(هم للكُفر يومئذٍ أقربُ منهم للإيمان)
عبدالخالق القاسمي
نلاحظ جميعاً موقف المنافقين من العرب عُمُـومًا والمنافقين المحليين على وجه الخصوص، حَيثُ يقومون بتهويل العمليات العسكرية ويعتبرونها قاضية وحاسمة للمعركة ويحملون أنصار الله الأسباب.. وبالتركيز على الأسباب نلاحظ أنهم يقللون من فاعلية وأهميّة العمليات العسكرية اليمنية إن لم يشكِّكوا أصلًا.
وعند السؤال عن موقفهم من الجاري يحاولون إبداء الحياد والعداء لكلا طرفَي الصراع “إسرائيل” وأنصار الله، ومن خلال السابق يتضحُ لصالح من تصب مواقفهم وآراؤهم، بل ومن خلال التوجّـه العدائي الصريح لأنصار الله بكل الأشكال وعلى كُـلّ المستويات عسكريًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا وغير ذلك، بينما لم يقوموا بأية خطوة عملية ضد العدوّ الإسرائيلي ولم يطلقوا حتى رصاصة واحدة، ليس لقلة العتاد وإنما لأَنَّهم للكفر اليوم أقرب، وإلا فقد قاتلوا طوال سنوات من العدوان على اليمن وشنوا الغارات واستخدموا كُـلّ أنواع السلاح وقدموا تضحيات.
ومن يكتب منهم ضد “إسرائيل” ويدين جرائمها في غزة، لا يطالب قيادته باتِّخاذ مواقف عملية ضد “إسرائيل”، ولكنه يحرض باستمرار ضد أنصار الله.
وعلى اعتبار عدائه المزعوم لـ “إسرائيل” وعدائه المحتوم لأنصار الله يحاول لفيف النفاق هذا إظهار الحياد الكاذب أمام الجمهور على الأقل لعدة أسباب أهمها ألا يزعجوا “إسرائيل” وَأَيْـضاً لكي لا يظهَروا وهم كذلك في صف الصهاينة.
وإلا فعمليات “إسرائيل” ضد اليمن وارتقاء شهداء يمنيين يفرحهم، والعكس كُـلّ العمليات اليمنية ضد “إسرائيل” ومقتل الصهاينة بسواعد أبناء اليمن وتكبيد “إسرائيل” خسائر اقتصادية من قبل اليمن يزعجهم جِـدًّا بدليل إرهاق أنفسهم في التشكيك أَو التقليل من دور اليمن المحوري في مساندة المقاومة الفلسطينية.
بالتالي يمكننا القول بكل ثقة إنهم ليسوا أكثر من منافقين حقراء وإنهم كما قال الله عنهم في كتابه الكريم.. (وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أَو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالًا لاتبعناكم هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون).