يافا من المظلومية إلى السلاح النوعي
أم الحسن أبو طالب
يعودُ اسم “يافا “المدينة الفلسطينية المحتلّة بعد عقود عديدة عاشتها وَسنوات من القهر والظلم والاحتلال كادت أن تُنسي الأجيال الناشئة من هي “يافا” وذلك بعد أن غرست الصهيونية الماسونية اسم “تل أبيب” بدلاً عنها في عقول الجميع باستخدام آلة ضخ إعلامية مهولة، لتمحو اسم يافا من ذاكرة التاريخ القومي والعربي ولكن هيهات.
تعودُ يافا اليوم ليس كمظلومية تحكي المآسي والإجرام الوحشي ومحاولة فرض الوجود للكيان الغاصب، ولكن كرمزٍ للمقاومة والانتقال من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم؛ فالمسيّرة اليمنية يافا التي سماها مجاهدو فلسطين بهذا الاسم هي بداية لعهد تحرير يافا المدينة المحتلّة من دنس اليهود الصهاينة، بل والأراضي الفلسطينية جميعها.
“يافا “اسم سيُسطر في صفحات التاريخ بأحرفٍ من نور، وستتناقله الأجيال جيلًا بعد جيل، كيف لا ويافا اليمانية أعادت أمجاد أُمَّـة الإسلام التي ضعفت وهرمت وخنعت في مواجهة العدوّ، وأعادت شرف العربي الذي دفن في رمال الذل والعار والصمت، ونسجت للمقاومة من نور العزة حبائل النصر الذي يلوح في الأفق.
لم تكن يافا اليمانية منقذة ليافا الفلسطينية، أَو لغزة فقط، بل جاءت منقذة للشعوب والأمة من مشرقها إلى مغربها، جاءت في ظلمات الانحطاط والظلم والاحتلال والوصاية جاءت نجاةً للأُمَّـة التي تموت كُـلّ يوم من الذل، وتقهر كُـلّ يوم في صمت رهيب، وتمزق كُـلّ يوم وتداس تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وبدعم وتأييد من مسلمين مستسلمين، ما عاد لهم من الإسلام إلا اسمه.
تأذنت يافا اليمانية بعصرٍ جديد، عصرٍ بات فيه اليماني صاحب قوة استثنائية، وسلاح أدهش العالم بدقته ومميزاته التي حالت دون أن تظفر به أَو حتى تعلم بوجوده قوات الدفاع الجوي للعدو الإسرائيلي والقبة الحديدية كما يسمونها ناهيك على أن تستهدف هذا السلاح المتمثل في المسيّرة “يافا” أَو تسقطها، وهذا ما أزعجهم كَثيراً وقض مضاجعهم؛ لأَنَّ ما بعد يافا اليمانية لن يكون كما قبلها، وعصر الهيمنة لسلاح الدفاع الصهيوني والردع ولّى دون رجعة، وما النصر إلا من عند الله.