نتنياهو والكونجرس وليلةُ لقاء روما والجولانُ والخطأُ المقصود
غيث العبيدي
قبيل لقاء التفاوض في روما، يعتقد الكثيرون أنه سيتم إحراز تقدم في ملفات العلميات العسكرية، وصفقة تبادل الأسرى، والتوصل لصيغة اتّفاق ملزم وبشروط معينة، يتعين على تل أبيب قبولها واستيفائها وتنفيذها، ووقف عملياتها العسكرية المجنونة وغير المسبوقة على الفلسطينيين في قطاع غزة وباقي المناطق الفلسطينية، فكل الأمور والأوضاع والخطط كانت توحي بأنه من الممكن جِـدًّا التوصل إلى حَـلّ نهائي لشكل الحرب الحالية، بحسابات مديري أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، ونظرائهم في كُـلٍّ من الدوحة والقاهرة.
ملخصُ “خطاب النتن ياهو” أمام الكونجرس الأمريكي، وَالمأخوذ عن رضاهم وَتأييدهم وَكفالاتهم وعلى ذمتهم، لا بديل أَو عوض أَو خيار إلَّا الاستمرار في هذه الحرب المجنونة، مهما تغيرت الظروف وتبدلت الأحوال، والحرب تبقى على أحكامها حتى تحقّق كامل أهدافها، وتفوض لمهام أُخرى، توازي تلك الأهداف في القيمة والمكانة والشأن والأهميّة، فإن أثمر لقاء روما المرتقب، وتوصل لصيغة اتّفاق تجبر تل أبيب بوقف حرب الاضطرابات الانفعالية الصهيونية على الفلسطينيين، فما قيمة “خطاب النتن ياهو” وما جدوى “رؤيته لليوم التالي للحرب” التي أعلنها أمام الكونجرس الأمريكي والمبثوثة على الهواء وَالمتفرقة على العالم؟!!
التناقض الكبير والمأزق الضيق والنازلة والعسرة التي وقع فيه رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني “النتن ياهو” جعله يتقاتل مع نفسه، فأما أن يحقّق أهدافه، ويمضي في خطابه، ويدوم عليه الريادة والقيادة والسيادة، أَو الخزي والعار والشنار والهزيمة العسكرية والنفسية وسلب العزيمة، وفشل الاختيارات، وعليه أن يختار ما بين الموقفين!
البديل المحدّد وَالمتوافق وَالمعلن وَالمشبع إعلامياً، والسريع والمطلوب والمتاح، في مثل هكذا حالات، للإنقاذ من تلك العسرة السياسية العالمية، هو خطأ عسكري كبير ومقصود، وصناعة شماعة تعلق في رقبتها مثل هكذا أخطاء “مصطنعة وَمقصودة” فكانت حادثة مجدل شمس، التي قتلت فيها “إسرائيل” نفسها، هي البديل لإنقاذ “النتن ياهو” من ورطته وحزب الله اللبناني هو شماعة سد الذرائع.