تجديدُ نهج الإمام زيد في العصر الحديث
صالح القحم
لقد كان الإمام زيد بن علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، بلا شك، رمزًا للتمسك بالقيم الإسلامية الحقة ومواجهة الظلم بكل شجاعة وإقدام. نهجه الذي استمد أسسه من القرآن الكريم وسيرة جده النبوية كان بمثابة منارة للباحثين عن العدالة والصلاح في أُمَّـة تعصف بها رياح الضلال والانحراف.
وقد أتى السيد حسين بدر الدين الحوثي -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- في زماننا هذا ليجدد هذا النهج الأصيل، متبعًا خُطَى الإمام زيد وجده الإمام الحسين “عليهما السلام”.
هذا التجديد لم يأتِ من فراغ بل كان نابعًا من إيمان عميق بضرورة العودة إلى جذور الدين الإسلامي الصافية ومواجهة الطغيان بكل قوة، مما انتهى به إلى نيل الشهادة في سبيل الله.
التأثيرات الإيجابية لهذا النهج على الأُمَّــة الإسلامية لا يمكن إغفالها. لقد أتاح للمسلمين رؤية واضحة ومنهجًا صريحًا يمكن اتباعه في سبيل تحقيق العدالة ورفع راية الإسلام عاليًا، بعيدًا عن التحريف والضلال.
وثورة الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- لم تقتصر آثارها على زمانه بل تعدته لتسهم بشكل مباشر في زعزعة أركان الدولة الأموية، ممهدةً الطريق لانهيارها وإبراز فشلها في تحقيق العدل بين الناس. هذه الحقبة تحولت إلى رمز لتأثير القيادات الرشيدة والثورات العادلة ضد الظلم.
وفي تسلسل متناغم، سار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- على هذا النهج العظيم، مواصلاً مسيرة التصدي للظلم والطغيان ودعم كُـلّ محاولة لإحياء القيم الإسلامية الحقيقية في الأُمَّــة.
كما أن ثورة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني تعد امتدادا حيًا لنهج الإمام زيد في مقاومة الظلم والتصدي للطغاة، مؤكّـدة على أن الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلومين هو طريق لا ينبغي تجاهله أَو التخلي عنه.
إن النظرَ إلى التاريخ واستلهام العبر من نهج الإمام زيد والقائدَينِ السيد حسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يؤكّـد أن طريق الحق ومقاومة الظلم مسلك ثابت لا يعرف اليأس أَو الانكسار.
إن الانتصارَ الإلهي موعود للمظلومين وجذوة الجهاد في قلوب الأحرار مُستمرّةٌ.