المرتزِقة من النصر الموهوم إلى الفشل المروع
براق المنبهي
في خضم الصراع السياسي الدائر في اليمن، يعيش المرتزِقة حالة من الصدمة والوجع العميق؛ فقد ظنوا لوقت طويل أن شرعيتهم ستحقّق لهم النصر، وأن دعمهم الخارجي سيضمن لهم الاستمرارية والهيمنة، لكن الواقع كان مغايرًا تماماً؛ إذ انتصر الحوثي وأثبت أنه قادر على مواجهة التحديات، مما جعل المرتزِقة يواجهون حقيقة مريرة.
مع إلغاء قرارات نقل البنوك والتوقف عن أية إجراءات مماثلة مستقبلًا، بدأ المرتزِقة يشعرون بأن الأرض بدأت تنزلق من تحت أقدامهم، لقد كانوا يعتقدون أن هذه القرارات ستعزز من موقفهم، لكن ما حدث كان العكس تماماً، شعورهم بالخيبة والخذلان أصبح واضحًا، حَيثُ تلاشت أحلامهم في بناء مستقبل آمن ومستقر.
تسيير رحلات يومية إلى الأردن والقاهرة والهند لم يكن مُجَـرّد إجراء عادي؛ بل كان بمثابة تذكير لهم بأن خياراتهم بدأت تتقلص وأنهم باتوا في موقف ضعيف، كانت تلك القرارات بمثابة نافذة للهروب من واقع مرير، وقد فعلها مدير بنك عدن، لكن في أعماقهم، كانوا يعلمون أن الهروب ليس حلًا، بل هو اعتراف بالهزيمة.
ما قاله أبو جبريل “سيذعنون وهم صاغرون” كان صدى حقيقيًّا لما يشعرون به، لقد أصبحوا في موقعٍ لا يحسدون عليه، حَيثُ تحطمت آمالهم وتبددت أحلامهم في لحظة، عليهم الآن مواجهة الحقيقة القاسية: أنهم لم يكونوا أكثر من أدوات في لعبة أكبر منهم، وأنهم دفعوا ثمنًا باهظًا لخيارات لم تكن ذات جدوى.
إن انتصارات عاصمة القرار صنعاء ليست مُجَـرّد انتصارات عسكرية وسياسية، بل هي أَيْـضاً انتصارات نفسية تؤكّـد على فشل المرتزِقة في تحقيق أهدافهم، ومع مرور الوقت، قد يجد هؤلاء أنفسهم مضطرين لمواجهة واقع جديد، واقع يعكس فشلهم الذاتي وغياب الدعم الخارجي الذي تخلى عنهم.
في النهاية، يعيش المرتزِقة في دوامة من الألم والصدمة، حَيثُ تتجلى أمامهم عواقب خياراتهم، لقد أدركوا متأخرين أنهم كانوا ضحايا لأوهام كبيرة، وأن الانتصار الذي حلموا به قد أصبح مُجَـرّد سراب.