عملياتُ اليمن وفشلُ استراتيجيات العدوّ الصهيوني
عبد العزيز أبو طالب
استراتيجيةُ الانفراد بالحركات المقاومة والشعوب والدول العربية كانت استراتيجيةَ العدوّ الصهيوني في قهر الشعوب وفرض سيطرته وهيمنته عليها فكلما استهدف حركةً أَو شعباً يوحي إلى البقية أنكم لستُم في دائرة الاستهداف، وبذلك استطاع خلال العقود السابقة تحجيم القضية الفلسطينية من قضية إنسانية إلى إسلامية إلى عربية إلى فلسطينية وأخيرًا إلى قضية صراع مع حركة حماس أَو الجهاد.
لطالما راهن العدوّ على نجاح هذه الاستراتيجية في تحقيق اختراقات وانتصارات أثناء الصراع، مستخدماً وسائل الإعلام والوسائل الدبلوماسية وتوظيف الحكومات الغربية والإدارات الأمريكية وحتى المؤسّسات والهيئات الأممية لفرض تلك الاستراتيجية، ساعد على نجاحها بشكل كبير قصور الوعي العربي وحالة الانقسام والهزيمة النفسية التي يعمل العدوّ على تعزيزها واستمرارها من جيل إلى جيل.
مع اندلاع العدوان الصهيوني على غزة وانخراط اليمن في الجهاد مع الشعب الفلسطيني المظلوم، استطاعت الجبهة اليمنية أن تسقط “استراتيجية الانفراد”، فمع انخراط اليمن إلى جانب أعضاء محور الجهاد والمقاومة من لبنان والعراق، إضافة إلى الفصائل الفلسطينية المقاومة، شكَّلَ ذلك إفشالاً كَبيراً وقاطعاً للأمل في تفكيك هذا المحور الجهادي؛ لذلك أكّـد السيد القائد وكرّر في خطابه يوم الأحد، 15 محرم 1446هـ وهو اليوم التالي للعدوان الصهيوني على مخازن النفط في الحديدة على عدم نجاح المحاولات التي تسعى لثني اليمن عن مواقفه المساندة مهما كان الثمن أَو التبعات، مُشيراً إلى ثقته بالشعب اليمني العظيم المجاهد المعتاد على البذل والتضحية، وأن ما حدث لم يكن جديدًا عليه فهو في عدوان مُستمرّ على مدى ثماني سنوات من التحالف السعوديّ الأمريكي، وما تلك الهجمات إلا نفس الهجمات والسلاح نفس السلاح وهو سلاح القتل الأمريكي، وعلى النقيض من ذلك الموقف المتماسك لمحور الجهاد والمقاومة يعيش العدوّ الصهيوني اليوم حالة الانشغال في أكثر من جبهة مع فشل حماته وداعميه.
لا يخلو أي خطاب للسيد القائد من الإشادة بصمود الفصائل المجاهدة ومدى التنسيق المُستمرّ والمتصاعد معها إلى حَــدِّ قبول مقترح الفلسطينيين في تسمية الطائرة الحديثة بـ “يافا”، كما اعتاد السيد القائد التعريج على جبهة لبنان المساندة وتسليط الضوء على أهميتها وتأثيرها ويمتدح قائدها ومجاهديها، كما يشيد السيد القائد بالمقاومة العراقية والعمليات المشتركة مع اليمن التي تضاعف من التأثير على الكيان وتخلق لديه اليأس في أن يستمر في تلك الاستراتيجية المدمّـرة.
كما أنه يدرك أهميّة التماسك والصمود في وجه الإغراءات والتهديدات التي تُمارَسُ على أركان محور الجهاد والمقاومة، كُلٌّ على حدة، كما هي استراتيجيتهم المعهودة، ولكن الرد الأنسب على كُـلّ هذه المحاولات اليائسة هو قول السيد القائد: “ذلك عين المستحيل”.