خُرافةُ “الجيش الذي لا يُقهر”
دعاء أبوطالب
من وضعية الهجوم إلى وضعية الدفاع.. هكذا أصبحت استراتيجية الكيان الصهيوني وهي بحد ذاتها هزيمةٌ تعرِّي وتفضح الجيش الذي لطالما أطلق على نفسه بـ “الجيش الذي لا يُقهر” و”صاحب القبة الحديدية” التي لا يخترقها أقوى الصواريخ.
ولكن ما نراه اليوم عكس ذلك كانت فقط أسماء مزيفة واستعراضية تُخيف بها ضعاف القلوب والإيمان.
رأينا جليًّا أن الله جعل سرَّه في أضعف خلقِه، وها نحن اليوم نشاهد بأعيننا كيف أن اليمن كسرت هيبة هذا المحتلّ والكيان الغاصب وأمريكا وحلفائهم من الغرب والعرب فكم استضعفوا هذا البلاد وهذا الشعب العظيم وكم شنوا عليه من الحروب وما زالوا حتى اليوم ولكنهم كانوا أقوياء بالله واعتمادهم عليه لم يُخِفْهم شيء، بل انطلقوا من منطلق إيماني والثقة بالنصر الإلهي.
ورأينا الجيش الصهيوني لم يحقّق أي نصر حتى الآن منذ بداية حربه على غزة هو فقط يقتل المدنيين ويصب جام غضبه على هذا الشعب المظلوم الصامد بالقنابل والصواريخ؛ لكي يشبع غريزة الحقد المدفون في قلبه وكيانه ورغم شح الإمْكَانية التي تمتلكها المقاومة في غزة فَــإنَّ الجيش الذي يُقال له بأنه (لن يُقهر) لم يستطع هزيمتهم ولا قهرهم.
وعلى “إسرائيل” وأعوانها أن يعرفوا جيِّدًا أن اليوم لم يعد ما قبل 7 أُكتوبر وإنها فتحت على نفسها أبواب الجحيم فيجب عليها أن تخاف وتقلق أكثر من أي وقت مضى فالقرار لم يعد بيدها بأن توقف الحرب أَو أن تستمر وما بوسعها الآن هو أن تدافعَ عن نفسها وتتلقى الضرباتِ الموجعة في عمق كيانها أَو تعلن استسلامها وترفع ظلمها وحصارها عن أهلنا في غزة وهذه ليست سوى البداية فما بعد غزة ستكون القدس وبَقية مدن فلسطين المحتلّة.
ونحن على ثقة بالله سبحانه وتعالى الذي وعد في كتابه الكريم أن النصر حليف المستضعفين الذين ينصرون الله في كُـلّ زمان ومكان وليس لأُولئك المستكبرين والذين يعيثون فسادًا في الأرض وإنما تكونُ نهايتُهم الهلاكَ وفي أبشع صوره.
ولدينا قائد عظيم شجاع وحكيم يقفُ مع الحق بما يأمُرُه اللهُ ويتخذ من كتاب الله القانون والمنهج لا تأخُذُه في الله لومة لائم ونحن نقولُ له نحن معك يا سيدنا ومولانا قلباً وقالباً ونحن شعبك الذي جعلت منه شعب حراً وعزيزاً لا يرضى الظلم ولا العبودية واثقون بالنصر والنصر قريب بإذن الله.