استراتيجيةُ إسناد لبنان لـ غزة.. تصعيدٌ ومَــآل
فتحي الذاري
غالبًا ما تشير استراتيجية الهدهد التي سميت على اسم الطائر المذكور في سياقات ثقافية مختلفة إلى استخدام أساليب ذكية غير تقليدية لمواجهة التحديات، وفي السياقات السياسية العسكرية يعني ذلك الاستفادة من التكتيكات والاستخبارات غير المتوقعة للتعامل مع المواقف المعقدة بفعالية، حَيثُ تعتبر استراتيجية الهدهد استراتيجية ردع ذكية ودفاع عن النفس.
لقد أظهر لبنان تاريخيًّا دعماً قوياً لغزة والقضية الفلسطينية، وهذا التضامن متجذر في الروابط الإقليمية والثقافية والدينية المشتركة، وفي التاريخ المشترك في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وقد قدمت منظمات المجتمع المدني اللبنانية والمجموعات السياسية والمواطنين العاديين أشكالاً مختلفة من الإسناد والدعم السياسي والمظاهرات والبيانات العامة على التزام لبنان بالوقوف إلى جانب غزة ضد العدوان الإسرائيلي.
الهجوم الإسرائيلي الصهيوني على لبنان:
لقد كان جنوب لبنان ساحة معركة متكرّرة ضد الاحتلال الإسرائيلي وخَاصَّة فيما يتعلق بحزب الله وشهدت المنطقة العديد من المناوشات والعمليات واسعة النطاق؛ مما أَدَّى إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وكَثيراً ما تبرّر الدولة التوغلات للاحتلال الإسرائيلي من حَيثُ المخاوف الأمنية، ويواجه حزب الله الاحتلال الإسرائيلي بقوة ردع واستراتيجية الدفاع عن النفس بقدرات حزب الله وأعماله العسكرية، وحزب الله قوة قتالية قوية ومؤثرة في المنطقة وعلى المستوى الإقليمي وهو يمتلك قدرات صاروخية وعسكرية تشكل تحدياً للاحتلال الإسرائيلي، لذلك فَــإنَّ التهديدات تجاه لبنان تكشفُ قلق ومخاوف كيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.
وينطوي الصراع والهجمات المُستمرّة على خطر التصعيد إلى حرب أوسع نطاقاً، وقد تواجه الاحتلال الإسرائيلي حرباً خطيرة ما لم يتم اتِّخاذ خطوات لتهدئة الوضع لحفظ ماء وجهه، حيثُ إن أعمال الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة (طوفان الأقصى) باءت بالفشل، يمكن أن يشمل ذلك إلى زيادة المقاومة وتميل الأعمال العسكرية إلى تأجيج المقاومة المحلية وتعزيز الدعم لدول محور المقاومة وغالبًا ما يتجمع السكان المحليون ضد المعتدين؛ مما يؤدي إلى دائرة من الانتقام والانتقام المضاد؛ دفاعاً عن النفس.
تفرض الحرب أعباء اقتصادية كبيرة، ويواجه الاحتلال الإسرائيلي ضغوطاً مالية؛ بسَببِ الاشتباكات العسكرية الطويلة الأمد، بما في ذلك التكاليف المتعلقة بجهود الدفاع وإعادة الإعمار.
ويؤدي تصاعد العنف إلى عزل “إسرائيل” سياسيًّا وقد يجد الحلفاء للاحتلال صعوبة في تبرير الدعم المُستمرّ في مواجهة تزايد الخسائر في صفوف المدنيين والضغوط الدولية، كما تؤكّـد الديناميكيات المعقدة للشرق الأوسط، وخَاصَّة؛ بسَببِ تواجد الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.