الفتحُ الموعود.. معركةٌ لن ننفكَّ عنها
هنادي محمد
يتجدَّدُ العدوانُ الإسرائيلي على بلدنا ويختارُ كأولوية لديه محافظةَ الحديدة، حَيثُ استهدف منشآتٍ مدنية وهي خزانات النفط ومحطة الكهرباء؛ بهَدفِ خلق معاناة كبيرة لدى المواطنين في المحافظة الساحلية (حارس البحر الأحمر)، وهنا يظهر للعالم أنه رد العاجز المتخبط، وليس رد المقاتل المواجِهِ في ساحة الميدان.
الإسرائيلي بقصفِه لبلدنا يخوضُ تجربةً فاشلةً هدفُها ثنيُ العزم اليماني عن موقفه المشرِّف في نصرته للقضية الفلسطينية والوقوف في صف المستضعَفين، أملًا منه بأن عملياتِ التصعيد العسكري لدى قواتنا المسلحة ستتقلص أَو ينخفض منسوبُها ويقصر مداها البعيد؛ وهذا يدل على أن الإسرائيلي يفكّر بطريقة خاطئة جِـدًّا وأن أوراقَه ما زالت مبعثرة، لم يقوَ على ترتيبها وتصحيحِ ما تم تدوينُه فيها سابقًا حينما كانت نظرتُه قاصرةً وغير دقيقة عن الشعب اليمني وقيادته وجيشه.
الحفاظ على ماء وجهه -بعد أن شوَّهته عملية يافا التي أزالت كُـلّ الملامح التجميلية الكاذبة لدى الكيان الصهيوني، وكانت بمثابة صفعة قوية في وجه نتنياهو وجنرالاته وحشوده- كانت أحد أسباب قصفه لبلدنا، وليس السبب الوحيد الذي أثار سكونه؛ لأَنَّ المعلوم لدى الجميع، وما أكّـدته المرحلة الحالية عقب السابع من أُكتوبر الماضي أن الإسرائيلي يتغذى على الدماء التي لم ولن يشبع من شربها، ويحرص على أن تكون ساخنة؛ فيستخدم أفتك الأسلحة القاتلة؛ بمعنى أنه مندفع تلقائيًّا لمحو كُـلّ من يقف بوجهه بأية وسيلة كانت.
أمام هذا الرد الإسرائيلي المهزوز نؤكّـد ثباتنا على موقفنا مع فلسطين المحتلّة، ونقول لهم: لستم وحدَكم وقد اختلطت دماؤنا بدمائكم الطاهرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”، هذه المعركة التي لن ننفكَّ عنها ما دام العدوان عليكم مُستمرًّا، وما دامت صرخاتكم تتعالى، واعلموا علمَ اليقين أن فلسطين في قلب اليمن حتى آخر نبضة من نبضاته مهما كانت التضحيات جسيمة، والعاقبةُ للمتّقين.