رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام لقناة “الجزيرة”: كل الأهداف متاحة داخل كيان العدوّ ولا خطوط حمراء لأية منطقة أو منشأة إسرائيلية
المسيرة- صنعاء
أكّـد رئيسُ الوفد الوطني، محمد عبد السلام، أن “العدوان الإسرائيلي على اليمن غيَّر المعادلة، وأن الحرب أصبحت مفتوحة، ولم تعد منضبطة ولا ملتزمة بأية قوانين، أَو اعتبارات أُخرى، حتى لو توقفت المعركة في غزة“.
وَأَضَـافَ أن “المعركة دخلت مساراً آخر غير المسار القائم، وأن طبيعة ومستوى الرد، ستحدّده طبيعة المعركة، وظروفها، سواء من حَيثُ الكم والأهداف”، مؤكّـداً أنه “لا يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة أَو منشأة عليها خط أحمر، وستصبح كُـلّ الأهداف متاحة وممكنة، وممكن الوصول إليها”.
وأشَارَ عبد السلام إلى أن “العدوان الإسرائيلي على اليمن الذي جاء لتغيير الصورة المهزومة في عدوانه الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، فتح حرباً مفتوحة ستبقى قائمةً ومُستمرّة، حتى يأخذ الشعب اليمني بدوره في معاقبة العدوّ، والرد على اعتدائه الإجرامي”.
وتابع أن “العدوّ الإسرائيلي يحاول أن يوسّع من دائرة الصراع، وقد تجاوز دوائر الاشتباك المعروفة، وأن الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني في معركة تهم الأُمَّــة بشكل كامل؛ ولذلك اليوم اليمن سيدخل بشكل مباشر في الرد على العدوان الإسرائيلي، وستكون الحرب ليس تحت العنوان المساندة فقط، بل سيستمر أَيْـضاً الاستهداف للعمق الإسرائيلي، وبشتى أنواع الوسائل الممكنة التي تصل إليها قدرات الجيش اليمني”.
ورداً على تساؤل: ما هي حسابات التصعيد لديكم في هذه المواجهة؟ وما يمكن أن تصل إليه؟ قال عبد السلام: “إن حسابات التصعيد أصبحت معروفة؛ فالإسرائيلي عندما استهدف منشآت مدنية بحتة، كمؤسّسة كهرباء، واستهدف خزانات وقود، واستهدف ميناء يخدم عشرات الملايين من أبناء الشعب اليمني، هو بذلك نزل للمعركة اللاأخلاقية التي تعبر عن الصورة المعروفة للإسرائيلي، وقتله للأبرياء”.
وواصل: “القوات المسلحة اليمنية تقول بشكل مُستمرّ إن تلك المناطق في عمق العدوّ لم تعد آمنة، وإن عليهم أن يتوقعوا الرد في كُـلّ لحظة وفي كُـلّ وقت، وفتح المعركة مع الشعب اليمني لن يكون بالأمر السهل، ولا بالأمر البسيط، ولن نلتزم بقواعد اشتباك معينة، ولن تكون القضية مرتبطة بغزة، سواءً توقف العدوان في غزة، أَو لم يتوقف، لافتاً إلى أن المعركة أصبحت مع الإسرائيلي مفتوحة، ولفترة طويلة ولمستويات بعيدة جِـدًّا، وشعبنا اليمني لديه نَفَسٌ طويل، وقضية، ولن نقبل أن تكون قضية الردع الإسرائيلي مشترطة مهما كان الأمر”.
مسارٌ آخر:
وعن حدود المواجهة التي لم تعد كما كانت حدودها في السابق، يبين عبد السلام أن “المواجهة أصبحت مفتوحة وبلا حدود، وطويلة الأمد مع استمرار المساندة الكاملة، وفق معادلة الاشتباك الموجودة والقصف إلى العمق”، مؤكّـداً أن “العدوان على اليمن سيغير المعادلة؛ فالحرب اليوم أصبحت مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، ولم تعد منضبطة ولا ملتزمة بأية قوانين أَو اعتبارات أُخرى حتى لو توقفت المعركة في غزة، وأن العدوان على اليمن سيدخل مساراً آخر غير المسار القائم اليوم”.
وبخصوص التهديدات الأمريكية، أوضح عبد السلام أنها أصبحت موجودة وليست محتملة؛ فالأمريكي شن العدوان على اليمن، وصنَّف الكثير من أبناء اليمن بالإرهاب، وتمت العملية السياسية، وقتل اليمنيين بكل ما لديه، وُصُـولاً إلى الحرب الاقتصادية، وإغلاق مطار صنعاء”، متسائلاً: “ما هو الذي يمكن أن نخشاه؟”.
وزاد قائلاً: “مارسوا كُـلّ أنواع القتل ومارسوا كُـلّ أنواع التمكين ومارسوا كُـلّ أنواع الحصار، ولذلك نحن لا نعتقد أن هناك معادلةً جديدةً دخلت على الساحة اليوم إلَّا ما ستنعكس عليهم هم، أما نحن فموقفنا واضح وموقفنا عادل ونحن نتحَرّك في قضية عادلة، وما قمنا من مساندة للشعب الفلسطيني نعتبر أنه واجب”.
وأكّـد أن “الشعب اليمني جاهز وقادر اليوم بإذن الله لتحمل كافة التبعات، واليمن الذي كان لفترة تسع سنوات من الحرب وتسعة أشهر في مساندة الشعب الفلسطيني، استطاع أن يضاعف من قدراته، ويجعل منها حالة تصاعدية لأسباب كثيرة، منها عدالة القضية، ومنها الصمود الشعبي، ومنها الالتفاف الشعبي اليمني الكبير والعربي والإسلامي، الذي وقف حول اليمن في معركته العادلة ضد الكيان الصهيوني”.
لم يعد هناك شيء آمن:
وعن طبيعة الرد الذي يمكن أن يتم يتوقعه قال عبد السلام: “نحن نعتقد أن طريقة الرد وطبيعة الرد ومستوى هذا الرد وتوجيه هذا الرد ستحدّده طبيعة المعركة وظروفها سواء الكم، أَو من حَيثُ القدرات، أَو من حَيثُ الأهداف، ولكن لم يعد هناك شيء آمن بعد أن استهدفوا المقومات المدنية الرئيسية الأَسَاسية في اليمن، وَلم يعد هناك شيء سيصبح آمناً في “إسرائيل”، ولا يمكن أن تكون هناك منشأة عليها خط أحمر، وستصبح كُـلّ الأهداف متاحة وممكنة، وممكن الوصول إليها، مع تحذيرنا هنا وتوضيحنا لجميع الموجودين في تلك المناطق أن يدركوا أن هذه أصبحت أهدافاً، حتى لا يستهدف أَيْـضاً مدنيين، نحن لسنا كالإسرائيليين يأتون ويرتكبون المجازر، بل نحن نعلن أن عملياتنا واضحة، ونعلن للسفن أن تلتف، نحن نعلن أن “يافا” تل أبيب منطقة غير آمنة، ونحن نعلن أن إيلات “أم الرشراش” منطقة غير آمنة، لمن يبتعد عن هذه المواقع، حتى يتسنى للجيش اليمني أن يختار التوثيق والمكان والآلية والقدرة التي يستطيع الوصول إليها”.
وعن المناطق التي يجب على المدنيين الابتعاد عنها، قال عبد السلام: “كُـلّ المنشآت الحساسة في مختلف مستوياتها وأدوارها وبمستوى الآثار الناجمة عنها يجب أن يبتعد عنها المدنيون، وكذلك المناطق ذات التأثير الاقتصادي والبعد العسكري أَيْـضاً، وكلّ ما له علاقة بالكيان الإسرائيلي، ويدعم العدوان القائم على غزة والقائم على اليمن والقائم على المنطقة، عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا، سيكون له تأثير مباشر بالنسبة للرد”.
وعن مدى تحقيق أهداف العمليات العسكرية اليمنية الاستراتيجية، أوضح عبد السلام: “الهدف الأَسَاسي بالنسبة لنا هو الحماية والدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم الذي تتفرج عليه الكثير من الأنظمة الموجودة في المنطقة، الذي لا يستمع إلى صرخات الأطفال ولا يتعامل أَو يتفاعل بالحد المطلوب”، منوِّهًا إلى أن “هذه القضية العادلة، نحن نعتقد أن الهدف الأَسَاسي الذي يتحقّق هو أن الشعب اليمني وقف وقفة أمام الله سبحانه وتعالى، أَو أمام المظلومين والمستضعفين من أبناء فلسطين، ثم تصالح مع ضميره وتصالح مع نفسه، وكان صادقاً مع دعواه وانتمائه العربي الإسلامي الأخلاقي، واليوم الشعب اليمني هو يفتخر بهذه المواجهة، وهو يخرج بالملايين كُـلّ أسبوع، ولسنا في حالة من الندم، أَو في حالة من القصور، أَو في حالة من الخضوع، أَو أننا سنتراجع أمام حرائق تأتي هنا أَو هناك، بالعكس هذه الحرائق ستلهب كُـلّ اليمنيين، لأن يتحَرّكوا بعنفوان، لمواجهة الغطرسة الأمريكية، بل سيجعل العدوان الإسرائيلي المباشر على اليمن أن يثبت عن دور اليمن الهائل والمؤثر والحقيقي والجاد، في مواجهة الكيان الإسرائيلي، والجاد في مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وعن الإمْكَانيات العسكرية، وغير العسكرية في الاستمرار في المواجهة لحرب طويلة الأمد، يؤكّـد عبد السلام أن “لدى اليمن القيادة والإرادَة، والعقيدة الأخلاقية والإيمَـانية والإنسانية، كما لديه من الإمْكَانات العسكرية، وهو يعمل بشكل دؤوب في التطوير العسكري وفي التسليح، وفي التطوير، وفي كُـلّ مجالات الاستمرار في هذه المعركة الطويلة؛ فهناك إرادَة، وهناك قيادة، وهناك جيش، وهناك شعب، وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى، وبالتطوير، والاستمرار سننتصر بإذن الله تعالى.