السيدُ عبدالملك الحوثي في خطاب بشأن العدوان الإسرائيلي على اليمن: شعبُنا اليمني سعيدٌ بأنه في مواجهة مباشرة ضد العدوّ الإسرائيلي وهو شعبٌ ثابت وشجاع

طائرةُ “يافا” تصنيعٌ يمني ونعتبرُها معادلةً جديدةً وهي تدشينٌ للمرحلة الخامسة من التصعيد

على الإسرائيليين المغتصبين لفلسطينَ أن يخافوا ويقلقوا أكثرَ من أي وقت مضى وأن يدركوا أن قادتَهم الحمقى يجرُّون عليهم المخاطرَ أكثرَ وأكثر

نحن في هذه المعركة أقوى من أية مرحلة مضت والقدراتُ تتطوَّرُ باستمرار لمواجهة التحديات بأي مستوى كانت

العدوُّ الإسرائيلي هو الفاشلُ والخاسرُ ولن يستعيدَ الردعَ أبداً وعملياتُنا مُستمرّة بما يرضي اللهَ وشعبنا ويُدخلُ الفرحَ إلى قلوب الشعب الفلسطيني المظلوم

هذه المرحلةُ مهمة وفيها بشائرُ كبيرة للنصر والفتح الموعود ومؤشراتٌ واضحةٌ على أن العدوّ الإسرائيلي يتجهُ نحوَ الانهيار

نحن نخوضُ معركةً مقدَّسةً، وليست عبثيةً ومن يشكِّكُ في موقفنا فليقِفْ بمثلِ ذلك أَو بأكثرَ

++++

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أصحابهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

قال اللهُ “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[آل عمران: 173]، وقال تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأحزاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}[الأحزاب: 22]، صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيم.

بالأمس شنَّ العدوُّ الإسرائيلي عدواناً مباشراً استهدف به خزانات شركة النفط، التي تستقبل شحنات المازوت والديزل الوارد إلى ميناء الحديدة، الذي يشتريه التجار؛ مِن أجلِ بيعه للمواطنين، وكذلك خزانات مؤسّسة الكهرباء في الحديدة.

والعدوّ الإسرائيلي اختار هذه الأهداف بالذات وذلك في سياق الاستهداف للاقتصاد اليمني، الاستهداف للاقتصاد اليمني؛ بهَدفِ الإضرار بشعبنا العزيز فيما يتعلق بمعيشته، وظروفه الاقتصادية، حَيثُ يشن الأمريكي حرباً اقتصادية وعسكرية على شعبنا العزيز، ويُحرِّك أَيْـضاً أدواته وعملائه في هذه المعركة، بالاستهداف عبر قرارات تزيد من مستوى الحصار لشعبنا العزيز، وأتى العدوّ الإسرائيلي في هذا السياق نفسه للاستهداف للمازوت والديزل، الذي يجلبه التجار لبيعه للمواطنين، هذا هو الهدف.

وهدفٌ آخر هو استعراضي؛ بهَدفِ الإحراق لكميات الديزل والمازوت الذي كان في تلك الخزانات، التي تستقبل ابتداءً ما يصل به التجار، فَيُفرَّغ إلى تلك الخزانات ثم ينقل إلى المحافظات، استهدافه بالقصف؛ مِن أجلِ مشاهد النيران المشتغلة فيه، والدخان المتصاعد منه؛ ليصور العدوّ الإسرائيلي لجمهوره الغاضب والخائف وكأنه قد عمل عملاً كَبيراً، وحقّق إنجازاً كَبيراً، ووجه ضربةً موجعة، هكذا يريد أن يصوِّر من مشهد الحرائق للمازوت والديزل، وللدخان المتصاعد منه.

العدوّ الإسرائيلي كانت استراتيجيته من بعد عملية (طوفان الأقصى): أن يلقي بكل ثقله وإمْكَاناته العسكرية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمجاهدين الأعزاء في قطاع غزة، وأن ينفرد بهم في عدوانه ومعركته، وتكفَّل له الأمريكي بالدور فيما يتعلق بمواجهة أي مخاطر، أَو تحَرّك جبهات لإسناد الشعب الفلسطيني، من أي بلدٍ عربيٍّ ومسلم، أَو أي مخاطر تهدّد العدوّ الإسرائيلي من أي اتّجاه، وفعلاً اتجه الأمريكي بإمْكَاناته الضخمة، وجلب حاملة الطائرات والبوارج الحربية، وحرَّك إمْكَاناته لتحقيق هذا الهدف؛ لكي يتولى هو الحماية للعدو الإسرائيلي، بما يُمَكِّن العدوّ الإسرائيلي من التحَرّك بكل ثقله وإمْكَاناته للقضاء على المقاومة في غزة، والاستهداف للشعب الفلسطيني في غزة، والتفرد به، فكانت هذه الاستراتيجية التي بنى عليها معركته ضد الشعب الفلسطيني، وعدوانه عليه، وسعيه لإبادته في قطاع غزة.

كان أول ما أثَّر على ذلك التوجّـه وتلك الاستراتيجية هو جبهة الإسناد في لبنان، التي تحَرّك فيها حزب الله، وضغط فيها بشكلٍ مُستمرّ على العدوّ في شمال فلسطين المحتلّة، وأصبحت جبهة حزب الله في جنوب لبنان، ضد العدوّ الإسرائيلي المحتلّ الغاصب في شمال فلسطين، جبهة ساخنة، وضاغطة، ومؤثِّرة، تستهدف المعسكرات، والمواقع، والقواعد العسكرية، والمغتصبات التي يسمها العدوّ بالمستوطنات، وأثَّرت تأثيراً، كَبيراً، وساهمت في التخفيف عن الشعب الفلسطيني إسهاماً مهماً.

ثم أَيْـضاً كانت جبهة الإسناد في يمن الإيمان والحكمة، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، جبهةً فاعلةً ساخنةً، مؤثِّرةً على العدوّ الإسرائيلي، وعندما بدأت العمليات البحرية، عندما بدأت العمليات في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، لمنع حركة العدوّ الإسرائيلي، الحركة الملاحية بالسفن عبر البحر الأحمر، كانت عمليات فاعلة، ومؤثِّرة، وقوية، من أول عملية، أول عملية تم السيطرة بها على سفينةٍ إسرائيلية، من بعد ذلك كُـلّ العمليات كانت فاعلة، وكانت مؤثِّرةً على العدوّ بشكلٍ واضح، وكبَّدته الخسائر الاقتصادية، وُصُـولاً إلى إعلانه الرسمي لإفلاس ميناء أم الرشراش التي يُسميها بإيلات؛ فالعدوُّ الإسرائيلي تكبَّد الخسائر الكبيرة، ومثَّلت عمليات الإسناد من جبهة اليمن، ثم المسار العملياتي المشترك بين الجيش اليمني والمقاومة الإسلامية في العراق، مثَّلا إسناداً مهماً للشعب الفلسطيني، ومؤثراً تأثيراً كَبيراً في المعركة، وهذا مثَّل مشكلةً كبيرةً على العدوّ الإسرائيلي؛ إذ إنه بعد أن أعلن الأمريكي والبريطاني ابتداءً من أول يومٍ من شهر رجب العدوان على بلدنا، لم يتمكّنا بعدوانهما على بلدنا من إيقاف العمليات من بلدنا، ولا من الحد منها، ولا من إضعافها؛ بل استمرت العمليات بتصاعد واضح، وبتطوير للقدرات، كذلك تطوير اعترف به العدوّ، وبتكتيكات وتقنيات ووسائل جديدة أثَّرت بشكلٍ كبير وعجز العدوّ عن إيقافها، فكان لهذا أَيْـضاً أثره الكبير.

مع استمرار العدوّ الإسرائيلي في العدوان على غزة، والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، والتجويع بالحصار الشديد، ومنع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، اتجهنا في هذه المعركة كإسناد للشعب الفلسطيني إلى التصعيد، وحرصنا على أن يكون نطاق العمليات ممتداً إلى المحيط الهندي، وإلى البحر الأبيض المتوسط، بقدر الاستطاعة والإمْكَان، مع سعيٍ مُستمرّ لتطوير القدرات، ومسارنا العملياتي منذ بدايته كان يتجه إلى مراحل، في كُـلّ مرحلة إضافة نطاق عملياتي جديد، وإضافة أسلحة جديدة، طُوِّرت لأداء تلك المهام القتالية، بحسب متطلبات المعركة، ومتطلبات المرحلة نفسها التي يتم الإعلان عنها.

العدوّ الإسرائيلي، مع الوصول إلى الشهر العاشر، وهو مُستمرّ في الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يحتاج إلى المزيد من الضغط والردع؛ مِن أجلِ إجباره على إيقاف عدوانه، وهذا ما أعلنا سابقًا عن توجّـهنا لفعله، أننا سنتجه كلما استمر العدوّ الإسرائيلي، وكلما صعَّد ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكلما طال أمد العدوان، سنتجه إلى مراحل جديدة؛ ولذلك اتجهنا إلى المرحلة الخامسة من خلال العملية المباركة (عملية يافا)، التي تم الاستخدام فيها لسلاحٍ جديد، هو: طائرة مسيَّرة متطورة، ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي، والمستوى التقني، وذات مدى بعيد، وفي نفس الوقت ذات قدرة تدميرية جيدة، ضخمة، تفوق أي طائرة مسيّرة أُخرى.

وقد منَّ الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” بالتوفيق في هذه العملية، والتسديد، وأطلقت قوة الطيران المسيّر هذه الطائرة وتمت العملية بنجاح، وصلت الطائرة المسيّرة إلى مدينة (يافا المحتلّة)، التي يسمّها العدوّ بـ (تل أبيب)، والتي اعتمدها من بعد تأسيس الكيان الغاصب المحتلّ على أرض فلسطين المحتلّة، كمركز إداري للعدو، ما يقابل اسم عاصمة، يعتبرها منذ ذلك الزمن مركزه الإداري، وثقله الإداري، وعمقه الإداري والاستراتيجي، فتقوم مقام أية عاصمة في أي بلد آخر؛ لأنه لا مشروعية للعناوين التي يعتمد عليها العدوّ، ويحاول أن يعمّمها لتكون هي المعتمدة في التعبير، سواءً في وسائل الإعلام، أَو في غيرها.

على كُـلّ كان الاختراق بطائرة مسيّرة ذات قدرة تقنية، بمثل ما عليه تلك الطائرة المسيّرة، التي هي باسم (يافا)، والتسمية جعلناها إلى الإخوة الفلسطينيين، هم الذين اختاروا في المقاومة الإسلامية هذا الاسم واعتمدناه، تلك الطائرة أن تصل إلى قلب مركزٍ يعتمد عليه العدوّ كمركز إداري أَسَاسي، بمنزلة عاصمة في أي بلدان أُخرى، كان هذا مزعجاً جِـدًّا للعدو، ويعتبر بالفعل معادلةً جديدة، ومرحلةً جديدة في عمليات قواتنا المسلحة، ولذلك نحن نعلن عنها؛ باعتبَارها المرحلةَ الخامسةَ، وباعتبارها أَيْـضاً معادلةً جديدةً تستمر، وتُثَبَّت بإذن الله تعالى وبنصره وتأييده وتيسيره إن شاء الله.

العدوُّ الإسرائيلي انزعج جِـدًّا، وكان هذا الاختراق مؤثِّراً عليه، ووصل الخطر، والقلق، والتهديد، إلى العمق، إلى، حَيثُ كان لا يتوقع أن يصل، وبشكلٍ غير مسبوق، ولا مألوف في الواقع الإسرائيلي، بالذات من خارج فلسطين، وإلَّا فالمقاومة الإسلامية في غزة قد وجَّهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى (يافا)، المسمَّاة من جهة العدوّ الإسرائيلي بـ (تل أبيب)، لكن من خارج فلسطين، من أي بلدٍ عربيٍّ مسلم، ليس هناك سابقة لمثل هذه العمليات، في مثل هذا السياق المساند للشعب الفلسطيني، في معركة قائمة، ومن جبهة إسناد مُستمرّة، في عمليات مُستمرّة، هذا غير مألوف للعدو الإسرائيلي، وهو قَلِقَ جِـدًّا من ذلك؛ باعتبَاره خرق كبير، وتجاوز ما لديه من قدرات للحماية وللدفاع الجوي، وفي نفس الوقت ضربة معنوية كبيرة.

ومستوى الانزعَـاج والقلق عبَّر عنه قادة العدوّ، من مستوى من يسمونهم وزراء، من يسمونهم بصفات معينة، في مواقع معينة من القيادة والدور الذي يقومون به في وسط العدوّ بمسمياتهم المعروفة، كذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حالة الهلع والقلق التي عمَّت أوساط كيان العدوّ في المدينة وفي ذلك الحي نفسه، وكذلك لدى الأمريكيين في القنصلية الأمريكية، كانت واضحة، حجم هذه الضربة، وتأثيرها، وصداها، كان واضحًا، يفوق أية محاولات للتقليل من أهميتها، والتقليل من شأنها.

الطائرة هي تصنيعٌ يمني، وأطلقتها قوة يمنية، هي: قوة الطيران المسيَّر في الجيش اليمني، وليست كما يسميها البعض، بأنها صُنِعت في بلدان أُخرى، أَو أطلقت من بلدان أُخرى، البعض لا يطيقون الاعتراف بمثل هذا الدور، وهذه الفاعلية، وهذه القدرة، وهذا التأثير للشعب اليمني، ولجيشه وقواته المسلحة، يصعب عليهم الاعتراف؛ لأسباب مرضية؛ ولذلك لا عبرة بكلامهم، ولا بنكرانهم وجحودهم ومغالطاتهم؛ لأن الحقائقَ تفرضُ نفسَها، ويؤمن بها كُـلّ الناس الطبيعيين، الذين هم سالمون من تلك الأمراض النفسية، والاختلال العقلي، الذي يُفقِد الكثير من الناس رشدهم تماماً، ويتحولون بِفُرط حقدهم إلى حمقى، وشبه مجانين، لا يفقهون، ولا يعلمون، ولا يعرفون.

العملية لها تأثيرها الكبير جِـدًّا، والمركز الأَسَاس الذي يعتمد عليه العدوّ بمستوى عاصمة تحوَّل إلى منطقة خوف وقلق، ومنطقة غير آمنة للعدو، لم يعد العدوّ آمناً حتى فيما يطلق عليه اسم (تل أبيب)، لم يعد آمناً هناك، وصل الخطر والتهديد -والذي سيستمر بإذن الله تعالى- إلى هناك، وهذه مسألة كبيرة، ومشكلة حقيقية للعدو، ومعادلة جديدة، وفي نفس الوقت هي تدل بكل وضوح على فشلٍ تام لكل الحماة والعملاء، الذين كانوا قد تكفلوا بحماية العدوّ الإسرائيلي، فشل واضح للأمريكي، وللبريطاني، ولحلفاء الأمريكي من الأُورُوبيين، ولعملائه من بعض العرب، الكل فشلوا في حماية العدوّ الإسرائيلي، وفي منع وصول هذا التهديد إلى عمق الكيان، لاستهداف المركز المهم بالنسبة له، في (يافا المحتلّة) المسمَّاة (تل أبيب) من قبل الإسرائيلي.

فالإسرائيلي وجد نفسه في مأزق حقيقي، ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة، ذات تأثير كبير عليه، ووجد فشل واضح من جهة أُولئك الذين كانوا قد تكفلوا بحمايته تجاه جبهات الإسناد الأُخرى، وتجاه أية مخاطر تأتي من أي بلدٍ عربيٍّ مسلم، والإسرائيلي وجد نفسه بكل وضوح أن استمراره في العدوان على غزة، وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، ترتد عليه، كلما استمر في العدوان؛ ارتدت عليه بمخاطرَ إضافية، ومشاكل حقيقية غير مسبوقة، غير مسبوقة وليس آلِفاً لها.

ولذلك اتجه العدوّ الإسرائيلي للعدوان المباشر باتّجاه بلدنا، هذا ليس من واقع قوة، ولا من واقعٍ مريحٍ له، اضطر إلى أن يتجاوز استراتيجيته، التي كان قد اعتمدها في البداية، هو كان يريد أن يتجه بكل ثقله وإمْكَاناته لاستئصال المقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة، ولإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، ويحظى -في نفس الوقت- بحمايةٍ من الأمريكي والبريطاني، ومن العملاء والحلفاء التابعين للأمريكي، بحيث لا يصل إليه أي خطر، ولا أي تهديد، فهو لم ينجح في ذلك، ولم يتأتَّ له ذلك، وصل الخطر، وتجاوز كُـلّ تلك الأسوار لحمايته، كُـلّ تلك التشكيلات التي قدَّمت الإمْكَانات والأموال، وتحَرّكت بكل الأساليب والوسائل؛ مِن أجلِ إسناده وحمايته، فتآكلت قوة الردع، وفشلت كُـلّ تلك التشكيلات التي كان الأمريكي يحيطه بها؛ مِن أجلِ حمايته.

عدوانه الذي نفَّذه، واستهدف به خزانات النفط التي يوفِّر التجار ما يشترونه إليها؛ مِن أجلِ نقله عبر شركة النفط لبيعه للمواطنين، عدوانه ذلك لن يفيده شيئاً، لن يوفر له الردع، ولن يمنع العمليات التي ينفذها الجيش اليمني، إسناداً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، ولن يمنعنا من الاستمرار في المرحلة الخامسة، من التصعيد ضد العدوّ الإسرائيلي، والإسناد للشعب الفلسطيني، مهما فعل العدوّ الإسرائيلي لن يتوفر له الردع أبداً، لن يستطيع أن يحصل على الردع أبداً، انتهى الردع نهائيًّا، ولو كانت الغارات والاعتداءات، واستهداف المنشآت المدنية في بلدنا تؤثِّر على شعبنا العزيز، لكانت أثَّرت عليه الغارات والقصف على مدى ثمان سنوات مُستمرّة، عبر عملاء أمريكا وإسرائيل، بالقنابل الأمريكية، كما هو الحال مع العدوّ الإسرائيلي الآن، في عدوانه المباشر، القنابل الأمريكية التي هي لاستهداف منشآت مدنية ومدنيين في بلدنا، واستهداف أبناء شعبنا، لم تتوقف، كانت دائماً، كان السعوديّ بإشرافٍ أمريكي، وبمشاركة أمريكية، وإسهام إسرائيلي، على مدى ثماني سنوات متتابعة لم تتوقف أبداً من الاستهداف لشعبنا العزيز، فلم يغير خياره، ولا قراره، ولا توجّـهه، المتمسك تمسكاً مبدئياً إيمانياً بالقضية الفلسطينية، والمناصر للشعب الفلسطيني، والحاضر دوماً في الساحات والمواقف في كُـلّ مرحلة، فشعبنا العزيز لن يتأثر أبداً، ولن يتراجع عن موقفه، وعن قراره، وعن خياره نهائيًّا.

شعبنا العزيز قد رفع راية الجهاد في سبيل الله تعالى، بمنطلقٍ إيمانيٍّ صادق؛ لأنه يمن الإيمان، (الإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّة) جسَّدها شعبنا العزيز في التزامه، ومواقفه، وجهاده، وثباته، مواقفه الشجاعة، المبدئية، الصادقة، الواضحة؛ ولذلك لن يمتلك العدوّ الإسرائيلي الردع، ولن يستعيد الردع، تجاه عمليات الإسناد من جانب بلدنا لمناصرة الشعب الفلسطيني.

والنتائج هي ستكون:

  • المزيد من التصعيد والاستهداف للعدو الإسرائيلي.
  • وأيضاً في تطوير الإمْكَانات والقدرات، والتكيُّف مع مستوى التحدي.

مثلما كان الحال عندما بدأ الأمريكي عدوانه المعلن، هو والبريطاني، من 1 رجب في العام المنصرم؛ إنما كانت النتيجة: أن تتطور قدرات قواتنا المسلحة أكثر فأكثر، وأن تزداد العمليات قوةً وفاعليةً أكثر، وتورَّط الأمريكي والبريطاني، كانت النتيجة أنهما تورطا دون تحقيق هدفهما المعلن لعدوانهما، كذلك الحال مع العدوّ الإسرائيلي، دخوله المباشر في العدوان على بلدنا، لن يعيد له الردع؛ وإنما سيساهم أَيْـضاً في تصعيد العمليات ضده أكثر، وفي تطوير القدرات لاستهدافه أكثر، ولمواجهة التحدي أكثر، فالعدوّ الإسرائيلي سيخسر، ويفشل، ويجرُّ على نفسه المزيد من المخاطر، وعلى الإسرائيليين المغتصبين لفلسطين أن يقلقوا أكثر من أي وقتٍ مضى، وأن يخافوا أكثر من أي وقتٍ مضى، وأن يدركوا أنّ قادتهم الحمقى، والعدوانيين المجرمين، يجرُّون عليهم المخاطر أكثر وأكثر، هذه هي النتيجة التي يستفيدها العدوّ الإسرائيلي.

أمَّا نحن وشعبنا العزيز، فنحن سعداء جِـدًّا بالمعركة المباشرة بيننا وبين العدوّ الإسرائيلي؛ لأن العدوّ الإسرائيلي، والأمريكي كذلك، كانت سياستهما في كُـلّ المراحل الماضية: أن يقاتلونا عبر عملائهم، وأن يحاربونا عن طريق عملائهم، وأن يكونوا هم قائمين بدور الإشراف والتوجيه، وتقديم التعليمات، وجني المال والأرباح مقابل مواقفهم العدوانية والإجرامية، فوصول الحال إلى أن تكون المعركة مباشرة، هو فشل كبير جِـدًّا للعملاء، ويتَّضح في بياناتهم مدى حنقهم، وعقدتهم، وغضبهم؛ لأنهم فشلوا، فشلوا، الأمريكي كان يجعل منهم والإسرائيلي كان يجعل منهم أدَاة لمواجهة شعبنا العزيز، والعدوان عليه، ولمحاربة شعبنا وخيانته، فهم لفشلهم الذريع عن إنجاز المهمة التي أوكلت إليهم، اضطر العدوّ أن يتدخَّل بنفسه؛ ولذلك البعض منهم عبَّروا في بياناتهم عن إصرارهم على الاستمرار في القتال ضد الشعب اليمني، وبان وظهر جليًّا في بياناتهم مدى المرارة، والحنق، والشعور بالفشل، إلى درجة أن يضطر الإسرائيلي إلى الدخول مباشرةً في القتال ضد شعبنا العزيز؛ لأنهم فشلوا وأخفقوا جِـدًّا، وهم مفضوحون في هذه المرحلة أكثر من أي وقتٍ مضى، كُـلّ العملاء كيف كان موقفهم والعدوّ الإسرائيلي يعتدي على بلدٍ عربيٍّ مسلم، سواءً الخونة العملاء من هذا البلد، أَو من الإقليم، من الوطن العربي، من المجاورين وغيرهم؟! الموقف الذي يظهر فيه الانحياز للإسرائيلي، والتعبير عن العداء الشديد للشعب اليمني، هو فضيحةٌ كبرى مخزية، مخزية جِـدًّا.

ومن أهم فوائد الأحداث، ونتائجها، هي: التجليات التي تفرز وتكشف الناس على حقيقتهم، اليوم مع دخول العدوّ الإسرائيلي في العدوان المباشر على بلدنا، هي فرصة من أكبر الفرص لمعرفة الآخرين على حقيقتهم، من هو المنافق بكل ما تعنيه الكلمة، الذي يُظهر العداء للشعب اليمني، والحقد عليه، ويُظهِر نفسه متجنِّداً لخدمة الإسرائيلي، حتى وإن كان في بعض البيانات إدانة بطريقة مؤدبة، وفي نفس الوقت يعقبها تعبير عن عداء شديد، وحقد، ونفس المنطق الإسرائيلي، نفس المنطق الإسرائيلي في توصيف الموقف اليمني.

موقفنا كشعبٍ يمني هو موقفٌ واضح، نحن نخوض معركةً مقدَّسة، وليست عبثية، رفعنا راية الجهاد في سبيل الله، ووقفنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم، من يشكك في موقفنا؛ فليقف بمثل موقفنا أَو بأكثر، فليظهر، ليخرج للميدان، ليتحَرّك بمصداقية، بأفعال ومواقف وأعمال، ليستهدف العدوّ الإسرائيلي، لينفِّذ عمليات عسكرية، لكن البعض واضحون في عدائهم الشديد لشعبنا العزيز؛ لسبب وقوفه مع الشعب الفلسطيني، ونفس ترديد المنطق الإسرائيلي في توصيف موقف شعبنا العزيز، هو يكشف مدى العمالة والخيانة والتبعية للعدو الإسرائيلي.

مَنْ الذي يسمِّي موقف شعبنا بأنه مُجَـرّد موقف لإيران، ويتجاهل ما يجري في فلسطين، ويتجاهل الشعب الفلسطيني، ويتجاهل مظلومية الشعب الفلسطيني، ويتجاهل المأساة الكبرى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وكأن الشعب الفلسطيني غير موجود، وكأنه ليس هناك أي قضية تتعلق بفلسطين والشعب الفلسطيني، ويتحدث عن أي موقف مساند للشعب الفلسطيني بأنه إنما هو موقف؛ مِن أجلِ إيران؟ هو الإسرائيلي، هذا منطقه، تصريحات قادته، وسائله الإعلامية، فمن يتكلم بنفس المنطق الإسرائيلي هو عميلٌ لإسرائيل، وهو بهذا يسيء إلى الشعب الفلسطيني، يستهدف الشعب الفلسطيني؛ لأنه يحاول أن يطمس القضية الفلسطينية، بعد أن وصلت إلى مستوى لا يمكن لأحدٍ طمسها مهما فعل، ومهما قال، الإنسان الذي يتحول إلى ببغاء، يردّد المنطق الإسرائيلي، والمنطق الأمريكي، هو مفضوح، ذلك إدانة له، وفضيحةٌ له، وخزيٌ عليه.

أمَّا شعبنا العزيز فهو في الموقف المشرِّف، الموقف الحق، الموقف الذي يرفع الرؤوس الشامخة عليِّة، ويبيِّض الوجوه في الدنيا والآخرة، موقف الجهاد في سبيل الله، النصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي له قضية حقيقية واقعية، ملأت سمع الدنيا وبصرها، وصداها في كُـلّ أرجاء الأرض، لا يمكن لأحدٍ تحوَّل إلى ببغاء للعدو الإسرائيلي، أن يغطِّي على حقيقة كتلك الحقيقة، وقضية بذلك المستوى والأهميّة، قضية شعب مظلوم، ووطن إسلامي عربي محتلّ، ومقدسات مهدّدة ومحتلّة، هل يمكن لأحد أن يشطبها، ويردّد نفس المنطق الإسرائيلي، ويتحول إلى ببغاء إسرائيلي، لصالح العدوّ الإسرائيلي؟! هذا غير ممكنٌ أبداً.

ولذلك نحن سعداء بأنَّ المعركة اليوم مباشرة بيننا وبين العدوّ الإسرائيلي، سعداء منذ بداية معركة الإسناد جِـدًّا بالمواجهة المباشرة بيننا وبين الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وبأنَّ العدوّ الإسرائيلي تورَّط بشكلٍ أكثر، ولم يتمكّن من البقاء على استراتيجيته في الانفراد بالشعب الفلسطيني في غزة، ومجاهديه الأعزاء، يعني: نحن -بفضل الله وتوفيقه ونصره- نجحنا من ضرب الاستراتيجية التي اعتمد عليها العدوّ الإسرائيلي من بداية عدوانه على غزة، هو اليوم مشغول، ومضطر لأن ينشغل بالمعركة هنا وهناك، وأن ينشغل -كذلك- تجاه هذه الأخطار التي تأتيه من هنا وهنا وهناك، لم يبق في وضعٍ آمنٍ يساعده على الانفراد بالشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، دون أن يكون قلقاً ومتكئاً إلى الأمريكي؛ ليكون ظهراً له، وحامياً له، ومعه عملاؤه وحلفاؤه، فشلت هذه الاستراتيجية وانتهت.

فيما يتعلَّق بموقفنا هو موقفٌ ثابت، وبالتعاون بيننا وبين بقية جبهات الإسناد، هناك تعاونٌ وثيقٌ وقويٌّ وجيد، وهناك تنسيقٌ يتطوَّر أكثر فأكثر، وهذا له ثمرته، وله أهميته، وله أثره الكبير على العدو:

  • فيإفشال العدوّ.
  • وفيالضغط على العدوّ.

وهذا المحور هو محور الأقصى، محور القدس، محورٌ يتمحور حول الشعب الفلسطيني، والمقدسات في فلسطين، ومظلومية الشعب الفلسطيني، وجبهته هي لنصرة الشعب الفلسطيني، ومساندته، الاتّجاه الصحيح الذي ينبغي أن تكون عليه كُـلّ الأُمَّــة، والموقف الصحيح الذي ينبغي أن يتَّجه فيه الجميع.

الأمريكي والإسرائيلي يحاولان على الدوام أن يصرفا العرب والمسلمين بشكلٍ تام عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وأن يُغرِقا الجميع في مشاكل أُخرى، تحت عنوين أُخرى، وصراعات أُخرى، وشواغل أُخرى، وأزمات أُخرى؛ بما يصرف الجميع عن أي اهتمام بمساندة الشعب الفلسطيني، ولكن -بتوفيق الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى”- هناك من أبناء الأُمَّــة، من أبناء الإسلام والمسلمين، من اتَّجهوا اتّجاهاً جاداً بالرغم من كُـلّ المحاربة، وكل المؤامرات، وكل أشكال الاستهداف، تحت كُـلّ العناوين، لكن فشلت كُـلّ المحاولات، وأصبح هناك جبهة حاضرة، فاعلة، قوية، لمناصرة الشعب الفلسطيني، بكل شيء: بالقتال، وبالمال، وبالإعلام… بكل شيء، وهذا شيءٌ واضحٌ في واقع الأُمَّــة، مهما اشتغلت قوى النفاق، والتشكيلات الموالية لأمريكا وإسرائيل، ممن يقدِّمون أنفسهم من العرب، لكنهم في واقع الحال موالون لأمريكا، وموالون لإسرائيل، وكل شيءٍ يشهد عليهم: مواقفهم، كلامهم، أفعالهم، توجّـهاتهم، سياساتهم… كُـلّ أعمالهم تكشفهم.

فيما يتعلَّق بالعدوان الإسرائيلي، هناك تنسيق قوي بيننا وبين الإخوة في كُـلّ جبهات الإسناد، وهذا التعاون، وهذا التنسيق مفيدٌ جِـدًّا في خدمة القضية الفلسطينية، وفي تعزيز الموقف العام ضد العدوّ الإسرائيلي.

وهناك أَيْـضاً مواقف مشرِّفة، وبيانات صدرت من جهات: بعضها رسمية في العالم الإسلامي والوطن العربي، وبعضها من جهات شعبيّة، بعضها من أحزاب، بعضها من تشكيلات ثقافية، بعضها من شخصيات علمائية، في مقدِّمتها: البيان الرائع الذي أصدره مفتي سلطنة عمان حفظه الله ووفقه، وهو بيان مميَّز، ترى فيه المنطق الصحيح، المنطق المتضامن مع الشعب اليمني، الذي يمثل نموذجاً، يمكن للآخرين أن يستفيدوا منه، ولا سيما في أوساط علماء الدين، الذين ينبغي أن تكون كلمتهم، وأن يكون صوتهم، وأن يكون موقفهم ضد العدوّ الإسرائيلي، مع شعوب أمتهم، فهناك بيانات، وهناك مواقف مشرِّفة صدرت من عدة جهات رسمية وشعبيّة في العالم العربي والإسلامي، ونحن نتوجّـه إليهم بالشكر والتقدير.

الموقف الصحيح والطبيعي لكل أبناء الأُمَّــة، هو: في إدانة عدوان العدوّ الإسرائيلي، والوقوف الصادق مع غزة، ومساندة أي موقف مساند لغزة، أي موقف مساند لغزة هو موقف مشرِّف، ينبغي أن يحظى بالتقدير والمساندة؛ لأنه يستهدف، أعداء هذه الأُمَّــة، عملاء أمريكا وإسرائيل، كُـلّ شغلهم هو العداء لمن يعادي إسرائيل، والمحاربة لمن يحارب العدوّ الإسرائيلي، إعلامهم دائماً يتوجّـه ضده، إساءَاتهم، تشكيكهم، حربهم الدعائية، بموجهات أمريكية وإسرائيلية وبريطانية، تأتي الموجهات من هناك، وهم يتحَرّكون وفق ذلك.

بالنسبة للموقف الشعبي، والتفاعل الشعبي في الشعوب العربية والإسلامية، فهو واضح في تعاطفه مع الشعب اليمني، وفي -كذلك- تعاطفه مع الشعب الفلسطيني، الوجدان العام لكل الأحرار، لكل الناس الطبيعيين، الذين لم يتحوَّلوا إلى منافقين من أبناء الأُمَّــة، هو متعاطف مع الشعب الفلسطيني، ومتعاطف مع الشعب اليمني، متعاطف مع كُـلّ شعبٍ يُعتَدى عليه من قِبَل العدوّ الإسرائيلي، ومن قِبَل الأمريكي أَو البريطاني، وهو الشيء الصحيح والشيء الطبيعي، وكان واضحًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام، كيف مستوى التعاطف والتضامن الشعبي من جهة الشعوب العربية مع شعبنا العزيز تجاه العدوان الإسرائيلي.

على كُـلّ حال، أنا أتوجّـه إلى شعبنا العزيز، وهو شعبٌ مجاهد، ومضحٍ، وثابت، وشجاع، وانتماؤه للإيمان ارتقى به إلى مستوى مواجهة التحديات، أنا أشعر وأعرف هذا الشعب العزيز، هو شعبي، أنا أعرفه جيِّدًا، هو سعيد بأنه في مواجهة مباشرة ضد العدوّ الإسرائيلي، وهو شعبٌ ثابتٌ، شجاعٌ، يستند إلى إيمانه بالله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى”، واعتماده على الله، وتوكله على الله.

ونحن في هذه المعركة أقوى من أي مرحلة مضت، والقدرات تتطور باستمرار لمواجهة التحديات بأيِّ مستوى كانت، والعدوّ الإسرائيلي هو الفاشل، والخاسر، لن يستعيد الردع أبداً، وعملياتنا مُستمرّة، بما يرضي الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى”، ويرضي شعبنا العزيز، ويدخل الفرح والسرور إلى قلوب الشعب الفلسطيني المظلوم.

ثم أؤكّـد على الاطمئنان، لا قلق، لا قلق نهائيًّا، نحن نخوض هذه المعركة باعتمادنا على الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى”، وثقتنا به، هذا الشعب العزيز هو شعبٌ مجاهد، ليست هذه الأحداث جديدةً عليه، ولا غريبةً عليه، اكتسب من كُـلّ المراحل الماضية وهو يؤدِّي واجبه الجهادي في سبيل الله تعالى، اكتسب القدرة، الخبرة، اعتاد على الظروف الصعبة، على المعاناة، ومع ذلك حتى المعاناة -إن شاء الله- لن تكون بأكثر مما قد كانت، الشعب اليمني متمرس، وواثقٌ بالله، ومعتمدٌ على الله، القدرات في هذه المرحلة أكثر من أي وقتٍ مضى، وأفقها واسع، نحو ما هو أكثر نكايةً بالعدوّ، وأكثر نجاحاً في تجاوز تقنياته وإمْكَاناته في الاعتراض وفي التشويش… وفي غير ذلك، وبما هو أكثر تأثيراً على العدوّ، في جلب الخطر عليه، والتنكيل به بإذن الله تعالى.

ثم كذلك نحن نتوجّـه كذلك للحث والتأكيد على أبناء أمتنا الإسلامية، في أن يدركوا أنَّ هذه المرحلة هي مهمةٌ جِـدًّا، هذه المواجهة الساخنة مع العدوّ الإسرائيلي، والتي في مقدِّمتها وطليعتها: الشعب الفلسطيني المظلوم، المعتدى عليه، ومجاهدوه الأعزاء، الذين هم في قلب المعركة، وقدَّموا نموذجاً رائعاً وعظيماً ومميزاً في الثبات، والاستبسال، ويحظون برعايةٍ من الله، وتأييدٍ من الله، ونصرٍ من الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى”، هذه المرحلة مهمة، وفيها بشائر كبيرة للنصر الموعود، والفتح الموعود، ومؤشرات واضحة على أنَّ العدوّ الإسرائيلي يتَّجه نحو الانهيار، ونحو الزوال، أصبح مساره مساراً بدلاً عن أن يكون متصاعداً إلى أن يكون أكثر قوةً، وأكثر استقراراً، اتَّجه نحو العكس: مسار عكسي للانهيار، نحو الانهيار، نحو التراجع، نحو تآكل الردع، نحو الفشل، وحالة الهجرة المعاكسة، والتأثيرات الكبيرة لهذه المعركة على العدوّ من الداخل حالة واضحة، يعترف بها قادته، ويعترف بها خبراؤه، وهم يعيشون في هذه المرحلة ما يعبِّرون عنه بالتهديد الوجودي، وهو كذلك إن شاء الله.

نَسْأَلُ اللَّهَ “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنصُرنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com