وما النصرُ إلا من عند الله
محمود المغربي
في مواجهةِ أعداء الله والبشرية علينا الأخذُ بالأسباب والاستجابةُ لأمر الله والتوكُّلُ عليه والاستعدادُ والإعدادُ؛ استجابة لقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) ما نستطيع ليس أكثر حتى ولو كان حجرًا ترمي به عدوَّك بعد التوكل على الله، وما النصر إلا من عند الله، وكلّ شيء بيد الله، هو مسبِّبُ الأسباب وخالق المتغيرات.
وعلينا أن نتذكَّرَ أن اللهَ عندما أراد إهلاكَ فرعونَ لم يرسلِ الملائكة ولم يختَرْ ملكًا آخرَ يمتلكُ الجيوشَ الموازية، بل اختار موسى الذي يمتلكُ الرغبةَ والهدفَ والعزيمةَ لمواجهة فرعون وتخليص قومِه مع أنه وحيد مطارد شريد ولم يُعطِ اللهُ موسى قنبلة نووية أَو عشراتِ الآلاف من الملائكة بل نظر إلى ما يمتلك موسى من إمْكَانيات واستطاعة فلم يجد مع موسى إلا عصا فجعل من تلك العصا سلاحًا فتاكًا وفعالًا.
وذهب موسى الوحيدُ الطريدُ لمواجهة فرعون وما يمتلك من جيش وملك بتلك العصا، لكنها عصا مع الله وفي سبيل الله هي أقوى من سحر السحرة وجيوش فرعون العظيمة، وبقية القصة الجميع يعلمها.
ونحن قد توكلنا على الله وأعددنا ما نستطيعُ وقمنا بما قمنا به في البحار والمحيطات وأرسلنا طائرةً مسيَّرةً صفعنا بها وجهَ العدوّ ورمزَ سيادته وعصبَ اقتصاده، وقد يسخر البعض من تلك الطائرة المسيَّرة في مواجهة الآلة العسكرية الكبيرة للكيان الصهيوني، لكنها طائرةٌ مع الله وفي سبيل الله، وبإذن الله سوف تكون القشة والعصا التي يزيل بها الله هذا الكيان المجرم والغاصب للأراضي العربية الفلسطينية وللمقدَّسات الإسلامية، وينصر الله بها إخوةً لنا مستضعفين وأصحاب حق وقضية.
وإنه لَشَرَفٌ لنا أن يختارنا اللهُ لمواجهة فرعون العصر أمريكا والصهاينة المجرمين المفسدين في الأرض أعداء الله والإنسانية، وأن تكون اليمن موسى العصر الذي يسقط به طغاة وشياطين الأرض، وقد جرَّبوا المواجهة معنا ولعشر سنوات تحت جلباب تحالف الشر أدواتهم في المنطقة ولم يختلف شيءٌ سوى أن العدوَّ يقاتلنا اليومَ بشكل مباشر ودون قناع.