يرونَه بعيدًا ونراه قريبًا
رفيق زرعان
بُعْدُ المسافة لم تمنَعِ اليمنيين من مسانَدةِ الشعب الفلسطيني والمشاركة في معركة (طوفان الأقصى) إلى جانب حركات المقاومة في قطاع غزة، وقد دخل الشعبُ اليمني وقواتُه المسلحة في هذه المعركة بقـوة وفعالية كبيرة، واستطاع أن يفرض حصارًا اقتصاديًّا شاملًا على كيانِ العدوّ الإسرائيلي وأوصله إلى مرحلةٍ تعلن فيها بعضُ موانئه الإفلاسَ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وتوسَّعت عملياته في مرحلتها الخامسة ووصلت إلى مدينة يافا المحتلّة التي يطلق عليها العدوُّ الإسرائيلي اسم تل أبيب، ومنذ أن شن الأمريكيُّ والبريطاني وكذلك الإسرائيلي عدوانَهم على بلدنا أعلن الشعب اليمني معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” معتمداً على الله وواثقاً بصره، وهذه المعركة ستكونُ مفصليةً فاصلةً في تاريخ الصراع ضد “إسرائيل” وسيتحقّق فيها الوعدُ الإلهي المحتوم.
إن اتساعَ دائرة النار وتعاظُمَ التنسيق بين قوى محور الأقصى يُدخل كيانَ العدوّ في مأزِقٍ حقيقي ومشاكلَ كبيرة يصعب عليه مواجهتُها والتخلص من آثارها؛ فقوتُه الردعية تتآكل وجيشه يعجز عن تحقيق أي نصر يُذكر في غزة، وجبهتُه الداخلية تتآكل وتعاني أزمة وجوديةً حقيقيةً، وطبعاً لن يستطيع الأمريكي إنقاذَه؛ فالأمريكي بات عاجزاً عن حماية نفسه وأساطيله.
من يتابع الأحداث ويدرس مآلاتها سيعرف أن هذه المرحلة هي مرحلة زوال الاحتلال الإسرائيلي وانتصار الشعب الفلسطيني؛ فوعدُ الله لا يمكن أن يتبدَّل، وسُنَّتُه في إهلاك المستكبرين ثابتةٌ فإن كانوا يرونه بعيدًا فإنَّا نراه قريبًا.