القرآن الكريم له نظرةٌ وموقفٌ مما يجري من أحداث في هذا العالم؟
سؤال مهم جداً جداً طرحه الشهيد القائد في محاضراته الأكثر من رائعة، يحس كُلّ إنسان مسلم أنه بحاجة إلى معرفة الإجابة عليه الإجابة الكاملة الصحيحة، المعمدة بالأدلة الأكيدة من آيات القران الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..
من خلال إجابته رضوان الله عليه على هذا التساؤل المهم في محاضرة ـــ ملزمةــــ (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا)، سنعرف الإجابة، بأنه (نعم) القرآن الكريم له نظرة وموقف مما يجري في هذا العالم من يوم أنزل إلى يوم الدين، وذلك من خلال فهمنا وإيماننا بالنقاط الآتية: ــ
النقطة الأولى:ـــ
أن القرآن الكريم كتاب [مبارك] كما وصفه الله سبحانه وتعالى، يحقق لمن يسيرون على نهجه أعلى وأرقى مستوى معيشي في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة.
النقطة الثانية:ــ
أن من أنزل القرآن الكريم هو ملك السماوات والأرض، من يدبر شؤون عباده من الجن والإنس والطير، من يعلم بما يمكن أن يجري في هذه الحياة، يعلم خصائص النفس الإنسانية، وما يمكن أن ينبع منها من فساد في الأرض، وبالتالي لا يمكن أن يقف الملك الجبار موقف اللامبالاة، وأن يكون تنزيل القرآن لمجرد التلاوة فقط، وإنما هو المدبر كما وصف نفسه[يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ]، ومن هنا ندرك أن القرآن كتاب عملي، يتحرك بحركة الحياة..
النقطة الثالثة:ــ
أن الله سبحانه عندما يقول لنا (فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) يدل دلالة قاطعة بأننا بحاجة إلى اتباعه، وأننا لا يمكن أن نجد في سوى القرآن ما فيه سعادتنا في الدنيا والآخرة، وأن فيه الحل لكل مشاكلنا حتى قيام الساعة، ويحذرنا سبحانه من أن نفرط في اتباعنا له بقوله تعالى [واتقوا] أي: واتقوا أن تبتعدوا عن اتباعكم له، عسى أن نُرحَم، لأن من لا يتبعون القرآن الكريم هم أبعد الناس عن رحمته سبحانه، عن الجنة، وهذا تهديد خطير يوحي بخطورة الموقف بشكل كبير جدا..
النقطة الرابعة:ــ
أن ندرك أنه مما يدل على أن القرآن الكريم كتاب عملي مهم، ليس للقراءة والتعبد به فقط، وأن دائرته واسعة لا يمكن لإنسان الإحاطة بها ــ وهذا شيء معجز بالطبع ــ أن الله أمر خاتم الأنبياء محمدا بأن يستغفر لذنبه في أكثر من آية، وهو من هو في تعبده وجهاده، وهو من كان يتحرك بحركة القران، ولكن كما قال الشهيد القائد: [لكن ربما في علم الله أن القرآن الكريم في عمقه، في وسعه، هو أوسع، أوسع من أن يطيق بشر مهما كان كاملا كإنسان أن يكون محيطا بدائرة سعة القرآن الكريم في حركته العامة في الحياة]. وهذا مما يقوي عند الإنسان المسلم الثقة بالقرآن وبأن فيه الحل لمشاكلنا في الحياة، وأن له موقف من كُلّ ما يحدث من أمور حولنا.
النقطة الخامسة:ــ
يجب علينا أن نعلم يقيناً بأنه لا خيار آخر أمامنا لنحصل على رحمة الله والجنة، وأن نحصل على الحل الأمثل لكل المشاكل التي تعترض الأمة في مسيرة حياتها غير اتباع القرآن الكريم اتباعا كاملا، وأن نتأمل ونفهم بخوف ووعي قوله تعالى: [قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى] بأننا في يوم المحشر سنكون محتاجين لكل ذرة رحمة من الله، وسيُقال لنا: كانت الرحمة بين أيديكم في الدنيا فما بالكم نسيتوها، وجزاءا لكم اليوم ستنسون من رحمة الله ــ والعياذ بالله من ذلك ـــ.