اليمن يغيِّرُ قواعدَ الاشتباك
محمد علي الحريشي
وصل السلاح اليمني عاصمةَ العدوّ الصهيوني التي أطلق عليها «تل أبيب» وهي بلدة فلسطينية كانت تسمى «تل الربيع» التي تقع بالقرب من مدينة يافا الفلسطينية، من تابع ردود الأفعال داخل الكيان المحتلّ عقب العملية البطولية اليمنية فجر الجمعة، يلاحظ أن العملية العسكرية التي طالت «تل أبيب»، أحدثت زلزالاً داخل كيان العدوّ شبهه ساسة العدوّ بزلزال يشبه زلزال السابع من أُكتوبر الماضي.
أكثر الأسئلة التي ظهرت في وسائل الإعلام الصهيونية هو كيف اخترقت الطائرة المسيّرة اليمنية «يافا» أجواء البحر الأحمر والأجواء المحتلّة حتى وصلت إلى هدفها في منطقة يافا المحتلّة «تل أبيب» من دون أن تستطيع الدفاعات الجوية الصهيونية اكتشافها ورصدها؟
الاختراق العسكري الاستراتيجي اليمني الذي تجاوز أحدث المنظومات الدفاعية الأمريكية يعتبر حدثاً عسكريًّا كَبيراً سوف يترتب عليه تغيرات كبيرة في قواعد الاشتباك، وردود الأفعال المتشنجة داخل واشنطن ولندن أعطت دلالات إلى أن ما يسمى بكيان دولة “إسرائيل” قد فقدت أمنها وبات المستوطنون يحسون أن دولتهم فشلت في توفير الحماية لوجودهم في أرض فلسطين المحتلّة.
كان الإعلام الأمريكي وتحالفه يتناولون بسخرية مثيرة للشفقة تأثير الصواريخ اليمنية قصيرة المدى في بداية شن تحالف العدوان الحرب على اليمن التي لم يكن مداها يتجاوز خمسين كيلو مترًا، ماذا كان يطلق عليها الإعلام المعادي؟ كان يطلق عليها «مقذوفات بدائية»، عندما ظهرت أول طائرة مسيّرة يمنية في مسرح عمليات القتال بجيزان كيف تناولها الإعلام المعادي؟ أطلقوا عليها «طائرات لعب أطفال»، كان المحللون الإعلاميون والعسكريون في قنوات تليفزيونية معادية يتناولون بالسخرية المدى الناري للسلاح اليمني الجديد ويقارنونه بالسلاح الأمريكي الذي يمتلك أحدث التقنيات العلمية، الجيش اليمني واللجان الشعبيّة هم أول جيش في العالم يهزم أفخر السلاح البري الأمريكي وهو دبابات الـ« إبرامز» التي حدثت لها مجازر كبيرة في منطقة «الخوبة» بجيزان، وتوالت عمليات القضاء على الدبابات الأمريكية طيلة سنوات العدوان، الغرور والعنجهية الأمريكية لم تعترف بالواقع العسكري الجديد الذي أصبح يتمتع به الجيش اليمني.
كان اليمن يمشي بخطوات هادئة واثقة بنصر الله وتأييده يشق طريقه من بين نيران القصف والدمار، ومن بين الأنقاض ولد اليمن الجديد الذي استطاع تغيير قواعد الاشتباك وقلب المعادلات العسكرية الدولية من يوم احترقت آبار ومعامل شركة «أرامكو» السعوديّة على يد الجيش اليمني وبسلاح يمني الصنع، لم تحترق «تل أبيب» بالطيران اليمني المسيّر إلا بعد أن احترقت حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة «آيزنهاور» في البحر الأحمر بالطيران المسيّر وبالصواريخ المجنحة والباليستية اليمنية؛ لأَنَّ أمريكا جلبتها إلى البحر الأحمر لحماية «تل أبيب»، لم يقصف الجيش اليمني «تل أبيب» إلا بعد أن قصف نسق حمايتها الأول وهو حاملات الطائرات الأمريكية ومجموعة بوارجها وقطعها البحرية وقصف معها مجموعة تحالف «اسبيديس» الغربي وتحالف «الازدهار»، المعادلة العسكرية التي فرضها اليمن بقيادته وجيشه وشعبه العظيم على التحالف الأمريكي الصهيوني الأعرابي جعلت الصهاينة يطرحون سؤالاً هاماً وهو: كيف اخترقت الطائرة المسيّرة اليمنية أجواء البحر الأحمر والأجواء الصهيونية؟ وكيف تجاوزت كُـلّ خطوط الدفاع الأمريكية والصهيونية ووصلت بسلام إلى هدفها داخل «تل أبيب»؟
لقد أرسل اليمن رسائل عديدة موجهة إلى كُـلّ الأطراف في تحالف رأس الشر والطغيان، وهي أن فلسطين ليست وحدها فاليمن ومعها قوى محور المقاومة، وكلّ أحرار الأُمَّــة العربية لن يسمحوا ببقاء القدس والمسجد الأقصى المبارك تحت الاحتلال الصهيوني، ولن يسمحوا بتهجير الشعب الفلسطيني والقضاء على قضيته العادلة.