على العهد باقون.. ولنساء وأطفال غزة ثائـرون ومناصرون
إبتهال محمد أبوطالب
يغوصون في الظـلمات، وينتهكون الحرمات، ويزيفون الكلمات، أعمالهم حسـرات؛ لفعلهم السـيئات، وبعدُهم عن الصالحات، كفروا بربِّ السماوات، وأعرضوا لكل ما جاءهم من البينات، فهم في تيهٍ وضلال، وفشـل وانهزام، يدعون إلى السـلام، وهم منبع الفسـاد والإجرام.
إنهم اليهود، فلهم في كُـلّ زمانٍ ومكان بصمةِ فساد وطغيان، فها هم في غزة يواصلون سعي فسادهم، ومكر أفعالهم، يسـتهدفون كُـلّ حيٍّ أهل بالسـكان، وكل مشفىً ومدرسةٍ مليء بالنساء والأطفال، فعندهم دقةُ الأهداف هي في ازدياد قتل النسـاء والأطفال، هذا هو مسلسلهم اليومي في غزة العزة، قتل الأطفال بمختلف الأعمار، واستهداف النسـاء في جميع الديار، فبين طفلٍ يودِّعهُ أبوه، وآخر يودِّع أباه، وما بين التودعين ألف حكايةٍ وحكاية.
ففي غزة تجد في كُـلّ الأماكن المقصوفة طفلًا يسـبح في دمائه ألمًا، وطفلًا يصرخ نجدةً، وآخر بلا سمع وآخر بلا بصر، ناهيكم عن وجود أطفال أسـرى، وآخرين في الاحتضار الأخير، وفي مجازر قد ينجو طفلٍ من قصف لكنه لا ينجو من فقد عائلته بالكامل، أَو لا ينجو من فقد أم كانت له حنان وافر، وبلسمٌ نادرٌ.
يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر يومية على غزة.
ومن منطلقِ كُـلّ تلك المجازر الدموية التي هي شيء يسـير من جرم اليهود فيما مضى من السنين، فلم يسْلَم منهم نبيٌّ في عصرهم مكرًا وقتلًا وخيانةً وغدرًا، بل وصل جرمَهم إلى التعدي على ملك السموات والأرض ووصفه بالبخل والفقر، قال تعالى: {وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَیۡدِیهِمۡ وَلُعِنُوا۟ بِمَا قَالُوا۟، بَلۡ یَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ یُنفِقُ كَیۡفَ یَشَاۤءُۚ}، وقال تعالى: {لَّقَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِیرࣱ وَنَحۡنُ أَغۡنِیَاۤءُۘ سَنَكۡتُبُ مَا قَالُوا۟ وَقَتۡلَهُمُ ٱلۡأَنۢبِیَاۤءَ بِغَیۡرِ حَقࣲّ وَنَقُولُ ذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلۡحَرِیقِ}
أُولئك اليهود بلغوا مضرب المثل في الخوف، بينهم البأسٌ الشـديد، يُظَنُ أنهم في اتّحاد، وفي واقع حالهم فرقةٍ وشتات، فقلوبهم شتى، فهم الغافلون الذين لا يعقلون أبدًا، قال تعالى: {لَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرࣰى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَاۤءِ جُدُرِۭ بَأۡسُهُم بَیۡنَهُمۡ شَدِیدࣱۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِیعࣰا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَ لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَعۡقِلُونَ}
وللأسف نجد من أُمَّـة الإسلام مَن خلع رداء الإسلام وسـعى إلى المسـاندة الماديةً للمتتضررين من اليهود، وفي موسم الغي نجد الفرح لكل من يسـقط شهيدًا في غزة، فمقابل كُـلّ مجزرةٍ يرتكبها اليهود في غزة، نجد رقصًا على كُـلّ تلك الأشلاء.
فليعلم اليهود من أكبر فاسـدٍ منهم إلى أصغرهم بأن مجازرهم لم ولن تضعف همم المؤمنين الصادقين، بل على العكس من ذلك تزيدهم وعيًا وعزيمةً وتنكيلًا بهم، وجهادًا في سـبيل الله، لنصرة الحق، وأهله، وهزيمة الباطل وأتباعه.
إن وراء كُـلّ عائلةٍ تقصف هممًا عالية، وثورة عارمة لكلِّ مجزرة، فكتائبُ القسـام في دربِ الانتقام، وفي الأُمَّــة مواقف مشرفة من كُـلّ الأحرار من مظاهرات تأييدية وعمليات عسـكرية بحرية وجوية، ففي اليمن رجال صدقوا العهد مع الله، وانطلقوا للتنكيل بأعداء الله؛ للثأر لكلِّ أطفال ونساء غزة، فالمسيرات الصاروخية والبالستية، والعملية الجو بحرية عملية سـجلها التاريخ في أعزّ صفحاته الناصعة، وكتبها بدماء كُـلّ الشـهداء، عمليةٌ من عملياتٍ قادمة، وانتصار من انتصارات لاحقة، فيا غزة العزة إننا على العهد باقون وللأطفال والنسـاء ولكل الشهداء ثائـرون.