أمريكا و”إسرائيل”.. سياسةٌ حمقى وتخبُّطٌ أعمى
عبدالسلام عبدالله الطالبي
في الوقت الذي أصبحت الغالبيةُ الكبرى من أحرار شعوب الأُمَّــة منزعجين بشدة من التوجّـه الأمريكي والإسرائيلي الأرعن المتمثل في سياستهم الحمقى وتخبطهم الأعمى في تعاملهم مع الشعوب بشكل عام، وعدوانهم الهمجي الغاشم والظالم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، على وجه الخصوص.
يقابل ذلك الارتياح الواسع بين أوساط أحرار الأُمَّــة للموقف اليمني المشرف في وقفته الإنسانية والمتضامنة بكل بسالة وإقدام مع هذه المظلومية التي لا يمكن السكوت عليها والتراجع عن مناصرتها.
حيثُ أعطى الموقفُ اليمني لليمنيين ولقائدهم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- مكانةً عالية وسُمعةً طيبة، أصبح اليمن من خلال ذلك محط فخر وإعجاب ويشار لموقفه الشجاع بالبنان إزاء ما قد وفق الله رجاله البواسل إليه من ضربات مسددة أعاقت حركة السفن التجارية الداعمة والمساندة للعدو الإسرائيلي، ولقنتهم دروساً لا سابق لها في عصرنا الحالي مع فشل ذريع وخيبة واضحة.
كلّ تلك العمليات بفضل الله أسهمت في كسر هيبة الأمريكي الذي بدا عاجزاً وهزيلاً في مشهد المواجهة؛ فبدلاً عن أن يسعى الأمريكي والإسرائيلي لتفادي حالة السخط عليه مقارنة مع ما قد اقترفه من جرائم بشعة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة.
هَـا هو اليوم يتخبط في سياسته ليجازف بنفسه ويزيد من إحراق سمعته، حَيثُ سعى العدوّ الإسرائيلي واضعاً نفسه في الصورة لشن هجمات عدوانية بطائراته على مجموعة من المصالح الخدمية في محافظة الحديدة، متجاهلاً أنه بموقفه هذا إنما أضاف إلى اليمن هيبة فوق هيبته، أثبت بل وأكّـد للعالم من خلاله بأنه منزعج كَثيراً من اليمن ومن موقف اليمن، ليسمع العالم أجمع بأنه ليس هناك من يقف عائقاً في طريقنا سوى اليمن فهو الشعب الوحيد الذي برز لمواجهتنا وكان سبباً في كسر هيبتنا وإفشال مخططاتنا.
نعم إن حضور اليمن بهكذا قوة وصلابة ورباطة جاش أعاق العدوّ الأمريكي والإسرائيلي دونما تمرير مكائدهم ومخطّطاتهم، وأسدل رداء الخزي والعار على كُـلّ عربي وإسلامي متصهين رضي لنفسه بالصمت والذل والخنوع والقبول بما يملي عليه الأمريكي خدمة للإسرائيلي الغاصب والمحتلّ، الذي يستحال بقائه في الأراضي الفلسطينية مهما ترتب على ذلك من تضحيات.
فطلعاتكم الجوية على المصالح الخدمية في بلادنا والخطاب هنا لكل من تعاون وساهم وساند ودعم لن تثنينا عن موقفنا الذي ولجنا فيه من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله والخوف من بطشه وعذابه في حال لزمنا الصمت وقبلنا به كما قبل به غيرنا، وهذا غير وارد في قاموس يمن الإيمان والحكمة.
إنكم بغاراتكم العدوانية على محافظة الحديدة والتي سقط على إثرها قرابة المِئة ما بين شهيد وجريح قد أكّـدتم لنا سلامة موقفنا، وأننا والحمد لله نتجه في الاتّجاه الصحيح بمناصرتنا وخروجنا الشعبي المتنامي وَالمهيب من جمعة إلى أُخرى وحضورنا في مشهد المواجهة وذلك لم يزدنا إلا إيماناً وتسليماً (هذا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)، وأنتم بعدوانكم خدمتم موقفنا وشددتم من بأسنا بل وأوقدتم في نفوسنا مزيداً من الحماس وأسهمتم في زيادة ضراوة المعركة (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
وختامًا نقولها بمليء أفواهنا:
اصنع ما شئت فلن نركع
إلا لله الجبار
وعلى عرش الظلم تربع
فلنا الجنة ولك النار
جند وابطش واخفض وارفع
وزع حقدك في أدوار
لن نسمح للباطل يركع
ويدنس أرض الأطهار
والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.