تولّيك أيها القائد أشرفُ من مناصب الدنيا

عبدالله الأشول

امضِ بنا يا ابن بدر الدين فنحن جندك ونحن جيوشك المتسلحة بالوعي والإيمان.

فو الله لو أمرتنا أن نخوض البحر لخُضناه ما تخلف منا رجل واحد!

فلك التفويض المطلق بولايتك علينا، والله ما رأينا في هذا الزمان أصدق منك حديثاً ولا أشجع منك صموداً في وجه الطغاة والجبابرة بكل أباء وشموخ، في زمن بلغ الكفر ذروته وبلغ النفاق خطورته.

فو الله ما يريبنا شك ولا أمر ولا منصب عن ولايتك فأنت الجدير في إرضاء الله أن نتولاك.

فمنك نستمد الإباء والعزة، ومنك تعلمنا القيادة ومنك تعلمنا أن الدنيا لا تساوي قيد أنملة.

ومن جدك الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- حين قال: “والله إن إمرتكم هذه لا تساوي عندي شراكَ نعلي إلا أن أقيم حقاً وأبطل باطلاً” فمن تلك المدرسة تعلمنا.

فلا تؤثر شيعة المضلين في تشكيل الحكومة فأنت أدرى ما يصلح بها أمر العباد وما يستقيم بها حال البلاد.

مهما سعى الأعداء أن يعرقلوا ذلك فلا يجدي نفعاً، فنقول لأُولئك المرجفين إنكم واهمون في تزييف الدعاية الكاذبة فَــإنَّ الشعب قد وعى وتثقف بثقافة القرآن.

ومنهجيتنا امتداد من منهجية الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- لا يبيعون دينهم لأجل دنياهم.

ثقافتنا أن المنصب هو تكليف وليس تشريفًا، ليس للتعالي وإنما حمل همّ الأُمَّــة.

ثقافتنا أن سيد القوم خادمهم؛ أي من هو متولٍّ على شيء فهو يحمل هَمَّ خدمة الأُمَّــة التي هو والٍ عليها.

وكما قال سيدي ومولاي عبد الملك بدرالدين الحوثي حين قال: اللهم وفقني أن أكون خادماً لهذا الشعب، يجعلها قربة إلى الله سبحانه وتعالى.

فمن تلك الثقافة أستمدينا الإباء، والعزة، والكرامة، ومن تلك المدرسة أستمدينا أن المنصب مسؤولية أمام الله تجاه خدمة الأُمَّــة وإقامة دين الله في أرضه.

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرض أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.

في تلك المنهجية الربانية تلك الروحية الجهادية أن يكون همك هو خدمة الأُمَّــة وإقامة القسط.

ومن تلك المدرسة أُولئك الشهداء العظماء.

ومن تلك المدرسة أنها تضحية وتفانٍ في دين الله وفي طليعة الشهداء، الشهيد القائد سيدي حسين بن بدرالدين الحوثي.

ومن تلك المدرسة التي خريجها الشهيد الرئيس صالح الصماد، وفي مقولته التي تعبر على أن المنصب لا يساوي شيئًا، إذ قال: “إن مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا وما فيها”.

وكذلك حين قال فليست دماؤنا أغلى من دمائكم ولا جراحنا أغلى من جراحكم.

إن تلك المدرسة التي تعلمنا منها هي مدرسة آل البيت عليهم السلام.

فنقول للأعداء من يسعى إلى تأجيج الوضع بشأن التغييرات الجذرية فأنتم واهمون في ذلك فأنتم واهمون فالشعب استقوا ثقافتهم من القرآن الكريم ومن أعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام.

وهناك الكثير من النماذج الراقية التي قدمتها تلك المدرسة، ثقافة التضحية في نصرة المستضعفين وحمل المسؤولية التي أوكلت إليهم للدفاع عن الأُمَّــة الإسلامية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com