الإعلامُ العبري يقرُّ بعدم جدوى العدوان على الحديدة: “لدينا جبهةٌ مع عدو عنيد”
المسيرة | خاص:
أقرَّت وسائلُ الإعلامِ العبريةُ بأنَّ الاعتداءَ الاستعراضيَّ الذي شَنَّه جيشُ العدوِّ الصهيوني على خزاناتِ الوقودِ في محافظةِ الحديدة ليس له تأثيرٌ حقيقيٌّ على مسار المواجهة، بل إنه سيرفع وتيرة العمليات اليمنية ضد كيان الاحتلال؛ وهو ما يؤكّـد صحةَ قراءة القيادة اليمنية للعدوان ولحقيقة المأزِق الذي يعيشُه العدوّ؛ الأمر الذي يعني أن زِمامَ المواجهة بيد القوات المسلحة اليمنية.
ونشر موقعُ القناة العبرية الثانية عشرة تقريرًا، أكّـد فيه أن “الهجومَ الإسرائيلي في اليمن لن يردع الحوثيين، بل على العكس” بحسب تعبيره، وقال: إن “لدى إسرائيل الآن جبهة مع عدو بعيد ولكن عنيد، يُظهِرُ استعدادًا لمحاربة الأمريكيين في المجال البحري في نفس الوقت، وكذلك في المملكة العربية السعوديّة المجاورة”.
وَأَضَـافَ التقرير أن “الهدف الذي يسعى اليمنيون لتحقيقه هو إضافة طبقة أُخرى إلى الحصار البحري الذي تمكّنوا من فرضه على إيلات، ويتمثل ذلك في تعطيل الإبحار إلى إسرائيل على طرق شرق البحر الأبيض المتوسط”.
واعتبر التقرير أن “الطائرة بدون طيار التي انطلقت إلى تل أبيب واستهدفت محيط سفارة الولايات المتحدة، تشير إلى القدرة التي طورها اليمنيون لمضايقة إسرائيل في قطاع البحر الأبيض المتوسط”.
وأكّـد أنه “على الرغم من الأضرار التي لحقت بمحطة توليد الكهرباء وخزانات النفط في ميناء الحديدة، فمن غير المتوقع في هذه المرحلة أن يتراجع الحوثيون خطوةً إلى الوراء، بل على العكس من ذلك، فقد سارع المتحدث باسم جيشهم، يحيى سريع، إلى الإعلان عن استعدادهم لحرب طويلة وعمليات انتقامية محدّدة الأهداف” حسب وصف التقرير.
وذكر التقرير أن “القيادة المركزية الأمريكية أوضحت لإدارة بايدن سابقًا أن استراتيجيتها الحالية غير قادرة على ردع الحوثيين” في إشارة إلى ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قبل أَيَّـام، بخصوص رسالة بعثها قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل كوريلا، إلى وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن، أكّـد فيها أن عملية ما يسمى “حارس الازدهار” فشلت في ردع القوات المسلحة.
وكان معهد دراسات الأمن القومي “الإسرائيلي” قد أكّـد في تقرير نشره، الأحد، أن الغارات على الحديدة لن توقف الضربات اليمنية على كيان العدوّ الصهيوني بل ستزيد وتيرتها، وأوضح أنه بدون وقف الحرب في غزة فَــإنَّ العمليات اليمنية لن تتوقف، مؤكّـداً أن “إسرائيل” لا تمتلك حلولًا عسكرية للتعامل مع التهديد اليمني.
وتؤكّـد هذه الاعترافات صحة قراءة القيادة اليمنية للعدوان الصهيوني على الحديدة، حَيثُ أكّـد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن ذلك العدوان جاء من واقع أزمة يعيشها العدوّ فيما يتعلق بالجبهة اليمنية التي كان قد أوكل مهمة التعامل معها لشركائه الأمريكيين والأُورُوبيين والإقليميين، مُشيراً إلى أن عملية “يافا” أجبرته على التخلّي عن تلك الاستراتيجية التي كان قد اعتمد عليها.
ويعني ذلك أن زمام المواجهة لا يزال بيد القوات المسلحة، وهو ما تؤكّـده بوضوح إجراءات الطوارئ الواسعة التي اتخذها العدوّ في جبهته الداخلية خلال اليومين الماضيين؛ تحسُّبًا لضربات يمنية كبيرة، حَيثُ يترجم ذلك الاستنفار قلقًا كَبيراً وإدراكًا لحقيقة أن الخطرَ اليمني لا يمكنُ احتواؤه أَو الحد منه، كما يترجم إدراكًا صهيونيًّا لحقيقة فشل كُـلّ الإجراءات الدفاعية والأحزمة الحمائية التي كان يعول عليها في إبقاء الخطر اليمني بعيدًا عن عمقه.
وفي هذا السياق أَيْـضاً نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية عن مسؤولين في جيش العدوّ قولهم: إن “الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليست محكمة” محذرين من أنه “من المرجح أن يكون هناك المزيد من الهجمات الناجحة بطائرات بدون طيار على البلاد”.
وأقر موقع القناة العبرية الثانية عشرة بأن صنعاء قد “أنشأت خط إنتاج محلي للصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة المتقدمة لضرب أهداف في إسرائيل بشكل فعال”.