحة هو مسار متصاعد وضعته القيادة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي”، مُشيراً إلى أنه “مع استمرار وتصعيد كيان العدوّ الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية والإبادة بحق إخواننا الفلسطينيين في غزة، اتجهت قواتنا المسلحة إلى اتِّخاذ إجراءات تصعيدية أكبر، وعمليات هجومية أكثر قوة وتأثيراً لاستهداف السفن المرتبطة بكيان العدوّ الصهيوني”.
ويردف عثمان في تصريح خاص لـ “المسيرة”: “وبناءً على ما سبق؛ فالعمليات التي ستنفذها قواتُنا المسلحة في هذه المرحلة بالذات ستكون مختلفةً، كمّاً، ونوعاً، وتأثيراً، وسيتم فيها استخدامُ مستوىً جديدٍ من القوة والأسلحة الضاربة ذات النمط الاستراتيجي، على رأسها الصواريخ الباليستية، ونظائرها المجنحة، وأسلحة الجو المسيّر، والقدرات البحرية”.
ويضيف أنه سيتم “توسيع جغرافيا العمليات، لتشمل ضرب سفن كيان العدوّ الإسرائيلي، والأمريكي، والبريطاني، في نطاقات واسعة، تضم المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، وَأَيْـضاً ضرب أهداف حساسة، وغير مسبوقة في عمق أراضي فلسطين المحتلّة، كما حصل في العملية الأخيرة التي استهدفت هدفاً حيوياً في عمق منطقة يافا “تل أبيب” بطائرة مسيرة متطورة، والتي تم تسميتها يافا”.
ويؤكّـد أن “قرار توسيع عمليات قواتنا المسلحة لا ينكفئ على استهداف السفن الإسرائيلية، أَو الأمريكية، والبريطانية، بل سيشمل ضرب أهداف حيوية في أعماق أراضي فلسطين المحتلّة، وبشكل مُستمرّ، كما هو واقع “تل أبيب” التي أصبحت تحت المجهر لسلاح الجو المسيَّر، والقوة الصاروخية بعيدة المدى، التي ستواصلُ تنفيذَ عمليات نوعية وضاربة لم تشهدها الحربُ من قبل”.