22 يوليو خلال 9 أعوام.. شهداءُ وجرحى وتدميرٌ ممنهج للبنى التحتية ومنازل المواطنين والممتلكات العامة والخَاصَّة بصعدة وذمار
المسيرة: منصور البكالي
في مثل هذا اليوم 22 يوليو تموز خلال عامي 2015م، و2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل المواطنين، وممتلكاتهم وسيارات نقل الغذاء، ومشاريع المياه والمساجد والمنشآت التعليمية والرياضية، بعشرات الغارات المدمّـرة على محافظتَي صعدة وذمار.
أسفرت غارات العدوان عن 8 شهداء و4 جرحى من بينهم نساء، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأهالي والمسافرين، ومنع حركة التنقل وحرمان المواطنين من المياه والغذاء والمساكن، ومضاعفة معاناتهم، واستهداف قدسية القرآن الكريم ودور العبادة.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
22 يوليو 2015.. 12 شهيداً وجريحاً في استهداف العدوان منازل وممتلكات المواطنين والبنى التحتية بصعدة:
في مثل هذا اليوم 22 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران الأباتشي التابع للعدوان السعوديّ الأمريكي سيارات المواطنين المحملة بالمواد الغذائية بمنطقة مثلث شدا في محافظة صعدة بسلسلة من الغارات.
أسفرت عن 7 شهداء وجريحين وتدمير وإحراق عدد من السيارات والمواد الغذائية، وحالة من الخوف الرعب في نفوس أهالي المناطق المجاورة والمارِّين في الطرقات وعابري السبيل، وزيادة معاناة المواطنين ومنعهم عن الحركة في المناطق والقرى والمديريات الحدودية.
مشاهد الأجساد متفحمة على بقايا حديد السيارات المحترقة على الطريق العام، وبجوارها أشلاء متناثرة وأجساد ممزقة، ودماء مسفوكة ومختلطة بالقمح والسكر والأرز والطماطم والبطاطا وصنوف أُخرى كانت النيران منها تشتعل، وأعمدة الدخان تتصاعد، وأنين الجرحى من حولها تطعن القلوب وتأسرها، كما هي مشاهد التوحش والإجرام تفقد الأمل بالعيش على أرض اليمن، وجريمة تهز وجدان الضمير العالمي، وتوقظه من سباته.
يؤكّـد الخبراء العسكريون أن العدوان استخدم صواريخ حرارية عبر طيران الأباتشي التي رصدت ولاحقت حركة سير سيارات المواطنين المتنوعة، من كانوا على متن الصالون، تفحمت أجسادهم، ومن كانوا على متن السيارة الشاص ذات الدفع الرباعي، ظهرت جثة أحدهم مقطوعة الرأس والصدر مبقورة البطن، مفصولة إلى نصفين علوي أخذته الغارة معها إلى مسافة أُخرى لم يتسنَّ إيجاده ومعرفة مكانها، فيما الجزء السفلي بالقرب من السيارة، وأخذت النار منه مأخذها.
يقول أحد الأهالي مستنكراً وهو بجوار جثتين لأخوين أحدهما تفحم وجهه والآخر ضاع نصف جسده العلوي، يقول: “لا ندري لمن هذه الجثة من تلك كانا اثنين جبران حسن، وهلال، الآن لم ندرِ هل هذا جيران أم هذا هلال، لم يبق منه إلا النصف”.
يتابع المواطن المنقذ بقوله “هم ثلاثة إخوة كانوا على السيارة، لم نعثر سوى على جثة ونصف وباقي جثة ونصف جثة مفقودة”، يستمر البحث ويرفع المواطنون أحد الجثث على السرير ولم يجدو له يداً، بحثوا عنها ووجدوها مقطوعة ممزقة بين الأشجار على بعد أمتار، ليجمعوها، وبعد بحث وجدوا الجثة الثالثة تشتعل في أوساط حديد السيارة الملتهب، وقد ذابت ملامحها وباتت قطعة صغيرة ذائبة، مصهورة بين الحديد والنار، إنه صاحب السيارة من يحترق على ما بقي من المقود وحديد المقعد الأمامي، وخلفه المواد الغذائية تحترق ومعها أسطوانات غاز زادت النار اشتعالاً، على مؤخرة السيارة.
ينتقل المواطنين نحو السيارة الثالثة التي استهدفت بالغارة الثالثة على التوالي، فوجدوها كتلة من النار أخرجتها الغارة من مسار الطريق العام، وذرت حمولتها الغذائية من حولها، كُـلّ ما كان فوق متنها بات يحترق معها وفيها وبين أضلعها تختلط أجساد مالكها ودمه مع الحديد المصهور ومختلف قطعها المحطمة والمُستمرّة في الاحتراق، لينتهي كُـلّ شيء ويجد أحد الأهالي بطاقة مالك السيارة مرمية على بعد مترين من النار، تحمل اسم إسماعيل عبادي أحمد، وقد بدأت النار تلتهم منها القليل.
السيارة الرابعة صالون حمراء قلبتها الغارة على شطر الطريق الملتصقة بالجبل، واحرقت مقدمتها وسائقها، واتلفت المواد الغذائية المحملة عليها، في مشهد وحشي وعملية جبانة تقتل وتسفك أرواح المدنيين على قارعة الطريق.
غارات العدوان منعت وصول السيارات ومن عليها إلى أهاليهم بالغذاء والاحتياجات الأَسَاسية للعيش، فكان ما وصل إليهم هو الفاجعة والخطب الجلل، الذي يتم عشرات الأطفال، وثكل انساء، وعزز مشاهد الرعب والإجرام في واقع كان العالم يظن تلك المشاهد في العالم الافتراضي.
تصل الجثامين وما بقي منها ويرتفع النواح والبكاء ويخيم الحزن واليتم والأسى في عدد من قرى صعدة التي لم تسلم يوماً من جرائم العدوان المُستمرّ منذ 26 مارس 2015م.
وفي سياق متصل بالمحافظة ذاتها في اليوم ذاته 22 يوليو تموز من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن أحمد يحيى الحمزي بمنطقة غافرة مديرية الظاهر.
أسفرت عن استشهاد امرأة وجرح أُخرى، ونفوق عشرات المواشي، وتدمير المنزل بشكل كامل، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، وترهيب وتخويف الأهالي والمعزين الذي كانوا بالقرب، إثر جريمة للعدوان في اليوم الأول.
مشاهد الدمار والخراب ونسف المنزل المتواضع بكل حجاره وجدرانه وأسقفه، وخلط أثاثه من داخله، أجساد المواشي المبقورة والممزقة، تعكس مستوى التوحش والإجرام وسعي العدوّ لإهلاك الحرث والنسل، والبغي بحق عباد الله المستضعفين.
يقول أحد شهود العيان: “هذا العدوان لم يفرق بين مواطن ولا امرأة ولا بين شيخ ولا طفل، ولا حيوان ولا مزرعة ولا شيء، بل كُـلّ ما وجده على الأرض مستهدف، خَاصَّة المناطق الحدودية بمحافظة صعدة ضرب باستمرار، وجرائم يومية، وشهداء وجرحى كُـلّ يوم في قرية”.
يتابع بقوله: “طيران العدوان استمر في التحليق ساعة ونصف ساعة، ونحن نريد إنقاذهم ولم نستطِع فكان الترصد يهدف لقتل المعزين والمسعفين، وهذه شظايا الصاروخ وهو يرفعها بيده أمام العالم”.
لا تزال الجريحة بعد ساعات طويلة ملقاة تحت شجرة، والأهالي من حولها عاجزون عن معالجتها وإسعافها، خشية ملاحقة الطيران المحلق في سماء صعدة، واستهدافهم في الطريق، صوتها يعلو على كُـلّ الأصوات وهي تستغيث بقولها: “يا الله يا الله.. حسبي الله ونعم الوكيل.. رحمتك بالمستضعفين، يا قهري يا قهري…”.
مواطن آخر يقول: “هذا ليس من الإسلام ولا يرضي الله، أين المسلمين مما يرتكبه العدوّ السعوديّ بحق الشعب اليمني المسلم؟ هل دماؤنا مستباحة، هل أطفالنا ونساؤنا بشر ونفوس؟ أين الإنسانية يا عالم”.
انتظر الأهالي قدوم ظلمة الليل لينسلوا تحت جناحه يحملون الجريحة ومن معها من الجرحى في غارات لاحقة إلى مشافي صعدة، وهناك كانت النساء الجريحات على الأسرة من مختلف المناطق والمديريات، بما فيهم جريحة غافرة، التي احترقت أطرافها وتكسر عظمها ونزف دمها تتلقى الرعاية الصحية، وهي تفكر إلى أين تعود بأطفالها، بعد تدمير الغارة للمنزل بشكل كلي!.
قصف عشرات المنازل بمديرية منبه:
وفي سياق آخر بمحافظة صعدة باليوم ذاته 22 يوليو تموز من العام ذاته 2018م، استهدف جيش العدوّ السعوديّ ومرتزِقته قرى آهلة بالسكان بمديرية منبه الحدودية، بقصف صاروخي ومدفعي كثيف، أسفر عن إصابة امرأة بجروح، وتدمير المنازل والممتلكات والمزارع، وتخويف الأطفال والنساء.
المرأة الجريحة على سرير أحد مستشفيات صعدة، أم لأطفال، تئن وتتألم ومن حولها يشاركونها الآلام، فيما أطفالها الصغار في انتظارها يتضورون جوعاً وشوقاً وحنيناً، فيما هي تفكر كيف لهم أن يعيشوا فراقها وهم يعيشون تحت سقف مدمّـر وخطر القصف المُستمرّ.
عشرات الغارات على المساكن والمساجد والمنشآت في مديرية باقم:
وفي سياق منفصل بمحافظة صعدة أَيْـضاً، من اليوم والعام ذاته 22 يوليو تموز 2018م، ستهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، في اليوم ذاته مناطق سكنية ومسجد ومكتب الشباب الرياضة بمديرية باقم الحدودية، بسلسلة من الغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي.
أسفر عن دمار واسع في الممتلكات الخَاصَّة والهامة والبنى التحتية، وموجة من النزوح والتهجير القسري والتشرد، وحرمان عشرات الأسر من حق السكن والأمن والاستقرار والعيش في منازلها وقراها، ومضاعفة معاناة المواطنين وزيادة أعباء الحياة عليهم في ظل التنقل والتشرد والنزوح، والبحث عن مسكن، ولقمة عيش وشربة ماء.
تستمر الغارات وتتصاعد أعمدة الدخان هنا وهناك ولا يزال الطيران يعربد في سماء باقم، ويبحث عن الأهداف المدنية ليقتل ويدمّـر، هنا كان جامع تم تدميره في وسط الظهيرة، وتسويته بالأرض، ومن حوله المنازل المدمّـرة، والقرى المهجرة، ومكتب الشباب والرياضة أَيْـضاً.
كل ما هو من حولك ويقع عليه بصرك في مديرية باقم ذلك اليوم، دمار وخراب وغبار ودخان ونار، وقرى لم تعد صالحة للسكن والحياة، وأجبر العدوان أهلها بشدة الغارات وكثافتها وحجم وتكرار جرائم الإبادة الجماعية هجرها والنزوح والتهجير الجماعي.
القرآن الكريم هدف للعدوان:
أوراق مصاحف القرآن الكريم مقطعة ممزقة محترقة تحت الدمار والخراب وبين أنقاض الجامع العامر بالصلوات والذكر منذ عقود، لا قدسية لها من قبل سلاح عدو لدود للدين والإنسان والمبادئ والقيم، إنه العدوّ المرتهن لليهود وسياستهم ومخطّطاتهم ومؤامراتهم بحق الأُمَّــة العربية والإسلامية ومقدساتها ودينها وفكرها وهويتها، إنها الحرب بأنواعها العسكرية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية تمارس بحق شعب الإيمان والحكمة بالغارات ذاتها.
من فوق ركام الجامع المدمّـر شابان ينتشلان ما بقي من المصاحف من وسط الأحجار وأعمدة وقواعد إسمنتية محشوة بالحديد الفاقد قوامه وثباته، فيقول أحدهم -وهو رافع بيديه مصحفان مزق أحدهما، بصوت الحرقة والغضب والاستنكار والشجب والإدانة-: “هذا كتاب الله يا سلمان اتق الله إذَا أنت رجل وشجاع خلي جيشك ومرتزِقتك يواجهون في الجبهات، ما جيت على المصاحف كلام رب العالمين، هذا قرآن كريم ليس سلاحاً ولا قادة، هذا كتاب الله الذي أنزله رحمة للعالمين، ماذا يخيفك فيه؟ ماذا ستقول لله يوم القيامة؟ قتلت الأطفال والنساء ودمّـرت البيوت والمزارع والمساجد والمدارس وكل معالم الحياة ومقوماتها حتى كتاب الله لم يسلم منك؟ كُـلّ هذا من أجل أمريكا وإسرائيل الذين تتبعهم، ماذا بقي لك من الدين والإسلام أن كنت مسلماً، ولا أظنك كذلك”.
لا يزال التحليق مُستمرّاً وصوت الطيران يملأ أرجاء المكان، والمواطنون في الجروف والجبال يشاهدون منازلهم تدمّـر أمام أنظارهم، أحلام العودة إليها مفقودة ولم تعد في حساباتهم، الطفل هنا في الجرف يبكي والأم كذلك والأب يتألم كُـلّ ما كان في المنزل من المقتنيات والمكتسبات والمدخرات والذكريات والألعاب تم نسفها، إلى أين ستكون العودة حال وضعت الحرب أوزارها! لا مأوى يقيهم ويقي أسرهم حر الصيف وبرد الشتاء، ومخافة الليالي، بآت التشرد مصيرهم المحتوم وخيارهم الذي لا خيار سواه، تتبادل النظرات والرياح تنقل الغبار والدخان إلى داخل الكهوف وتبدأ الدموع بالتساقط والنزول على الخدود، ومعها فقدان الأمل في العيش الكريم، وعودة الأيّام والسنين الحلوة، ليحتضن الأب كُـلّ أطفاله ودموعه غزيرة والأم في زاوية الجرف تروي رضيعها بالحليب والدموع في آن واحد”.
منشأة رياضية في زمن الحرب!
المنشأة الرياضية في باقم لم تسلم بل سويت بالأرض ودكت الغارات سقوفها وجدرانها وجل أعمدتها، وباتت جزءاً من ذات الصورة الموحدة بنسق الدمار والأطلال والخراب جراء 6 غارات متتالية شلت قوامها وغيرت شكلها وأعادت الأرض لطبيعتها قبل البناء.
أحد المواطنين من جوارها يتساءل: “لماذا يستهدفون المنشآت الرياضية، هل هذه لها شأن في الحرب، هل هذه تشكل خطراً عليهم، وهي منشأة مدنية، خالية من كُـلّ الموظفين والرياضيين، إنه الجور والبغي بعينه لتدمير الحياة وكل معالمها في اليمن”.
البيئة طيور وكلاب وغيرها لم تسلم:
ساعات النهار تمر ولا تزال الغارات متتالية على مساكن المواطنين ومزارعهم وممتلكاتهم وكل ما يشير لوجود نبض من الحياة على أرض باقم وجبالها وأراضيها الخصبة، أصوات العصافير ونباح الكلاب تزيد وترتفع مع كُـلّ غارة، ما يعكس وصول الخوف والرعب إليها، ويؤشر على أنها هي الأُخرى لم تسلم من الإجرام، حين قتلت الغارات السابقة بعض صغارها وأفراخها، ودمّـرت أعشاشها المعلقة ومساكنها المظللة، ومحارسها جوار المنازل، إلا أن رصد الكاميرا لها غير وارد في زمن جله مجازر وحشية وجرائم إبادة جماعية، فلم يذكرها أحد في أضرار وخسائر العدوان على اليمن، وهي جزء من البيئة والحياة المتضررة من فتك العدوّ وإجرامه بحق الحياة على الأرض ومكنوناتها وأسرارها.
تزيد الغارات ويرتفع صوت الطيران في المنطقة ويزيد معها أصوات نباح الكلاب المرعوبة، وزقزقة العصافير المتسارع نطقها ورجفة قلب ناطقها، وكثر تجمعاتها تحت أشجار كثيفة الأغصان يمكن أن توفر لها الحماية، فسبحان من أودع أسرار خلقه وتفاصيل ملكه في كُـلّ مخلوقاته، المعبرة عن حالها وترحالها بلغات متعددة ومختلفة لا تجد من يفهمها ويعلم نطقها سواه”.
يخف تحليق الطيران ويخرج الأهل لرصد الدمار وَالأضرار وتبدأ حركة النزوح والهجرة في تزايد مطرد، ومع كُـلّ غارة، تستهدف مخازن الغذاء والمحال التجارية وتنسف المنازل، ليضطر السكان لترك الأرض والبحث عن سكن في أحد المدن القريبة الأقل استهدافاً من الغارات المسلطة على صعدة والهادفة لحرقها كمنطقة عسكرية أعلن عنها العدوان منذ بدء أيامه الأولى، وكان كذلك.
مشروع المياه في نشور:
وفي صعدة ذاتها استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، في اليوم والعام ذاته 22 يوليو تموز 2018م، مشروع مياه بمنطقة نشور في مديرية الصفراء، بـ 4 غارات مدمّـرة.
أسفرت غارات العدوان عن تدمير مولد الطاقة الكهربائية ومنظومة الطاقة الشمسية المساندة له، وتقطيع أنابيب المياه، وإخراج المشروع عن الخدمة، وحرمان الأهالي في القرى المستفيدة والمجاورة من الحصول على شربة ماء نقية، أَو ما يمكن به ري مزارعهم وأشجارهم.
استهداف مشروع المياه ضاعف معاناة المواطنين، وحرمهم من أهم أَسَاسيات الحياة ومقومات الصمود والبقاء، على الأرض، ما يعكس مخطّط العدوان الرامي لتهجير سكان صعدة وإجبارهم على النزوح القسري، واستهداف جبهة الصمود والوعي الشعبي المساند للجبهات.
مشروع مياه نشور كان يستفيد منه 25 ألف نسمة، في 26 قرية، وبتكلفة تقديرية حسب مهندس المشروع بـ650 ألف دولار، كما تم استهداف البئر الرئيسي، في استهداف واضح للأعيان المدنية وكل ما له صلة بحياة الإنسان على محافظة صعدة.
جرائم العدوان المختلفة في مثل هذا اليوم بمحافظة صعدة خلال العامين 2015م، و2018م، أحد آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الإنسانية في اليمن، وأمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل الجهات ذات العلاقة القانونية والحقوقية والإنسانية، التي لم تحَرّك ساكناً لوقف العدوان والحصار المُستمرّ على اليمن خلال 9 أعوام متتالية.
ومهما طال زمن العدوان على اليمن سينتهي لكنه سيثمر أجيالاً غاضبة وثائرة ومتمردة على العدوّ السعوديّ الأمريكي، مهما بلغت قوته ومها كان حجم الدعم العسكري الذي يحظى به، فأطفال صعدة وغيرهم من أطفال اليمن الذين فتحوا أعينهم على وقع إبادة عائلاتهم وقطع أطرافهم وحرمانهم من الطعام والدواء والسقف الذي يؤويهم ومن المدرسة والمستشفى ومن كُـلّ الأحلام التي حلموها، سيكونون اللعنة التي ستلاحق قوى العدوان وكل من تحالف معه من مرتزِقة الداخل، إلى ما لا نهاية، وربما سيكون بينهم من يقود اليوم معركة المساندة لغزة، ومن يصنع السلاح اليمني الرادع في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
22 يوليو 2018.. 4 غارات للعدوان تستهدف المعهد التقني بذمار:
في مثل هذا اليوم 22 يوليو تموز من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، المعهد التقني بمنطقة عمد مديرية عنس محافظة ذمار بـ 4 غارات مدمّـرة.
أسفرت عن تدمير محتوياته وبناياته وملحقاته، والكثير من أجهزته ومعامله، وحرمان أبناء الشعب اليمني من خدماته التعليمية والمهنية، وحالة من الخوف والهلع في نفوس الأطفال والنساء في القرى المجاورة.
هنا الغارات واحدة تلو الأُخرى على مباني المعهد وتصعد بعدها أعمدة الدخان والنار وتتوزع الأحجار والجدران على المزارع والممتلكات المجاورة، هنا الحقد الأعمى على المنشآت المدنية والبنية التحتية، هنا المساعي الحثيثة والخطط العسكرية المستهدفة لكل مقومات الحياة ونهوض الدولة ورقيها.
جريمة استهداف البنى التحتية في ذمار واحدة من آلاف جرائم الحرب المستهدفة للأعيان المدنية، خلال 9 أعوام متتالية، لم تحَرّك الصمت الدولي لوقف العدوان على اليمن.