بعد أكثرَ من أسبوعين من إعلان وصولها لتحل محلَّ الفارة “آيزنهاور” في البحر الأحمر: حاملةُ الطائرات الأمريكية “روزفلت” تتجنَّبُ منطقةَ العمليات اليمنية وتهرُبُ إلى الخليج
المسيرة | خاص:
بعدَ أكثرَ من أسبوعَينِ على إعلانِ وصولِها إلى منطقةِ عمليات الأسطول الأمريكي الخامس؛ بهَدفِ تعزيز عمليات التحالف الأمريكي ضد القوات المسلحة اليمنية، عجزت حاملةُ الطائرات “يو إس إس روزفِلت” عن الاقتراب من منطقة العمليات البحرية اليمنية، وتوجّـهت إلى الخليجِ، في دليلٍ واضحٍ على خوفِها من التعرُّضِ للضربات اليمنية التي دفعت سابقتها “آيزنهاور” إلى الفرار من البحر الأحمر.
ورصد متتبِّعون لحركةِ السفن ومصادرُ استخباراتية مفتوحةٌ وصولَ حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” إلى الخليج خلال الأيّام القليلة الماضية.
وكان من المقرّر أن تحلَّ “روزفلت” محل حاملة الطائرات الفارة “آيزنهاور” في البحر الأحمر؛ مِن أجلِ التصدي للهجمات اليمنية المساندة لغزة، حَيثُ تم سحبُ “آيزنهاور” في أواخر يونيو الماضي بعد تعرُّضِها لعدة ضربات صاروخية وجوية يمنية أجبرتها على الفرار.
وحاولت الولاياتُ المتحدة إنكارَ تعرُّض “آيزنهاور” للضربات اليمنية، وزعمت أن سحبَها كان إجراءً عاديًّا، وأنه سيتم تعويضُها بحاملة الطائرات “روزفلت” لكن الأخيرة لم تقتربْ ولو قليلًا من منطقة العمليات البحرية منذ إعلان وصولها إلى منطقة الأسطول الخامس في 12 يوليو الجاري.
وبحسب المتتبعين والمصادر المفتوحة، فَــإنَّ مسارَ حركة حاملة الطائرات “روزفِلت” ظل محاذيًا للسواحل الهندية، وُصُـولاً إلى مضيق هرمز ثم الخليج الفارسي، حَيثُ تم رصدُها يوم الجمعةَ الماضي.
ويوضح هذا المسار حرصًا جليًّا على عدم الاقتراب من منطقة العمليات البحرية اليمنية في البحر العربي أَو المحيط الهندي، حَيثُ يبعدُ هذا المسار عن أبعد العمليات اليمنية مسافةً طويلة.
ويؤكّـد هذا المسارُ الذي يناقِضُ الهدفَ المعلَنَ من إرسال “روزفلت” أن البحرية الأمريكية قد أصبحت عاجزة عن الإبحار بأمان في منطقة العمليات اليمنية؛ وهو ما يؤكّـد أن سحب حاملة الطائرات “آيزنهاور” من البحر الأحمر لم يكن إجراءً عاديًّا بل كان تحَرّكًا طارئًا لإبعادها عن مدى الضربات اليمنية التي كانت قد أجبرتها على تغيير تموضعها عدة مرات، وطاردتها حتى شمال البحر الأحمر.
وقد أقر قائدُ وضباطُ الحاملة الفارة “آيزنهاور” في تصريحات نشرها موقع المعهد البحري الأمريكي مؤخّراً بأنها تعرضت لهجماتٍ بعشرات الطائرات المسيَّرة اليمنية خلال فترة تواجُدِها في البحر الأحمر.
ويؤكّـد ابتعادُ “روزفلت” عن منطقةِ العمليات البحرية المساندة لغزة، نجاحَ القوات المسلحة اليمنية في فرض واقع ردع استراتيجي عجزت الولاياتُ المتحدة وشركاؤها الغربيون عن فرضِه على مدى عشرة أشهر في البحر الأحمر؛ وهو ما يعزز حقيقةَ انتهاء زمن السفن الحربية وحاملات الطائرات، والتي بات العديد من الخبراء والمراقبين يؤكّـدونها.