تـقزُّمُ الـحُكَّام وتـقـافُـزُ الـقُـرود
نوال عبدالله
طبول الحرب تقرع، صوت الموت يعلن قدومه، والصبر والسلوان للصابرين، الشهداء المحتسبين دمائهم وأرواحهم فداء للدين والأرض، المنتقلين من دار الفناء الزائل إلى دار البقاء الدائم، شهداء بالآلاف لا ذنب لهم ولا جرم قاموا به سوى تمسكهم بمقدساتهم وأوطانهم، يدافعون عن أعراضهم فكانت تلك المبادئ المتجذرة بهم سبب في القضاء عليهم.
قضية ممتدة منذ عقود من الزمن، لم يلتفت إليها أحد، وكأن قضية فلسطين لا تعنيهم، هكذا يتعامل العرب وَحكامهم مع القضية الأم بأُسلُـوب التخلي المفضوح على لسان المواقف الجارية والأحداث المستجدة والمتغيرات الطارئة، بعبارة التغاضي عن قول الحق وإظهار الباطل.
يتعامل حكام السوء، وعن القضية المركزية يتقافز العرب خلف الأسوار، ويتقزم حكام الدول أمام جرائم الكيان الوحشي الإسرائيلي والأمريكي، وتصغر أشكالهم حتى أصبحوا كـالنمل وإن عصوا لهم أمرًا مصيرهم الدعس بالأقدام.
بوصلة القتل اليهودي تحدّد اتّجاهاتها نحو غزة، وكافة الدول العربية والإسلامية تدعمها تصفيقات حارة من الكونغرس لتفضح ما كانوا يدعون به من مسميات باطلة دامت سنوات يملؤها الزيف المغشى بالكلمات الكاذبة، إلا أن كيد الشيطان ضعيف أمام المجريات والتطورات الحاصلة في المنطقة الجغرافية تحديداً من اليمن تدور الدوائر، وما كان من حصار دام عشر سنوات هدفه تخضيع الشعب وإركاعه كما ظنوا لنشر فسادهم وزعزعة الأمن والاستقرار لتكون الأرض خصبة لهم وتحقّق مغرياتهم على أرض السراب سريع الأجل.
مَـا هو حاصل على المنطقة والساحات وتخلي العرب عن مبادئهم ودينهم واتّجاههم لحزب الشيطان لهو السبب الرئيسي في استباحة الدماء وقتل الأبرياء في غزة وكافة المناطق لتصبح أمريكا و”إسرائيل” المتحكم في رقاب المسلمين بعد أن ضمنوا شراء ذمم حكام العرب وإعطائهم كمامات الصمت الأبدي.
ما نشهده من تقافز للقرود وتقزم البشر؛ بسَببِ تخليهم واستئصالهم لإنسانيتهم حتى أصبحوا قطيعاً يساق بهم بعد أن تضرب رؤوسهم وتجلد أجسادهم ويسلبون القوة والمال والإرادَة حتى أصبحوا كالأنعام بل هم أضل منها.
ما جاءت به المسيرة القرآنية من توجيهات وقواعد ومسارات دليل واضح على القوة التي أوجدتها تلك الفئة، لم يكن لهم داعم إلا القرآن الكريم، من بعث في جوف قارئيه ومتبعيه الإيمان القوي بالله عز وجل، فهو المتكفل بتغيير من ضعفهم إلى قوة ومن العدم إلى الوجود، إضافة إلى التأييد الإلهي لعباده الصادقين المخلصين من باعوا أنفسهم خالصة لوجهه الكريم ولدينه، من يدعو إلى الصراط المستقيم؛ فلله الحمد من جعل فينا قائداً أُعطي العلم والحكمة، من قاد شعبه إلى مرفأ الأمان حتى أصبحت اليمن رقماً صعباً يضرب لها ألف حساب.