اليمن معضلةٌ استراتيجيةٌ لكيان العدوّ الإسرائيلي
عبدالحكيم عامر
تاريخ اليمن العريق يشهد اليوم صفحة جديدة من البطولة والقوة؛ إذ يظهر الشعب اليمني وجيشه بمواقف قوية في نصرة المظلومين والمستضعفين في فلسطين، بينما تكتم العالم العربي والإسلامي على صوت الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، تبرز اليمن بشجاعة وتفانٍ في مواجهة القوى الصهيونية، وأحدثت عملية يافا تأثيراً كَبيراً يسقط مفهوم الهيبة والردع الإسرائيلي.
لقد ألحق اليمنيون ضربة قوية بتل أبيب، ولكن هذه العملية ليست مُجَـرّد عملية عسكرية أمنية فقط، بل كان لها تداعيات واسعة النطاق في جوانب مختلفة، أحد أبرز هذه التداعيات هو تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي على العدوّ الإسرائيلي، فقد أصبحت المستوطنات الصهيونية غير آمنة، حَيثُ لم تعد المكاتب الحكومية والقنصليات السياسية في أمان، كما تأثرت صناعة السياحة وحركة الاستيطان بشكل كبير.
نتيجة لهذه العملية، انهار مفهوم الهيبة والردع الإسرائيلي الذي كان يعتمد على تفوقهم التقني والعسكري، ولكن القوة اليمنية استطاعت تحطيم هذه الهيبة وإظهار أن القوة والعزيمة يمكن أن تنتصر على التفوق التكنولوجي، تمكّنت القوة اليمنية من تجاوز منظومات الدفاع والرصد والاعتراض الصهيونية المتطورة، مما خلق حالة من الذعر والخوف بين المستوطنين الإسرائيليين.
بفضل هذا الاقتدار والثبات، يملك اليمن بلا شك مفاتيح مستقبل المنطقة والحق في صناعة قرارها، فقد تمكّنت القوة اليمنية من مواجهة ركائز الجبروت الأمريكي في العالم، وهو دليل قوة وقدرة يعكس القدرة على تحقيق التوازن في المنطقة، بفضل هذه القدرة، استطاعت اليمن إلقاء بظلال من الشك والريبة على العملاء والمطبعين وفضحهم، مما أصابهم بالرعب والخوف من المستقبل.
عملية يافا التي نفذتها القوة اليمنية أسقطت مفهوم الهيبة والردع الإسرائيلي، تأثير هذه العملية تجاوز الجانب العسكري وألحق أضرارًا اقتصادية واجتماعية ونفسية بالعدوّ الإسرائيلي، ومن خلال تحطيم الهيبة والتفوق الصهيوني، أظهرت اليمن قوتها وعزيمتها في مواجهة القوى العدوانية.
وإن العدوان الإسرائيلي على الحديدة، كان هدفه استعادة “أُسطورة الردع” الإسرائيلي، و “بث الرعب” في قلوب كُـلّ من يحاول مد يد العون إلى الفلسطينيين، وهم يتعرضون لإبادة جماعية في غزة، بدعم وإسناد مباشر من أمريكا والغرب، ومن المؤكّـد أن هذا العدوان لن تغير من واقع الأمر شيئاً، فالكيان الإسرائيلي، مهما ارتكب من مجازر، بغطاء أمريكي وغربي، لن يعود مطلقاً إلى ما كان عليه قبل 7 أُكتوبر.
فبفضل الله، تمتلك اليمن مفاتيح مستقبل المنطقة والحق في صناعة قرارها.. إن دور اليمن في نصرة المظلومين والمستضعفين في فلسطين يعكس قوة وشجاعة الشعب اليمني، ويجب أن يشكل مصدر إلهام للدول العربية والإسلامية للوقوف في وجه الظلم والاضطهاد.
وعلى هذا الإسرائيلي المشؤوم والمأزوم أن ينتظر رد اليمن على مغامرتهما الحمقاء، عاجلاً وليس أجلاً، ففي بلاد أصل العرب، رجال إذَا قالوا فعلوا.