أمريكا تغامرُ بكل شيء
محمود المغربي
لقد أحدث الشهيد إسماعيل هنية انقلاباً في فكر ومنهج حركة حماس الإخواني القائم على خلق ضجيج إعلامي عبر الخطب والمحاضرات والأناشيد والمتاجرة بالقضايا وجمع التبرعات وإفراغ طاقة الشعوب.
كما استطاع هنية تغير طريقة الحركة في مقاومة الاحتلال وأحدث نقلة نوعية في أُسلُـوب المواجهة مع العدوّ، وكان لهذا التغيير ثماراً عديدة أهمها بناء قدرة الحركة العسكرية والقضاء على العملاء وتنفيذ عملية (طوفان الأقصى) وما أحدثت من مكاسب عظيمة أولها تغير نظرة الناس والعالم للكيان، وقلب تلك الصورة التي حاول الكيان وأمريكا ترسيخها في أذهان العرب والمسلمين، وجعل من الكيان أُسطورة وقوة غير قابلة للكسر والانهزام وأظهرت للعالم هشاشة وحقيقة ذلك الكيان بغض النظر عما يرتكب الكيان من مجازر بشعة بحق أبناء غزة، في محاولة منه لاستعادة تلك الصورة التي أصبحت رماداً يستحيل استعادتها.
ساهم (طوفان الأقصى) في إسقاط هيبة الكيان ومنح محور المقاومة دفعة من الادرينالين والشجاعة ليجد الكيان نفسه يتلقى سيلاً من الضربات والصفعات المتتالية من دول وأطراف لم يكن أحد في هذا العالم يتخيل أنها قادرة على الدفاع عن نفسها فكيف بمهاجمة الكيان والجيش الذي لا يقهر.
وهذا الأمر قد أوجع العدوّ والصديق وجعل من هنية عدواً خطيراً يحمل مشروعاً وفكراً متجدداً ومتطوراً يتجاوز الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي في سبيل الهدف الأسماء والأكبر وهو مقاومة الاحتلال وتحرير الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، وجعلوا منه هدفاً كبيراً يجب معاقبته باغتيال أبنائه ثم الذهاب للقضاء عليه حتى لو تطلب ذلك المغامرة بكل شيء وتجاوز الخطوط الحمراء وانتهاك سيادة بلد مثل إيران، مع إدراك أمريكا والكيان أن إيران لا تتساهل ولا تسامح فيما يتعلق بسيادتها.