ثورةٌ زيديةٌ ضد الطغيان ورموز الإجرام
آلاء غالب الحمزي
علمٌ من أعلامِ الهُدى، ورموز التُقى، ونجوم السماء، من نسلِ العترة الطاهرة، الإمام العظيم، الثائر الشهيد زيد بن علي بن الحُسين بن علي “عليهم السلام”، المقتول، المصلوب، ظلمًا، وبغيًا، وعدوانًا.
عاد لِيجدد الثورة الحسينية، بعزم وصبر جده الحُسين، وبشجاعةِ علي، ليجسد إقدام وصلابة زيد، نعم ثورة الشهيد الثائر، كانت وما زالت ثورة ضد الطغيان ورموز الإجرام على امتداد التاريخ، وامتداد العصور، فهو ثار من واقع الشعور بالمسؤولية الإيمانية نحو أُمَّـة جدهِ محمدٍ “صلوات الله عليه وآله وسلم”، ليخلص الأُمَّــة من واقعها المرير، والمذل، ضد ذلك الإجرام الأموي الدموي، الذي كان رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، يحذر الأُمَّــة منه، فتارةً يصفهم بأنهم “الفئة الباغية”، وتارةً أُخرى يخص بالقول: “إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه”، تحَرّك من وحي كتاب الله وتوجيهاته وجالس القرآن عدة سنوات، ولذلك سُمِّيَ “بحليفِ القرآن”، وكان إمامنا العظيم يواجه كُـلّ ذلك التثبيط والتخذيل بقوله: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”، فثورته العظيمة، هي ثورة من يحملون قلب وروح القرآن الكريم، ثورة من امتلأ من أخمص قدمه، إلى أعلى رأسه إيمانًا وحُبًّا لله تبارك وتعالى.
ولكن ما يلفت الانتباه، ويبعث الطُمأنينة، أن هذه الثورة ما زالت مُستمرّةً إلى اليوم ضد كُـلّ الطغيان، وكل رموز الإجرام، سواءً أكان هذا الإجرام والطغيان أُمويًا، أم صهيونيًا، فما زالت ثورة زيد، تطارد كُـلّ المجرمين والطغاة، وما يزيد الحماس أكثر، هو أن هذه الثورة استعرت أكثر وأعظم، فثوراتٍ على المجرم الصهيوني تتوالى وتتصعد أكثر، ويزيد لهبها لتصبح أكثر اشتعالًا وتوقدًا، فثورة من يمن الإيمان والحكمة، لتردع العدوّ في جب استقراره وأمانه، ليس هذا فحسب بل فرضت عليه حصارًا ليضيف للمشهد أكثر جمالاً وروعةً، ومن جبهة جنوب لبنان، يثور “حزب الله” بضرباته المؤثرة والنجاحة، والعظيمة جِـدًّا، ليضيق على العدوّ أنفاسه، ومن ثورة “الحشد الشعبي العراقي” تضيق باقي أنفاس هذا العدوّ، ومن الخروج الجماهيري الشعبي في ساحات العالم، ولا سيما في وسط تواجده، تنهار باقي همته.
أوليس زيد حاضرٌ في كُـلّ جبهةٍ، وفي كُـلّ ميدان، ضد كُـلّ طاغية في هذا العالم، بلى إن منهجه باقٍ، وسيرته مشيدة، وأن الطغاة المجرمون سيهزمون، وإن كانت إمْكَاناتهم هائلة، وإجرامهم قد تعدى كُـلّ القيم وكل المبادئ، فسيكتب الله تعالى، لهذه الثورات النصر والنجاح، والتأييد والتوفيق، ما دامت من واقع الإيمان، ومن واقع مظلومية كُـلّ مظلوم في هذه الأرض، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.